يعتقد العلماء أن الصوت الذي يصدر عن خفاش ُبنَي كبير وهو ينقض على فريسته التي يجد فيها وجبة لذيذة مجرد سقسقات متلاحقة قد لا تدركها الأذن البشرية لكنها تحمل رسالة لا تخطئها أذن أي خفاش منافس.
إعلان
تحذر الخفافيش بعضها البعض من الاقتراب من الفريسة عن طريق إصدار أصوات معينة. هذا ما كشفه مجموعة من العلماء تعرفوا على صوت لم يكن معروفا من قبل تطلقه الخفافيش لتطلب من أقرانها الابتعاد عن فريستها المختارة. ويختلف ذلك الصوت كثيرا عن الموجات الصوتية التي تحدث صدى للصوت لدى ارتطامها بجسم آخر والمستخدمة لتحديد المواقع أثناء التحليق والصيد.
هذه الصيحة قاصرة فقط على الذكور من هذا النوع لأسباب لم تتضح تماما بعد. ووجد الباحثون أن الخفافيش الأخرى المغيرة تمتثل لهذا الأمر. ويقول الباحثون أن هذا الكشف يشير إلى أن وسيلة الاتصال الصوتي هذه لدى هذا الحيوان الثديي الطائر قد تكون أكثر تعقيدا مما كان معروفا من قبل ويبرز أهمية الاتصال الصوتي الاجتماعي لهذه الحيوانات الليلية الآكلة للحشرات. ونشرت الدراسة في دورية (كارنت بيولوجي).
يذكر أن الاسم العلمي لهذا النوع من الخفافيش هو إبتيسيكوس فيوزكوس ويعيش في كندا والولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الوسطى وشمال أمريكا الجنوبية. وفراء هذا الخفاش بني أما أنفه وأذناه وجناحاه فلونها أسود ويصل الباع بين طرفي جناحيه إلى 33 سنتيمترا.
أ ب/ ع.أ.ج
الخفاش .. خصائص فريدة وسمعة سيئة
الخفافيش لا تتمتع بسمعة جيدة، خاصة بعد ربطها بأنها مصدر فيروس كورونا، بيد أن الخفاش يتمتع بخصائص فريدة مقارنة بغيره من الثدييات. وفي اليوم العالمي للإشادة بالخفاش، والذي يصادف 17 أبريل من كل عام نورد هذه المعلومات عنه.
صورة من: Imago/Bluegreen Pictures
ليس الكهوف فقط
ينتشر الخفاش بكثرة، وتستطيع أن تجده تقريبا في كل مكان وفي حالات عديدة معلقا على الأشجار، وأيضا في قمم الجبال، أو مخبأ في شقوق الكهوف. الخفافيش هي الثدييات الأكثر شيوعا على الأرض وتسكن جميع القارات باستثناء القارة القطبية الجنوبية. وهي تشكل حوالي 20 في المائة من جميع الثدييات. وهو الوحيد من الثدييات القادر على الطيران.
صورة من: Imago/Bluegreen Pictures
خفافيش بيضاء
في المجموع، هناك أكثر من 1100 نوع من الخفافيش، ولكن خمسة أنواع فقط هي بيضاء. هذا النوع، الذي يبلغ طوله حوالي أربعة إلى خمس سنتيمترات، يشار إليه أحيانًا باسم مارشميلو-بف "Marshmallow-Puff" هذا النوع اللطيف غذاؤه الرئيسي هو من ثمار التين عادة.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
هل يشرب الدم؟
على الرغم من أن الخفافيش تعتبر مخلوقات عير محبوبة في أجزاء كثيرة من العالم، إلا أن ثلاثة أنواع فقط من أنواع الخفاش المتعددة هي من تشرب الدم فعلا. حيث تستخدم هذه الأنواع أسنانها الحادة لمهاجمة الحيوانات ومص دمائها، كما أنها تهاجم الإنسان أحيانا وتنقل العدوى والمرض.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
أعشى الليل؟
الأذنان الكبيرتان بشكل غريب يحتاجهما الخفاش من أجل تحديد الاتجاهات تماما كـ "السونار". فالخفافيش تصدر موجات صوتية عالية التردد من حناجرهت لا يسمعها البشر دائما، وتقوم برصدها مجددا من أجل تكوين خريطة لمحيطها بدقة شديدة. ويعتمد الخفاش على هذه الميزة للصيد والتحرك لأنه لا يرى بالظلام جيدا.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J. Daniel
لولا الخفاش لما كان هناك موز أو مانغو أو أفوكادو
تلعب الخفافيش دورًا مركزيًا في تلقيح النباتات. يعتمد أكثر من 500 نوع من النباتات على الخفافيش لتلقيح أزهارها، بما في ذلك الموز والأفوكادو والمانغو ونبات الأجافه (نبته يستخرج خلاصتها بديلا عن السكر.) بعض الخفافيش طويلة الأنف (كما في الصورة)، لديها ألسنة طويلة للغاية لهذه المهمة.
صورة من: picture-alliance/All Canada Photos
تعيش طوبلا
على الرغم من أن الخفافيش تحصل على مولود واحد في السنة، إلا أن معظمها يعيش طويلا مقارنة بغيرها من الثدييات، وتفوق أعمارها 30 عاما، وهو ما يفسر أعدادها مقارنة ببقية الثدييات.. يرى العلماء سبب طول أعمارها في قدرتها الفريدة على تحمل الفيروسات التي يستضيفونها ولا يمرضون بها.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/AGAMI/T. Douma
التعايش مع الفيروسات
بيد ان الخفافيش هي ايضا المضيف الطبيعي للعديد من الفيروسات بما فيها الفيروسات التاجية مثل السارس ومتلازمة الشرق الأوسط والسارس الجديد CoV-2. وهنالك جدل حول دورها في فيروس كورونا ( كوفيد19). وبفضل جهاز المناعة الفريد، فإنها تنقل هذه الأمراض الفتاكة إلى أنواع أخرى، ولكن درجة حرارة الجسم العالية والمستويات العالية من الإنترفيرون المضاد للفيروسات تبقيها صحية.
صورة من: picture-lliance/Zuma
حماية بدلا من القضاء!
وعلى الرغم من أن الخفافيش ترتبط مرارا بالأمراض الخطيرة، فإنها تحتاج إلى الحماية لأنها تؤدي دورا مركزيا في معظم النظم الإيكولوجية. فبدونها مثلا سيزداد عدد البعوض في أفريقيا لدرجة كبيرة، وسيصل وباء الملاريا إلى أبعاد لا يمكن تصورها.