لغط بشأن جنسية ملاكم يفسد فرحة انتظرتها ألمانيا لعقود
صلاح شرارة
٢٩ نوفمبر ٢٠١٧
منذ خسر ماكس شميلينغ لقب بطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل عام 1932 لم يفز ألماني بالبطولة. والآن فاز الملاكم مانويل شار باللقب مجدداً، وأحتفى الإعلام به كأول ألماني يفوز منذ شميلينغ، غير أن الفرحة أصبحت الآن لغزاً.
إعلان
يبدو أن فرحة الألمان بحصول مواطن من بلدهم على لقب بطل العالم للملاكمة في الوزن الثقيل، لأول مرة بعدما خسره ماكس شميلينغ منذ 85 عاماً، جاءت سابقة لأوانها.
فالملاكم مانويل شار (33 عاماً)، الذي فاز باللقب السبت الماضي (25 نوفمبر/ تشرين الثاني) بعد تغلبه بالنقاط على الروسي ألكسندر يوستينوف (40 عاماً)، يثور لغط كبير حول جنسيته، وربما يكون مانويل نفسه أيضاً سبباً في ذلك.
فمحمود شعار، هو الاسم الأصلي للملاكم، الذي ولد في بيروت لأب سوري وأم لبنانية، وبعد مقتل والده في الحرب الأهلية اللبنانية، جاء محمود مع والدته وإخوته إلى ألمانيا وعمره 4 سنوات.
وصرح مانويل شار لصحيفة "بيلد" قبل يومين أنه يملك جواز سفر ألماني، لكنه لا يملك الوقت لكي يتسلمه من السلطات. غير أن صحيفة "إكسبرس"، التي تصدر في كولونيا، حيث يعيش الآن مانويل شار، قد أجرت مقابلة معه وجاء فيها أن الملاكم نفسه قال: "إجراءات حصولي على الجنسية مجمدة بسبب قضية جنائية محتملة، ويجري توضيح المسألة الآن من قبل المحامي الخاص بي".
لكن شار نفى لصحيفة بيلد أمس الثلاثاء أن يكون قد قال هذا الكلام، وأكد "أقسم أنني ألماني منذ عام ونصف". كما صرح لقناة "سكاي سبورت نيوز" مساء الثلاثاء "أنا ألماني بنسبة ألف في المائة. وبسبب وجودي في مَعْمَعِة لم أتسلم جواز سفري، أنا لدي جواز سفر ألماني وهو موجود لدى مكتب الجوازات. وتابع شار، حسب ما نقل موقع "كيكر": "أنا رياضي أفخر بحمل العلم الألماني، وألمانيا لديها الآن بطل جديد للعالم، ولا يوجد شك (في ذلك).
صلاح شرارة
أربعون عاما على "مواجهة الغابة"
في الـ30 من أكتوبر عام 1974 انتصر الملاكم محمد علي كلاي على جورج فورمان، بطل العالم، ليستعيد كلاي اللقب العالمي بالملاكمة ثانية. النزال عرف بـ"مواجهة الغابة" في زائير، في حدث رياضي ترك بصمة مهمة في تاريخ رياضة الملاكمة.
صورة من: Getty Images/Stewart Cook
في "مواجهة الغابة"، التي تعد من أقوى نزالات الملاكمة في التاريخ، استطاع كلاي الانتصار على جورج فورمان بطل العالم للوزن الثقيل في زائير عام 1974.
صورة من: imago/UPI Photo
شهد الاستاد الوطني في كينشاسا آنذاك أكبر حدث رياضي في القارة الإفريقية، سعى إلى تنظيمه كل من الملاكم العالمي دون كينغ والديكتاتور موبوتو للترويج لبلاده.
صورة من: AFP/Getty Images
الإثارة كانت كبيرة، فقد اضطر الملاكمان وحشد ضخم من المدربين والمسؤولين والصحفيين للبقاء في زائير، بسبب تأجيل النزال لمدة شهر لإصابة فورمان أثناء التدريب.
صورة من: AFP/Getty Images
نجح علي كلاي في كسب ثقة الجماهير، على عكس فورمان الذي ظهر بصحبة كلب حراسة. مشهد يذكر بالاحتلال البلجيكي للكونغو، فأطلق الجمهور صيحات تشجيع تطالب علي بقتله.
صورة من: AFP/Getty Images
توقعات الخبراء رجحت آنذاك فوز فورمان على كلاي، ففورفان فاز في 40 مباراة. ولكن وبتكتيك مدهش استطاع محمد علي كلاي الانتصار على فورمان والحصول على اللقب.
صورة من: AFP/Getty Images
ومن ضمن التكتيك الذي اتبعه علي: توجيه عبارات تسخر من أداء منافسه فورمان وتحثه على بذل المزيد من الجهد، ولكن لم يكن لذلك أي تاثير يذكر على أداء فورمان.
صورة من: AFP/Getty Images
وبدا التعب واضحا على فورمان في الجولة الثامنة، ليتلقى لكمة قوية من منافسه أسقطته أرضا، ولم ينهض فورمان إلا بعد مرور أكثر من 10 ثوان، لينهي الحكم النزال.
صورة من: AP
ورغم هزيمة فورمان إلا أنه أظهر روحا رياضيا عالية: ففي تصريحاته بعد النزال، أكد أن كلاي يستحق الفوز وهو فخور بأن يكون جزءا من تاريخ الاسطورة علي.
صورة من: imago/UPI Photo
بالنسبة لكلاي فإن "مواجهة الغابة" تعني استعادة مجده، بعد 7 سنوات من فقدان اللقب العالمي، عندما رفض المشاركة في حرب فيتنام. فبات "الملاكم الأفضل" حتى اليوم.
صورة من: AFP/Getty Images
رغم شدة الصراع الذي دار بين علي كلاي وفورمان على الحلبة عام 1974، إلا أن ذلك لم يمنع من تقاربهما فيما بعد. الكاتب: أندرياس شتيرن سيمون/دالين صلاحية