على ذمة صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله فإن وفدا أميركيا وصل إلى دمشق على متن طائرة إماراتية وأجرى محادثات مع اللواء علي مملوك. وحسب الصحيفة فإن الجانبين اتفقا على إبقاء التواصل بينهما عبر روسيا والإمارات.
إعلان
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، في عددها الصادر الثلاثاء (28 آب/ أغسطس 2018) أن لقاء أمنيا رفيع المستوى عقد قبل شهرين في دمشق بين ضباط أميركيين وسوريين شارك فيه اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني. ولم يتوفر أي تعليق فوري من وزارتي الدفاع والخارجية الأميركيتين، رداً على سؤال لوكالة فرانس برس.
وأفادت الصحيفة أنه في الأسبوع الأخير من حزيران/ يونيو، وصل "وفد ضمّ ضباطاً من وكالات استخبارية وأمنية أميركية عدة" على رأسه ضابط رفيع المستوى إلى دمشق على متن طائرة إماراتية خاصة. وأضافت الصحيفة أن مملوك "كان في استقبال الوفد الأميركي الزائر وإلى جانبه رئيس الإدارة العامة للمخابرات العامة اللواء ديب زيتون..".
ولم تحدد الصحيفة من هم أعضاء الوفد الأميركي، بيد أنها نقلت "بحسب معلومات" قالت إنها حصلت عليها، أن الوفد الأميركي قدم عرضاً يتضمن سحب الولايات المتحدة لقواتها من سوريا مقابل ثلاثة مطالب: انسحاب المقاتلين الإيرانيين من الجنوب السوري، ضمانات "لحصول الشركات الأميركية على حصة من قطاع النفط في شرق سوريا"، وتزويد الجانب الأميركي بمعلومات حول الجهاديين الأجانب.
وانتهى اللقاء، حسب الصحيفة، بـ"الاتفاق على إبقاء التواصل قائماً عبر القناة الروسية - الإماراتية". ويأتي ذلك في وقت، تمكنت فيه قوات النظام بدعم روسي من السيطرة على نحو ثلثي مساحة البلاد.
وتُشكل قضية الصحافي الأميركي أوستن تايس، الذي اختفى عام 2012 قرب دمشق، إحدى القضايا التي تسعى واشنطن لحلها. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد ذكرت العام الماضي أن وكالة المخابرات المركزية الأميركية فتحت قناة اتصال مع الاستخبارات السورية بشأن تايس. ونقلت الصحيفة أن رئيس الوكالة وقتها مايك بومبيو (وزير الخارجية الحالي) أجرى في شباط/ فبراير 2017 اتصالاً هاتفياً مع مملوك في هذا الشأن.
يشار إلى أن الولايات المتحدة قطعت علاقاتها مع دمشق في أولى سنوات النزاع المستمر منذ 2011، وتُعد أحد أبرز داعمي المعارضة السورية. كما تعد مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد في شمال وشمال شرق سوريا والغنية بحقول النفط والغاز منطقة نفوذ أميركي.
ع.أ.ج/ أ.ح (أ ف ب)
صراع النفوذ في الأزمة السورية
منذ أن بدأت الاحتجاجات السلمية في سوريا يوم 15 مارس/آذار 2011، والكثير من الجهات تتدخل لإخماد نيران الأزمة التي صارت حربا فيما بعد. وقد شكل التدخل الأجنبي بداية لصراع حول النفوذ في هذا البلد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens
روسيا
يعتبر النظام السوري حليفا تقليديا لروسيا، وقد حال التدخل العسكري الروسي في سوريا عام 2015 دون سقوط نظام الأسد، كما أن كفة القتال أصبحت منذ ذلك الوقت تميل لصالح القوات الحكومية وحلفائها. بتدخلها في سوريا ضمنت روسيا لنفسها قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر المتوسط وتمكنت من إنشاء قاعدة جوية جديدة في اللاذقية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Klimentyev
إيران
منذ الثمانينيات تحظى سوريا بأهمية استراتيجية لدى نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فدمشق هي الحليف الأهم لطهران في العالم العربي، وهي الجسر إلى ميلشيات حزب الله اللبناني، لذلك أرسل الحرس الثوري الإيراني "مستشارين عسكريين" إلى سوريا لدعم الأسد كما جندت إيران مقاتلين من العراق وأفغانستان للقتال إلى جانب النظام السوري. ويقول مراقبون إن ايران تسعى إلى تأمين ممر يربط طهران ببيروت عبر العراق وسوريا.
صورة من: AP
دول الخليج
السعودية والإمارات وقطر كانوا منذ بداية الأزمة السورية بالإضافة إلى تركيا، أهم الداعمين للقوات المعارضة في سوريا، خاصة الإسلامية منها. فيما توجه أصابع الاتهام إلى قطر بدعم التنظيمات الجهادية في سوريا. واليوم أصبح الدعم الخليجي يأخذ طابعا سياسيا أكثر، وتتولى الرياض مهمة التقريب بين أطياف المعارضة، لكن هدفها الأساسي يبقى هو الحد من نفوذ غريمتها إيران في سوريا.
صورة من: AFP/Getty Images/F. Nureldine
من الصداقة إلى العداوة
تحولت الصداقة التي كانت تجمع عائلة اردوغان بعائلة الأسد إلى عداوة، فقد دعمت تركيا الفصائل السورية المسلحة مثل الجيش الحر، كما تحالفت أنقرة مع قوى إسلامية متشددة أيضا وهو ما جلب إليها الكثير من النقد من طرف حلفائها في الناتو. وحتى اليوم يدعو الرئيس التركي للإطاحة بالأسد. لكن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة له هو الحد من وجود وحدات حماية الشعب الكردية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بحزب العمال الكردستاني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/SANA
اسرائيل
القلق الأكبر بالنسبة لإسرائيل من الأزمة السورية هو تمركز جماعة حزب الله والحرس الثوري الإيراني على حدودها. وتسعى إسرائيل إلى منع إيران من النجاح في إنشاء قواعد عسكرية وقاعدة بحرية في البحر المتوسط. ومنذ تردد أنباء عن إطلاق طائرة إيرانية بدون طيار فوق إسرائيل في أوائل فبراير ورد إسرائيل بقصف قواعد إيرانية في سوريا ازدادت حدة التوتر.
صورة من: Reuters/Handout Israel Defence Ministry
الولايات المتحدة الأمريكية
منذ 2014 تقود الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا. ورغم التحفظ التركي قامت الولايات المتحدة بتسليح وتدريب قوات سوريا الديموقراطية لمواجهة التنظيم المتطرف في شمال سوريا. وحتى بعد القضاء على "داعش" ترغب الولايات المتحدة في الإبقاء على قواتها الخاصة في سوريا لاحتواء إيران ومراقبة الوضع في المنطقة. إعداد: هشام دريوش/ مريم مرغيش
صورة من: picture-alliance/AP Photo/U.S. Navy/Brian Stephens