1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لقاء أوباما نتانياهو - خلافات قديمة وخيارات جديدة

غيرو شليس/ عبدالحي العلمي٢ أكتوبر ٢٠١٤

كان من الممكن أن يساهم تقدم مقاتلي "داعش" في التقريب بين مواقف الرئيس أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو. بيد أن غيرو شليس مراسل DW في واشنطن يرى أن نتانياهو لم يغير موقفه المتصلب خلال زيارته لواشنطن.

Benjamin Netanjahu bei Barack Obama Washington 01.10.2014
صورة من: Reuters/Kevin Lamarque

اللقاءات كثيرة بين الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتانياهو. وليس هناك من زعيم في العالم التقى بالرئيس الأمريكي في البيت الأبيض أكثر من نتانياهو. بيد أنه لم يحدث أن تمت هذه اللقاءات في أجواء حميمية بحيث يتم التوصل سريعا إلى تقييم مشترك لأحداث العالم، سواء تعلق الأمر بالنزاع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين أو بالمحادثات مع إيران في الموضوع النووي. لقد تم تبادل المواقف بين الرجلين بنفس التوجه هذه المرة أيضا. ففي الوقت الذي يتهم فيه نتانياهو الرئيس الأمريكي بانتهاج مواقف متسامحة جدا والنظر إلى الأمور بشكل عاطفي، يعتبر أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي إنسانا عنيدا يحول دون التوصل إلى اتفاقات سلام بسبب مواقفه المتصلبة.

كان من الممكن أن يكون الأمر مختلفا هذه المرة، إذ حدث تحول في العالم وأصبحت مخاطره أكبر، حتى بالنسبة لإسرائيل. فهذه الدولة محاطة بمخاطر زيادة حدة العنف والفوضى بشكل غير مسبوق، من سوريا و قطاع غزة ولبنان ومن مصر التي تبدو نظريا هادئة. كل ذلك يبدو أقل خطرا بالمقارنة مع المخاطر الإرهابية المنطلقة من مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" أو "داعش". لقد أدى هذا التطور إلى حدوث تقارب على الصعيد العالمي، بما في ذلك بين دول الخليج والولايات المتحدة. غير أنه حتى الآن ليس من الواضح معرفة ما إذا كان ذلك سيقرب المواقف بين إسرائيل والولايات المتحدة.

مصالح مشتركة

على كل حال هناك تحرك بالمنظور القديم لمنطقة الشرق الأوسط. فلأول مرة منذ سنوات طويلة استطاع الرئيس أوباما استقطاب خمس دول عربية للمشاركة في ائتلاف مع الولايات المتحدة. وخلال لقائه مع الرئيس الأمريكي أشار نتانياهو إلى وجود مصالح عربية - إسرائيلية مشتركة لا ترتبط فقط بمحاربة "داعش"، بل أيضا بالنزاع مع إيران التي تخلق لدى إسرائيل شعورا بالتهديد لسببين. السبب الأول يتجلى في حليف طهران، أي حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، والسبب الثاني يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني الذي تُجرى مفاوضات بشأنه بمشاركة ألمانية.

غيرو شليس، مراسل دويتشه فيله في واشنطنصورة من: DW/P. Henriksen

قد تفتح المصالح المتطابقة بين إسرائيل والدول العربية خيارات إستراتيجية جديدة. بيد أنه ينبغي على نتانياهو ألا يجاهر بذلك علنا. فطالما لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن صيغة حل الدولتين فلن يكن هناك مجال للدول العربية المؤثرة للتقارب مع إسرائيل. الرئيس أوباما نفسه لن يستطيع تغيير الكثير بعد حرب غزة الدامية التي أضعفت آفاق التوقعات. فالانتقادات الأمريكية الموجهة إلى إسرائيل خلال تلك الحرب، التي أودت بحياة عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، لم تكن ذات تأثير كبير.

وقبيل موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس يمكن للوبي اليهودي القوي القيام بوقف كل تحرك من طرف أوباما وبالتالي إضعاف مكانته تجاه نتانياهو. إذن لم يعد للرئيس أوباما إلا إمكانية تحذير نتانياهو بشكل قوي وحثه على ضرورة التوصل إلى سلام دائم مع الفلسطينيين، بالنظر إلى التغيرات في الأوضاع. وقد عبر أوباما على الأقل عن امتعاضه من هذا الوضع عندما صرح بأن الاستمرار في بناء المستوطنات قد يبعد إسرائيل عن حليفها المقرب.

تغيرات في الأوضاع العالمية

كان من الممكن أن يكون الأمر مختلفا هذه المرة، ولكن لا يبدو أنه سيكون كذلك. إذ لم يتراجع نتانياهو في واشنطن عن مواقفه الصلبة تجاه الفلسطينيين. وكذلك الأمر بالنسبة لموضوع إيران. فقبل توجهه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة أطلق نتانياهو تصريحات من العيار الثقيل حين اعتبر أن خطر إيران يفوق بكثير خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" الخطير جدا. وقد هدف نتانياهو بذلك إلى زيادة الضغط على الرئيس أوباما كي لا يتم التوصل إلى حل وسط قد يمكن إيران من تصنيع القنبلة النووية.

ربما لا يفكر نتانياهو في الأمر بشكل إستراتيجي. فالائتلاف الأمريكي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومشاركة دول عربية من الخليج فيه يفتح الأبواب لخيارات جديدة قد تؤدي إلى تغيرات في الوضع العالمي مثلا من خلال اتفاق مع إيران. وقد تستفيد المنطقة من المشاركة المحتملة لإيران في محاربة تنظيم "داعش". ويعني ذلك أيضا أن حلفاء إيران المجاورين لإسرائيل مباشرة كحركة حماس ونظام الرئيس السوري بشار الأسد سيفقدون قدراتهم التهديدية والتدميرية على المدى المتوسط. بالطبع ليس من المرجح حدوث هذا السيناريو، لكن على المرء ألا يفقد الأمل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW