"لقاء باريس" يطالب باستئناف محادثات السلام السورية
٩ مايو ٢٠١٦
انتهى لقاء باريس، الذي ضم ممثلي حوالي عشر دول عربية وغربية تدعم المعارضة السورية إلى التأكيد على أهمية البيان الأمريكي الروسي حول سوريا. كما دعا وزير الخارجية الفرنسية لاستئناف محادثات السلام السورية في أقرب وقت ممكن.
لقاء وزراء خارجية الدول المؤيدة للمعارضة السورية في باريس.صورة من: picture-alliance/dpa/C. Petit Tesson
إعلان
اجتمع ممثلو نحو عشر دول عربية وغربية داعمة للمعارضة السورية في باريس اليوم الاثنين (التاسع من أيار/ مايو 2016) لمناقشة كيفية الحفاظ على استمرارية وقف الأعمال القتالية في سوريا. وشارك في الاجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والألماني فرانك فالتر شتاينماير والسعودي عادل الجبير ووزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت في ختام الاجتماع "نعبر عن رغبتنا بأن تستأنف المفاوضات في أسرع وقت ممكن"، مطالبا بـ "ضمانات ملموسة للحفاظ على الهدنة" وإتاحة دخول المساعدة الإنسانية إلى البلاد. واتهم ايرولت النظام السوري بالمسؤولية عن "العديد من الانتهاكات للهدنة" وعن "عرقلة القوافل الإنسانية" وبـ "عدم إظهار أي رغبة بإحراز تقدم" خلال مفاوضات جنيف.
وأردف رئيس الدبلوماسية الفرنسية قائلا إن "الأزمة السورية باتت في مرحلة حرجة ويجب أن نضاعف جهودنا لإعادة إحياء عملية السلام"، التي تم تعليقها في نهاية نيسان/أبريل في جنيف بسبب عدم إحراز تقدم ملحوظ. وتابع ايرولت أنه لهذه الغاية فإن اجتماعا للمجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 بلدا "قد ينعقد الأسبوع المقبل في فيينا".
ورحب ايرولت بالإعلان الذي صدر عن موسكو وواشنطن قبل ساعات وتضمن تعهدهما بـ "مضاعفة جهودهما" للتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع في سوريا وتوسيع نطاق وقف الأعمال القتالية، معتبرا إياه "تصريحا ايجابيا ... . هدفنا المشترك هو تطبيق هذا البيان ". وقال "نتمنى أن يتم تنفيذه. يجب ألا يكون مجرد تصريح إضافي".
وضم اجتماع باريس وزراء خارجية كل من ألمانيا والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وايطاليا وقطر وتركيا والاتحاد الأوروبي، فضلا عن ممثلين عن الأردن والمملكة المتحدة.
ويشار إلى أن روسيا والولايات المتحدة قالتا في بيان مشترك إنهما ستكثفان الجهود لإقناع الأطراف المتحاربة للالتزام باتفاق الهدنة. وقال البلدان "قررنا تأكيد التزامنا مجددا (بوقف إطلاق النار) في سوريا وتكثيف الجهود لضمان تنفيذه في أنحاء البلاد". وأضاف البيان "نطالب جميع الأطراف بالتوقف عن شن أي هجمات بلا تمييز ضد المدنيين بما في ذلك البنية الأساسية المدنية والمنشآت الطبية."
أ.ح/ع.ش (رويترز، أ ف ب)
منشآت طبية ومدارس تحت رحمة القصف في سوريا
لم تسلم المنشآت الطبية والمدارس من نيران القصف في شمال سوريا، وهو ما يتسبب في سقوط قتلى معظمهم من المدنيين. الأمم المتحدة نددت بشدة بهذه الضربات ووصفتها بـ"الانتهاكات الفاضحة للقانون الدولي".
صورة من: Getty Images/AFP/T. Mohammed
أنقاض مستشفى تعرضت للقصف بالقرب من منطقة معرة النعمان في محافظة ادلب. منظمة أطباء بلا حدود قالت إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وفقد ثمانية آخرون جراء هذا القصف، الذي يتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان روسيا بالوقوف ورائه.
صورة من: Getty Images/AFP
من بين المفقودين في القصف الذي تعرضت له مستشفى معرة النعمان أيضا موظفون تابعون لمنظمة أطباء بلاحدود. وحسب شهود عيان فإن أربعة صواريخ سقطت على هذه المستشفى في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تمنع استهداف منشآت مدنية كالمستشفيات والمدارس.
صورة من: Reuters/Social Media Website
الصيدليات بدورها لم تسلم من القصف، كما هو الحال هنا في مدينة حريتان الواقعة على بعد 10 كيلومترات شمال غرب حلب. وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن القصف الجوي الأخير، الذي استهدف خمس مؤسسات طبية على الأقل، أسفر عن مقتل نحو خمسين مدنيا بينهم أطفال.
صورة من: Reuters/A. Ismail
الغارات على مستشفيات في شمال سوريا رأى فيها البعض على أنها قد ترقى لجرائم حرب، مثلما صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، والذي طالب أيضا بإجراء تحقيق بخصوص هذه الغارات. هاموند أضاف بهذا الخصوص ".. ينبغي على روسيا أن توضح موقفها، وتظهر بتصرفاتها أنها ملتزمة بإنهاء الصراع وليس تأجيجه".
صورة من: Reuters/K. Ashawi
صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أوضح أن أطفالا قتلوا أيضا في القصف الذي استهدف مؤسسات طبية شمال سوريا. وذكرت اليونيسيف بأن ثلث المستشفيات وربع المدارس في سوريا لم تعد قادرة على العمل بسبب الأضرار الناتجة عن القصف المستمر منذ خمسة أعوام.
صورة من: picture-alliance/dpa/S.Taylor
حي الكلاسة في حلب كان هدفا لمجموعة من الغارات الجوية حولته لأنقاض، وهو ما دفع بالآلاف إلى مغادرة المدينة والنزوح إلى الحدود التركية. ونددت أنقرة بشدة بالضربات الجوية، واتهمت موسكو بأنها "تقصف بدون أي تمييز بين المدنيين والأطفال والعسكريين". في حين نفت موسكو أكثر من مرة الاتهامات.