1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يتسبب لقاح كورونا بحرب بيولوجية في الشرق الأوسط؟

١٢ فبراير ٢٠٢١

تستخدم بعض القوى في الشرق الأوسط لقاح فيروس كورونا كأداة لمكسب خاص، والذي يصفه الخبراء على أنه حرب بيولوجية غير مباشرة. فما المقصود بذلك وأي دول في المنطقة معنية بالأمر؟

Palestina Nablus Coronavirus Impfung
حرب بيولوجية؟ عاملة صحية فلسطينية تحمل قنينة للقاح كوروناصورة من: Jaafar Ashtiyeh/AFP/Getty Images

تخشى منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان أن يصبح لقاح "كوفيد-19" أداة لتحقيق مصالح الحكومات والجماعات المتمردة في صراعات الشرق الأوسط.

وقالت آني سبارو، خبيرة الصحة العامة في كلية إيكان للطب في نيويورك، لـ DW إن استخدام اللقاحات بهذه الطريقة "هو شكل من أشكال الحرب البيولوجية غير المباشرة والسلبية".

سياسة التطعيم

أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش عن قلقها إزاء سياسة تزويد سوريا باللقاحات، وتذكر الخبيرة في الشؤون السورية في المنظمة سارة كيالي، أن الإغلاق الحالي والمحتمل للمعابر الحدودية القريبة من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، حيث لا يزال يعيش ملايين المدنيين، يعني أن وكالات الإغاثة الدولية ستحتاج إلى تصاريح من حكومة الأسد لجلب اللقاحات. وحتى إن تمكنوا من الحصول على تصاريح، فمن المرجح أن يضطروا إلى السفر عبر دمشق، والذي "ينطوي على قيود كبيرة".

وتذكر كيّالي أن الحكومة السورية سوف تحاول التأكد من أن مؤيديها هم من يحصلون على اللقاح، مضيفة أن هذا ليس مفاجئاً فقد سبق وان استخدمت دمشق المساعدات مسبقاً لمعاقبة الناس.

على سبيل المثال، أشار تقرير صدر في ديسمبر/كانون الأول 2020 من منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الأمريكية حول الرعاية الصحية في منطقة درعا السورية، إلى أن حكومة الأسد حرمت العائلات غير المؤيدة لها من المساعدات.

عمال الصحة السوريون في إدلب يحتجون على الهجمات الحكومية ضدهمصورة من: Muhammed Abdullah/AA/Getty Images

وفي أماكن أخرى من الشرق الأوسط، تستخدم مجموعات أخرى لقاح "كوفيد-19" في النزاعات لأغراضها الخاصة، وقال ليونارد روبنشتاين، الأستاذ في كلية جونز هوبكنز بلومبرغ للصحة العامة في بالتيمور، إن الرعاية الصحية كضحية للصراع أو كأداة فيه ليست بالأمر الجديد، ويذكر روبنشتاين لـ DW، أن"أحد الأمثلة هو ما يحدث في اسرائيل".

لا لقاح للفلسطينيين

إسرائيل هي الأسرع في العالم لتطعيم سكانها، وقد أرسلت جرعات من "كوفيد-19" على بعد مئات الكيلومترات إلى المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية في الضفة الغربية، لكنها رفضت تقديم المساعدة لتطعيم أكثر من 2.7 مليون فلسطيني يعيشون حولهم، ولم ترسل سوى ألفي جرعة إلى الطاقم الطبي الفلسطيني. ووفقاً للأمم المتحدة، صدرت تعليمات داخل السجون الإسرائيلية بعدم تطعيم السجناء الفلسطينيين أيضاً.

وتقول إسرائيل إنه وفقاً لاتفاق أوسلو، فإنه ينبغي على الفلسطينيين أن يهتموا باحتياجاتهم الصحية. ومع ذلك، وكما أشار المنتقدون، فإن اتفاقات أوسلو تتضمن أيضاً عبارة تقول إن على الطرفين التعاون لمكافحة "الأوبئة أو الأمراض المعدية".

بالإضافة إلى ذلك، ينص القانون الدولي الإنساني على أن قوة الاحتلال تتحمل مسؤولية الرعاية الصحية للمحتل، ولكن إسرائيل مازالت تنفي احتلالها للضفة الغريبة.

اقرأ أيضا: التطعيم ضد كورونا.. سرعة قياسية في إسرائيل لكن ماذا عن الفلسطينيين؟

"لا تستخدموا اللقاحات"

أما في اليمن، حيث لا تزال الحرب مستمرة منذ عام 2014، فقد أعلنت الحكومة المعترف بها دولياً أن لقاحات "كوفيد-19"، التي سيتم التبرع بها من منظمة الصحة العالمية؛ لن تغطي سوى 20 في المئة من السكان، لكن الحكومة تقول إنها ستوزع جرعات في المناطق التي يسيطر عليها جماعة الحوثيين المتمردة.

ومع ذلك، لم يسمح الحوثيون للمنظمات الإنسانية تقديم المساعدات إلى المدنيين إلا مقابل توفير الإمدادات الطبية لمقاتليهم الجرحى، ويُعتقد أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى تفشي المرض في الأماكن التي يسيطر عليها الحوثيون.

فقد ذكرت أنباء أن الزعماء الدينيين طالبوا السكان المحليين بعدم استخدام "اللقاحات التي صنعها اليهود والمسيحيون"، فيما صرح وزير الصحة الحوثي بأنهم سيطورون لقاحهم الخاص.

وفي الوقت نفسه، تعهدت السعودية، التي تدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتقود تحالفا ضد الحوثيين المدعومين من إيران، بالمساعدة في تمويل شراء المزيد من اللقاحات. ومع ذلك، شن التحالف بقيادة السعودية أكثر من 130 هجوما على منشآت طبية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون بين عامي 2014 و2019، وفقا لأرشيف اليمن، الذي يوثق انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

آني سبارو، خبيرة الصحة العامة في كلية إيكان للطب في نيويورك.صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP/Getty Images

الفيروس لديه وظيفة واحدة فقط

الحكومة الليبية المعترف بها دولياً في طرابلس ستحصل على ما يقرب من 2.8 مليون جرعة من اللقاحات. وحتى الآن وقت قريب نسبياً (قبل أيام انتخبت حكومة لعموم ليبيا لكنها لم تتشكل بعد)، كانت ليبيا تحكمها سلطتان منفصلتان - إحداهما في الشرق، والأخرى في الغرب، في طرابلس. لكن كلوديا غازيني، المحللة للشؤون الليبية في مجموعة الأزمات الدولية، لا تعتقد أن اللقاحات سيتم استخدامها كسلاح، وقالت "إن بين الجانبين، على المستوى التقني، الكثير من المحادثات، والعلاقات المؤسسية باتت في تحسن".

اقرأ أيضا: تأمين لقاح كورونا للدول الفقيرة.. مسؤولية الدول الغنية أيضاً!

وتعتقد خبيرة الصحة العامة سبارو أن الأطراف المختلفة في الصراعات الإقليمية قد تحاول استخدام  اللقاح لتعزيز أجنداتها الخاصة، مضيفة إن هذا "غباء، فلا يمكن أن تحمي بلدك ما لم تقم بتطعيم الجميع بنفس الوقت".

وتوضح أنه كلما ظل السكان غير مطعّمين، كلما زادت الفرصة المتاحة للفيروس في التحوّل، مضيفة إن هذه الطفرات قد تكون قادرة في نهاية المطاف على إعادة إصابة الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالفعل.

وتلخص سبارو حديثها قائلة إن "الفيروس لا يهتم بما إذا كنت فلسطينياً أو إسرائيلياً، فعمله الوحيد هو التطور والعدوى".

كاثرين شاير/م.ش

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW