ذكر علماء أن لقاحا جديدا أطلقوا عليه تسمية "فسيفساء" حقق نجاحات كبيرة في الحماية من عدوى فيروس (إتش.آي.في) المسببة لمرض الإيدز. وتمت تجربة اللقاح بنجاح على الحيوانات وعلى البشر.
إعلان
قال علماء من الكلية الطبية في جامعة هارفارد في بوسطن الأمريكية إن اختبارات أولية على لقاح جديد أثبتت نجاحه في تقوية المناعة ضد فيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز). ويحتوي اللقاح الذي يطلق عليه تسمية "فسيفساء" على مضادات لعدة أنواع من فيروس (إتش.آي.في). وأجريت الاختبارات الأولية على حيوانات، ونجح اللقاح في حماية ثلثي الحيوانات الملقحة من عدوى الفيروس.
ونشر العلماء نتائج دراستهم في دورية "لانسيت" العلمية الصادرة في السادس من تموز/يوليو 2018. وفي ضوء هذه النتائج الواعدة قررالباحثون إجراء دراسة تكميلية لمعرفة فوائد اللقاح، وذلك في خمسة بلدان أفريقية. وأشار العلماء في دراستهم إلى أن تطوير اللقاح المضاد لفيروس (إتش.آي.في) أمر صعب، لاسيما أن الفيروس متغير وبشكل كبير جدا. بالإضافة إلى أن الفيروس يصيب خلايا (CD4) التي تعد مكونا رئيسيا في جهاز المناعة. وبعد فشل اختبارات أولى للقاح قبل عشر سنوات، تم العثور على استراتيجية جديدة لتطوير اللقاح.
التحرير الجيني... بارقة أمل لمرضى الإيدز!
01:08
وأجريت دراسة أخرى على اللقاح ومدى تجاوب البشر معه. وشملت الدراسة 393 متطوعا أصحاء من الولايات المتحدة، ورواندا، وأوغندا، وجنوب أفريقيا، وتايلاند، الذين لم يصابوا بفيروس نقص المناعة البشرية. وتبين بعد إجراء الاختبارات أنه لم تحصل مشاكل على المتطوعين، نقلا عن المشرف على الدراسة الدكتور دان باروج ومن الكلية الطبية في جامعة هارفارد في بوسطن.
وكانت أكثر الشكاوى شيوعا هي ردود فعل الجسم في موقع حقن اللقاح، والتي حصلت ما بين 69 إلى 88 من بين المرضى، وحسب نوع المواد المستخدمة في اللقاح. بينما حصلت تأثيرات جانبية عند واحد بالمائة من المتطوعين، مثل الشعور بالدوخة وآلام الظهر وعدم الشعور بالراحة.
أما الدراسة اللاحقة لمعرفة نتائج اللقاح فتجري منذ عام 2008 في خمس دول إفريقية، وتتم فيها إجراء اختبارات على 2600 امرأة تتراوح أعمراهن ما بين 18 و 35 عاما. ومن المتوقع أن تظهر نتائج الدراسة في عام 2021.
ز.أ.ب/ط.أ
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.