لقاح ضد سرطان الرئة .. هل يكون المنقذ للملايين عبر العالم؟
٧ سبتمبر ٢٠٢٤
يتسبب سرطان الرئة في عدد هائل من الوفيات، أكثر من أي نوع آخر من السرطان. فهل يكون اللقاح ضده سبيلا للوقوف في وجه حصد مزيد من الأرواح؟
إعلان
إن تشخيص السرطان هي المرحلة التي تعتبر نقطة التحول الأعمق في حياة المصابين، وتبرز الدراسات الاستشرافية العلمية أن عدد حالات السرطان في جميع أنحاء العالم ستستمر في الزيادة بشكل حاد إلى غاية عام 2050، بنسبة ارتفاع قد تصل إلى 77 في المئة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
إن أبرز الأسباب التي تؤدي للإصابة بالسرطانات تتمثل في التدخين واستهلاك الكحول والسمنة وتلوث الهواء. وتشمل أنواع السرطان الأكثر شيوعا سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان الرئة. وهذا الأخير يأتي على عرش مسببات الوفاة المرتبطة بالسرطان.
وفي تقرير حول لقاح جديد ضد سرطان الرئة، أوضحت صحيفة الغارديان أن سرطان الرئة يتسبب في حوالي 1.8 مليون حالة وفاة كل عام. ومعدلات البقاء على قيد الحياة لدى المصابين بالمرض في مراحل متقدمة، ضعيفة بشكل كبير. وتحدثت الغارديان عن انطلاق المرحلة الأولى من التجربة السريرية للقاح في 34 موقعًا بحثيًا في سبع دول: المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا والمجر وبولندا وإسبانيا وتركيا.
وتتلقى عينة من المرضى التطعيم ضد سرطان الرئة، باستخدام لقاح mRNA أو المسمى أيضا "BNT116" الذي تصنعه شركة BioNTech.
وتشارك في هذا المشروع المعاهد الألمانية كمعهد أبحاث السرطان السريرية (IKF) في فرانكفورت، ومستشفى جامعة هامبورغ-إيبندورف، والمركز الطبي الجامعي التابع لجامعة يوهانس غوتنبرغ في ماينز، ومستشفى جامعة كولونيا، حسب ما نقلته موقع تاغس شاو الألمانية.
التدخين وسبل الإقلاع عنه
05:14
في العادة تتشكل الخلايا السرطانية بشكل مستمر في جسم الإنسان، يتعرف عليها الجهاز المناعي ويدمرها بشكل تلقائي. لكن عندما يفشل ذلك، تحدث الإصابة بالسرطان. وبالنسبة لمرضى سرطان الرئة، غالبًا ما يعود السرطان للظهور، حتى بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي. وهنا يأتي دور لقاح mRNA، الذي يستخدم بشكل وقائي كما في حالة كورونا مثلا.
وعلى النقيض من اللقاحات التقليدية، أفاد تقرير تاغس شاو أن هذا اللقاح يحتوي على مخطط لبروتينات محددة تعمل على تنشيط جهاز المناعة وتحفيز الاستجابة المناعية الوقائية، والشيء المميز فيه أنه يتم إنتاج لقاح فردي لكل مريض.
في نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلنت شركة Biontech عن نجاحات أولية في الاختبار السريري للقاح جديد لعلاج السرطان، وتعمل العديد من شركات الأدوية والجامعات والمؤسسات البحثية حول العالم على تطوير لقاحات سرطانات مختلفة. ومن بين هذه الشركات، شركة "Curevac" التي تحاول تطوير لقاحات mRNA ضد سرطان الجلد الأسود وأورام المخ. لكن يحتاج الأمر سنوات لتصبح لقاحات السرطان جاهزة في الأسواق. ومنها لقاح سرطان الرئة الذي تعمل عليه BioNTech، الذي يعتقد أنه قد يصبح جاهزا عام 2027.
م.ب
التدخين يضع بصمته في الجينوم الوراثي
اكتشف باحثون أن تدخين علبة سجائر في المتوسط كل يوم يؤدي إلى 150 تحورا في كل خلية سنوياً. وكل تحور مصدر محتمل لـ "أضرار جينية" قد تؤدي للإصابة بالسرطان. يشار إلى أن السرطان يحدث نتيجة تحور في الحمض النووي للخلية.
صورة من: Getty Images
أظهرت دراسة نشرت في دورية ساينس (العلوم) الخميس 2016.11.03 علاقة مباشرة بين عدد السجائر التي يدخنها المدخن على مدار حياته وعدد التحورات في الحمض النووي للأورام السرطانية. يشار إلى أن التشخيص المبكر يقي من السرطان بنسبة 50%. والتدخين سبب خُمْس حالات السرطان. وهذا لا يقتصر على سرطان الرئة بل يتعداه إلى أنواع أخرى من الأورام الخبيثة. التدخين هو السبب الأكثر شيوعا للتسبب بالسرطان لكنه ليس الوحيد.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة تأتي في المرتبة الثانية في التسبب بالسرطان، بسبب ارتفاع مستوى هرمون الإنسولين في الجسم والذي يزيد من خطر جميع أنواع السرطان تقريبا، وخاصة سرطان الكلى والمرارة والمريء. وتتراكم الهرمونات الجنسية بشكل متزايد في الأنسجة الدهنية للنساء البدينات مما يسهل الإصابة بسرطان الرحم وسرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
الناس قليلو الحركة يزداد لديهم احتمال الإصابة بالسرطان. وتشير الدراسات إلى أن الحركة والرياضة تمنعان نشوء الأورام الخبيثة، وذلك لأن النشاط البدني يقلل مستوى هرمون الأنسولين ويمنع السمنة. وليس من الضروري أن تكون الحركة الرياضة عالية الأداء: فالمشي الاعتيادي -أو ركوب الدراجات- يُحدِث فرقاً كبيراً!
صورة من: Fotolia/runzelkorn
الكحول مادة مسرطِنة. وهو يشجع نشوء أورام خبيثة في تجويف الفم ومنطقة البلعوم والمريء. الجمع بين التدخين والكحول خطير للغاية: فهذا يزيد خطر الإصابة بسرطان بمائة مرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
اللحوم الحمراء قد تسبب سرطان الأمعاء، وخصوصاً لحم البقر ولحم الخنزير بدرجة أقل، حيث يزداد احتمال الإصابة بالسرطان إلى مرة ونصف المرة. وعلى العكس من ذلك، السمك يقي من السرطان.
صورة من: Fotolia
عند شواء اللحوم تنشأ مواد مسببة للسرطان، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات التي أدت إلى أورام في دراسات على الحيوانات. لكن ذلك لم يتم إثباته بعد على البشر. وربما يكون استهلاك اللحوم هو السبب، وليس طريقة إعداد اللحم.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنُّب الوجبات السريعة، واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضار والألياف يساعد على منع السرطان. النظام الغذائي الصحي يقلل من خطر السرطان بأكثر من 10 في المائة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض لكثير من الشمس يضر بصحة الإنسان. فالأشعة فوق البنفسجية في أشعة الشمس تخترق الحمض النووي وتغيره. والنتيجة قد تكون سرطان الجلد. توجد دهانات واقية من أشعة الشمس. ولكن تغير لون الجلد يعني أنه قد تلقى الكثير من الإشعاع الشمسي.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يتسبب بالسرطان إذا زاد الإشعاع عن حده. فالأشعة السينية تسبب تغيرات وطفرات في الجينات الوراثية. التصوير الاعتيادي بالأشعة السينية أقل ضرراً من التصوير الطبقي المحوري. لذلك ينبغي الذهاب إلى التصوير الطبقي المحوري إذا وُجِدَت أسباب وجيهة لذلك فقط. أما التصوير بالرنين المغناطيسي فهو لا يؤذي.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
الالتهابات قد تسبب السرطان، مثلاً فيروس الورم الحليمي البشري قد يسبب سرطان عنق الرحم. كما أن فيروسات التهاب الكبد من النوع B و C يمكن أن تسبب تغيّر خلايا الكبد. بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري (في الصورة) قد تستقر في المعدة وقد تكون سببا في الإصابة بسرطان المعدة. بإمكان الإنسان تطعيم نفسه ضد العديد من مسببات الأمراض. المضادات الحيوية تساعد في القضاء على بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري.
صورة من: picture-alliance/dpa
صحيح أن حبوب منع الحمل تزيد نوعاً ما من خطر سرطان الثدي. ولكنها في الوقت نفسه تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض إلى حد كبير. وعموما، حبوب منع الحمل تحمي بالتالي أكثر مما تضر، على الأقل فيما يتعلق بالسرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ولكن حتى لو فعل الإنسان كل شيء بالشكل الصحيح فإنه لا يمكن أن يكتسب مناعة ضد السرطان. في نصف جميع حالات السرطان يكون تغير الجينات أو كبر السن هو السبب. أورام الدماغ بشكل خاص تنشأ من دون تدخل خارجي. ع.م