لقاح كورونا يعود بأرباح طائلة على شركة بيونتيك الألمانية
١٣ نوفمبر ٢٠٢٠
العالم في انتظار لقاح كورونا، الذي أعلنت عنه شركة بيونتيك الألمانية بالتعاون مع فايزر الأمريكية. فما قصة من يقفا خلفه: أغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي؟ وكم سيعود ذلك عليهما بربح مادي؟
إعلان
ربما لم يتخيل الألماني من أصل تركي أغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي أن الشركة التي وضعا لبناتها سوياً منذ سنوات ستنقذ العالم من وباء تسبب في فقدان مئات الآلاف لأرواحهم، فضلاً عن تحقيقهم لأرباح تصل لمليارات الدولارات.
وبمجردالإعلانعنالنتائجالمبشرةللقاح، ارتفعت أسهم الشركة بمعدل 23.4% لتتجاوز قيمتها 21 مليار دولار أمريكي، وفقاً لما يذكره موقع صحيفة الغارديان البريطانية.
وأسس أغور شاهين وزوجته أوزليم توريتشي شركة بيونتيك عام 2008، بمشاركة خبير الأورام النمساوي كريستوف هوبر، بهدف تطوير علاج ضد السرطان عن طريق تعديل خلايا تعمل على استهداف الجينات المقاومة للمرض الخبيث.
وفي حديث أدلى به لموقع Manager Magazin الألماني، صرح شاهين بأن الشركة قررت توجيه مواردها نحو محاولة الوصول لعلاج لفيروس كورونا بمجرد الإعلان عن ظهوره في الصين.
وبوصول الفيروس لألمانيا وإعلانها فرض إجراءات الإغلاق الشامل بشهر آذار/مارس، كانت الشركة قد توصلت بالفعل إلى 20 لقاحاً محتملاً ضد الفيروس، ليبدأ حينها اختبار اللقاحات المقترحة من خلال برنامج بحثي باسم لايتسبيد Lightspeed بمشاركة 500 باحث علمي.
ويقوم المصل الجديد ضد كورونا على تكنولوجيا حديثة تتمثل في حقن جزء من التركيبة الجينية الخاصة بالفيروس لدى الإنسان بهدف "تدريب" الجهاز المناعي.
وصرح شاهين سابقا بحوار لقناة إيكو أونلاين Echo Online على موقع يوتيوب بأن شركته، والتي يعمل بها 1300 شخص ويقع مقرها الرئيسي بمدينة ماينز الألمانية، كانت لتتمكن من الوصول وحدها للقاح ولكنها كانت "ستعاني في توزيعه".
ودفعت شركة فايزر الأمريكية 185 مليون دولار أمريكي لتطوير مصل ضد كورونا، على أن تقوم بدفع 563 مليون دولار أخرى فور الانتهاء. ولا يعد التعاون الحالي بين بيونتيك الألمانية وفايزر الأمريكية بمواجهة فيروس كورونا هو الأول، إذ تعمل الشركتان معا منذ عام 2018 لتطوير لقاحات الانفلونزا.
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".