لقطة قلبت الموازين - كابوت تخرج عن صمتها وتكشف تفاصيل جديدة
أنور الفطناسي
١٩ ديسمبر ٢٠٢٥
في طرفة عين خلال حفل فرقة "كولدبلاي"، تحولت ما عُرف بـ"قبلة الشاشة" إلى عاصفة عالمية قلبت حياة كريستين كابوت رأسًا على عقب، وأطاحت بمسارها المهني. وبعد شهور من الصمت، تعود كابوت الآن لتكشف تفاصيل مثيرة لم تُروَ من قبل.
في حفل لفرقة "كولدبلاي" في 16 يوليو/ تموز 2025 في بوسطن، وخلال الفقرة المعتادة المعروفة باسم "قبلة على الشاشة"، التقطت الكاميرا صورة لمدير شركة يحتضن مديرة بالشركة نفسها وتحولت اللقطة إلى لحظة فارقة في حياة الاثنين. صورة من: X/Bestimage/IMAGO
إعلان
في لحظة خاطفة، قد تتحول فرحة إلى لعنة، وتصبح ثانية واحدة كفيلة بهدم سنوات من العمل والاستقرار. وهذا تمامًا ما حدث مع كريستين كابوت، حين انقلبت لحظة عفوية في حفل موسيقي إلى فضيحة عالمية أعادت تشكيل حياتها الشخصية والمهنية بلا رحمة.
بعد أسابيع طويلة من الاختفاء عن الأنظار، خرجت الآن كريستين كابوت عن صمتها، معترفة بندمها، ومؤكدة أنها كانت تمر بظرف إنساني صعب، وتبحث فقط عن بعض اللحظات الخفيفة للهروب من ضغوط الحياة.
وفي حديث لها مع صحيفة نيويورك تايمز، عادت المديرة السابقة لقسم الموارد البشرية في شركة "أسترونومر" (Astronomer) إلى الحادثة التي وصفتها بـ"الوحشية"، والتي وقعت في صيف هذا العام، وقلبت مسار حياتها رأسًا على عقب.
"الحادثة التي غيّرت حياتي!"
وقعت القصة في 16 يوليو/ تموز 2025، أثناء حفل لفرقة "كولدبلاي" (Coldplay) في ملعب "جيليت" بمدينة بوسطن الأمريكية. فخلال الفقرة المعتادة المعروفة باسم "قبلة على الشاشة"، التقطت الكاميرا صورة لآندي بيرون، مدير عام شركة "أسترونومر"، وهو يحتضن كريستين، المديرة السابقة للموارد البشرية في الشركة نفسها.
لقطة قصيرة، لكنها كانت كافية لإشعال موجة من الجدل، وتحويل الحفل من أمسية موسيقية إلى محكمة شعبية مفتوحة على وسائل التواصل الاجتماعي.
كريس مارتن عضو فرقه كولد بلايصورة من: Chris Pizzello/Invision/dpa/picture alliance
"لم يكن الأمر متوقعًا وسط تلك الحشود"
تقول كريستين في حديثها لنويورك تايمز :"كنا نجلس في مكان مظلم نسبيًا، قبالة المسرح. لا أحد من آلاف الحاضرين كان يعرف من نكون. شربنا بعض المشروبات، رقصنا أنا وآندي، ثم فاجأتنا الكاميرا. لم أكن أتابع مقدم الحفل، وفجأة وجدنا أنفسنا على الشاشة العملاقة".
وتضيف أن أول ما خطر ببالها لم يكن الفضيحة، بل زوجها السابق أندرو، الذي كان حاضرًا في الحفل نفسه، بعد أن انفصلا وديًا قبل أسابيع قليلة من تلك الليلة.
إعلان
عواقب مهنية وحجم التنمر كان كبيرًا
لم يستغرق الأمر طويلا حتى انتشر الفيديو كالنار في الهشيم، محققًا ما يقارب من 125 مليون مشاهدة على منصة "تيك توك" وحدها.
وتحت ضغط الرأي العام، قدّم آندي بيرون استقالته من منصبه كمدير عام للشركة، ولحقت به كريستين. وأضافت بمرارة: "تحولتُ إلى ميم (نمط ساخر). وربما أصبحتُ أكثر مديرة موارد بشرية تعرّضت للشتم في التاريخ".
وتؤكد كريستين أن ما تعرضت له لم يكن مجرد انتقاد، بل حملة تشويه ممنهجة، رأت أنها حملت بعدًا تمييزيًا واضحًا بسبب كونها امرأة.
اتهمها البعض بأنها "تغري الرجال"، وبأنها استخدمت "أساليب غير مهنية" للوصول إلى منصبها.
اتهامات تنفيها جملةً وتفصيلًا، معتبرة أنها انعكاس لصورة نمطية تعاني منها كثير من النساء في مواقع المسؤولية.
وتكشف أنها تلقت رسائل كراهية عبر بريدها الإلكتروني، بل وحتى إلى منزلها، وصلت حدّ تمني الموت لها.
تقول كريستين إنها تحولت إلى نمط ساخر (ميم) على مواقع التواصل. فريق تدقيق الحقائق في DW (دويتشه فيله) يكشف زيف تنبؤ عائلة سيمبسون بشأن حفل كولدبلاي وواقعة كريستين كابو مع مديرها في العمل. صورة من: YouTube
"كولدبلاي اكتفت بالمشاهدة"
لم تُخفِ كريستين خيبة أملها من موقف فرقة "كودبلاي"، مشيرة إلى أن أيًا من أعضائها لم يتواصل معها، ولم يصدر أي تعليق أو تعاطف علني مع ما مرت به.
ورغم كل ذلك، تؤكد أن قبولها بإجراء هذا الحوار لم يكن بحثًا عن تعاطف أو لعب دور الضحية، بل رغبة في إيصال رسالة أعمق، وتضيف: "أردت أن أقول للناس: كونوا أقوياء في مواجهة التنمر. لا تجعلوا لحظة واحدة تدفعكم إلى الانهيار أو التفكير في الانتحار".
قصة كريستين كابوت ليست مجرد حادثة في حفل موسيقي، بل مرآة قاسية لعصر تتحول فيه الكاميرا إلى قاضٍ، والجمهور إلى جلاد، والخطأ الإنساني إلى حكمٍ مؤبد بلا استئناف.
الإنترنت ووسائل التواصل ـ مخاطر الغرق في بحر التزييف والتضليل!
اختار رسامو كاريكاتير من فيتنام إلى كوستاريكا إبراز مدى تأثير منصات التواصل الاجتماعي على حياتنا، كما مرروا عبر لوحاتهم رسائل تحذيرية للجمهور، فمن منا لا يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام؟
صيد السمك بشباك الشركات الكبيرة
يبدو الأمر وكأن لا أحد يستطيع الإفلات من قبضة شركات التكنولوجيا الكبرى. فالهاتف الذكي وتطبيقاته المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي توفر بوابة إلى العالم، ومن المفترض أنها تفتح لنا آفاقاً جديدة. ولكن هل نحن، المدمنون عليها، السمكة التي يصطادها المليارديرات؟
صورة من:
مفيد في الحياة الواقعية
قد يواجه كبار السن أحيانًا تحديات بسبب التكنولوجيا الحديثة، لكنهم لا يفتقرون إلى الإبداع. من قال إن الهاتف الذكي مفيد فقط لإجراء المكالمات الهاتفية أو إرسال الرسائل أو تصفح الإنترنت؟ يجعله الرسام الهولندي غريغ مكشطة جليد في الشتاء!
التنمر في الماضي والحاضر
في الماضي، كان يتم ربط المجرمين على منصة وعرضهم أمام الملأ. ثم يقوم الناس برميهم بالفاكهة الفاسدة. أما مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي فلديهم طرق أسهل لتخويف ضحاياهم، كما يشير يان ريكهوف من ألمانيا في هذا الرسم الكاريكاتوري، مشيرا إلى أن التنمر عبر الإنترنت أصبح مشكلة كبرى في مجتمع اليوم.
رسائل البريد الإلكتروني الغزيرة
من منا لم يختبر هذا: تعود إلى العمل بعد إجازتك وتجد صندوق بريدك الإلكتروني مليئا بالرسائل - وكثير منها يبدو تافها. تصور الفنانة التركية مينيكسا كام سيدة يصير لها هذا الموقف بشكل كاريكاتوري.
صورة من: Menekse Cam/toonpool
ابتسم من فضلك!
حاليا، لا يكتمل أي نشاط بدون صور سيلفي، يبتسم الناس بسعادة للكاميرا في كل موقف، ويفضلون أن يكون ذلك على خلفية جميلة، كنهر جليدي في القطب الشمالي أو برج إيفل في باريس. لوحة رسام الكاريكاتير الأسترالي مارك لينش ضمن صنف الفكاهة السوداء في موقف السيلفي الغريب هذا.
صورة من: Mark Lynch/toonpool
الغرق في عالم افتراضي
الهواتف الذكية موجودة في كل مكان في حياتنا اليومية. ومن خلال التصفح المستمر، نتعرض لقصف من المعلومات الجديدة، والتي يكون الكثير منها ضارا أو كاذبا. يقارن رسام الكاريكاتير الفلبيني زاك الإنترنت بحوض أسماك القرش الذي يمكن للمرء أن يغرق فيه بسهولة.
البحث عن قشة في بحر
الرسام ميغيل موراليس شبه الإنترنت ببحر مظلم حيث يصعب العثور على معلومات موثوقة. يجب أن نحذر عند محاولة معرفة حقائق مفقودة في المياه العميقة.
عندما يتحول الكذب إلى حقيقة
بغض النظر عن مدى غرابة أو عبثية كلامك، فما عليك إلا أن تكرر قول شيء حتى تتسلل الشكوك إلى ذهن الآخرين. في مرحلة ما، تصبح الكذبة حقيقة لا يمكن دحضها. هذه الطريقة ممارسة شائعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمها كثيرون لتحقيق غاياتهم.
ذات الرداء الأحمر والذئب الشرير
الخصوصية على شبكات التواصل! معظم الناس لا يدركون أنه يتم تحليل زياراتهم إلى جوجل وفيسبوك وما شابه ذلك ثم استخدامها. والهدف الرئيسي لهذه الشركات الكبرى هو الربح. الأمر شبيه بقصة ذات الرداء الأحمر البريئة، التي تستمر في الوقوع في فخ الذئب الشرير، كما يصوره البرازيلي كارلوس أموريم.
عصر المؤثرين
أن تصبح مؤثرا هو حلم العديد من الشباب هذه الأيام، وعلى الرغم من أنه قد يكون أمرا جميلا عندما يتعلق الأمر بالموضة أو الجمال، إلا أنه يثير تساؤلات حول مدى سهولة التلاعب بآرائنا عبر الإنترنت. فقد ثبت أن روسيا، على سبيل المثال، تستخدم المرثرين لنشر معلومات مضللة والتأثير على الانتخابات. ويشير رسام الكاريكاتير الهولندي تجيرد روياردز إلى هذا في أعماله الفنية.
صعوبة التمييز بين الحقيقي والمزيف
لم يساعد الانتشار الكبير للذكاء الاصطناعي أي شخص على التمييز بين الحقيقي والمزيف. ومع التقدم السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها بسهولة خلق واقع غير موجود أصلا. بالنسبة للفنان أركاديو إسكيفيل من كوستاريكا: "الارتباك أمر لا مفر منه، كما هو الأمر حين لعب هذه اللعبة القديمة".
مخاطر الإنترنت!
على الرغم من فائدة الإنترنت، إلا أنه يحمل في طياته العديد من المخاطر: الأخبار الكاذبة، والتلاعب، والانسياق وراء عالم وهمي، ويتعين على الناس أن يدركوا كيف تسيطر علينا وسائل التواصل الاجتماعي. في مختلف أنحاء العالم، يهدد الفخ بالانغلاق إلى الأبد، وهو ما يحذر منه رسام الكاريكاتير الأرجنتيني هوراسيو بيترا.