1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

للاحتفال بالعيد - الجيش السوداني يوافق على هدنة لثلاثة أيام

٢١ أبريل ٢٠٢٣

عقب نحو أسبوع من القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وافق الجيش السوداني على هدنة لتمكين السودانيين من الاحتفال بعيد الفطر. ويأتي هذا فيما تخطط دول أوروبية لبدء إجلاء رعاياها من السودان.

مشهد من صلاة العيد في مسجد الحارة الرابعة بحي الجريف غرب بمدينة الخرطوم (21/4/2023)
رغم حلول عيد الفطر تجدد القتال الدامي بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أن يعلن الجيش هدنة لثلاثة أيام بمناسبة العيد. صورة من: AFP

قالت القوات المسلحة السودانية في بيان إنها وافقت على هدنة لمدة ثلاثة أيام تبدأ اليوم الجمعة (21 أبريل/نيسان 2023) لتمكين الشعب السوداني من الاحتفال بعيد الفطر. 

وذكرت القوات المسلحة في بيان عبر صفحتها على موقع "الفيسبوك" اليوم إن الموافقة على الهدنة تهدف إلى "لتمكين المواطنين من الاحتفال بعيد الفطر، وانسياب الخدمات الإنسانية" وجاء في البيان: "تأمل القوات المسلحة أن يلتزم المتمردون بكل متطلبات الهدنة ووقف أي تحركات عسكرية من شأنها عرقلتها".  وقالت القوات المسلحة "إلا أننا رصدنا العديد من الانتهاكات التي قام بها المتمردون خلال اليوم .."، ثم عدد منشور للقوات المسلحة تلك "الانتهاكات"

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قوات الدعم السريع في السودان أنها وافقت على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ من الساعة السادسة صباح اليوم (0400 بتوقيت غرينتش).

وجاء في بيان على الصفحة الرسمية للدعم السريع عبر فيسبوك أنه "بناء على تفاهمات دولية وإقليمية ومحلية وافقنا على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة تبدأ اعتبارا من الساعة السادسة من صباح اليوم".

ترحيب أمريكي بالهدنة

وعلى الفور رحب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بإعلان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع العزم الالتزام بتلك الهدنة. وقال يجب على الجيش السوداني والقيادات المدنية البدء فورا في مفاوضات بشأن ترتيبات لوقف إطلاق نار مستدام لتجنب المزيد من الأضرار. وأضاف المفاوضات يجب أن تتناول توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين بما يشمل سحب قوات الطرفين من المناطق الحضرية.
وقال بلينكن: تحدثت مع البرهان وحميدتي أمس الخميس وناشدت كليهما التعهد بوقف إطلاق النار والالتزام به خلال هذه الفترة.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن (أرشيف)صورة من: Menahem Kahana/UPI Photo/Imago Images


وألقى الفريق أول عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة عبر التلفزيون الحكومي خطاباً إلى السودانيين لمناسبة عيد الفطر، في أول ظهور له منذ بدء القتال من دون أن يشير إلى احتمال إعلان هدنة. وقال البرهان الذي ظهر ببزة عسكرية جالساً في مكتب بين علمين للسودان: "تمرّ على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة".

"استعداد لفتح جزئي للملاحة الجوية"

ومساء الجمعة أعلنت  "قوات الدعم السريع" استعدادها لفتح جميع مطارات السودان أمام حركة الملاحة الجوية جزئيا لتمكين الدول الشقيقة والصديقة التي تود إجلاء رعاياها من مغادرة البلاد بسلام.  وقالت في بيان عبر صفحتها على " فيسبوك" إن الإعلان جاء "تماشيا مع الهدنة الانسانية التي أعلنتها لـ 72 ساعة بدأت منذ صباح اليوم الجمعة، وسعيا منها لتسهيل حركة المواطنين والمقيمين".  

وجاء في البيان " وتؤكد قوات الدعم السريع استعدادها التام للتعاون والتنسيق وتقديم التسهيلات كافة التي تمكن الجاليات والبعثات من مغادرة البلاد بأمان".  

تجدد الاشتباكات

واندلعت اليوم في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع على الرغم من الدعوات إلى هدنة من أجل المدنيين في أول ايام عيد الفطر.

وشهدت عدة أحياء بالعاصمة السودانية الخرطوم تبادلا لإطلاق النار بعد أن بدأت قوات من الجيش في الانتشار سيرا على الأقدام للمرة الأولى منذ اندلاع القتال قبل نحو أسبوع مع قوات الدعم السريع.

وتحدث شهود عن ضربات جوية هزّت وسط الخرطوم خلال منتصف النهار، على مقربة من مقر الأركان العامّة للجيش. ولم يتوقّف إطلاق النار طيلة الليل كما هي الحال يومياً منذ بدء القتال في 15 نيسان/أبريل، الذي خلّف 413 قتيلاً و3551 جريحاً، بحسب منظمة الصحة العالمية.

وقالت نقابة أطباء السودان إنّ مستشفيات جديدة تضرّرت بشدّة في الخرطوم، وقد أصيبت أربعة مستشفيات في الأبيّض الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم.

وانفجرت المواجهات المستمرة منذ ستة أيام، في الخرطوم وفي دارفور (غرب) خصوصاً، بين الجيش النظامي بقيادة عبد الفتاح البرهان الذي يعدّ الزعيم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو. وتحوّل النزاع على السلطة الكامن لأسابيع بين الضابطين الكبيرين إلى معركة ضارية.

 

وقال طبيب من منظمة أطباء بلا حدود إنّ "الوضع كارثي" في دارفور، التي تعدّ إحدى أفقر المناطق في السودان. وأضاف من دارفور "يوجد الكثير من المرضى لدرجة أنّهم يتلقّون العلاج على الأرض في الممرات، لأنه ببساطة لا توجد أسرّة كافية". ولا يتردّد سلاح الجو، الذي يستهدف قواعد ومواقع قوات الدعم السريع المنتشرة في المناطق السكنية، في إلقاء القنابل.

وذكرت نقابة الأطباء أنّ "سبعين في المئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضرّرة من القتال توقّفت عن العمل" إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

جهود دولية

في هذه الأثناء، تكثّفت الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لإسكات المدافع. وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الجمعة إنه قطع زيارته إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ عدة أيام "بسبب الوضع في السودان".

والخميس، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى وقف لإطلاق النار خلال أيام العيد الثلاثة "على الأقل".

من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها تنشر قوات في شرق إفريقيا تحسباً لاحتمال إجلاء موظفي السفارة الأميركية في السودان. كما سترسل كوريا الجنوبية واليابان طائرات، في الوقت الذي لا يزال فيه مطار الخرطوم مغلقاً منذ السبت.

صراع الجيش والدعم السريع

واندلعت المعارك بعدما لم يتوصّل البرهان ودقلو إلى اتفاق بشأن شروط دمج قوات الدعم السريع في صفوف الجيش النظام، وذلك لاستكمال الاتفاق السياسي بشأن عودة المدنيين إلى السلطة.

وأراد البرهان أن تتم عملية الدمج خلال عامين، وتعتمد فيها معايير التجنيد في الجيش. من جهته، دفع دقلو في اتجاه امتدادها لعشرة أعوام، على أن يحتفظ المقاتلون برتبهم بعد الدمج.

وبينما اعتاد عناصر الجيش وقوات الدعم على أن يكونوا "رفاق سلاح" ضد مجموعات متمرّدة في محافظات السودان، إلا أن المعارك الراهنة تضعهم ليس فقط في مواجهة بعضهم البعض، بل أيضاً في ميدان لا يعرفونه بالكامل: الخرطوم.

 ويطلق كل من الجانبين إعلانات النصر ويوجه اتهامات للطرف الآخر لا يمكن التحقق منها على الارض بسبب خطورة الوضع.

وكان مركز الأبحاث "مجموعة الأزمات الدولية" حذر من أنه "لا البرهان ولا دقلو يريد الاستسلام على ما يبدو، لذلك الوضع قد يزداد سوءاً". وأضاف أن "نزاعاً طويل الأمد سيكون خراباً للسودان" ثالث أكبر منتج للذهب في إفريقيا وأحد أفقر دول العالم.

خطة أوروبية لإجلاء الرعايا

يضع الاتّحاد الأوروبي خططاً لعمليات إجلاء محتملة لرعاياه من الخرطوم إذا سمح الوضع الأمني بذلك، وفق ما أفاد مسؤول في التكتل الجمعة، في ظل المعارك التي تشهدها العاصمة السودانية.

وقال المسؤول: "نحاول تنسيق عملية لإخراج مواطنينا المدنيّين من المدينة التي باتت حالياً في وضع شديد الخطورة. نحن نعمل على إمكانات متنوّعة من أجل إخراج الناس". وأوضح أنّه "في الوقت الراهن، تقييم أولئك الموجودين على الأرض، بمن فيهم سفارة الاتحاد الأوروبي، هو أنّ الظروف الأمنية غير متوافرة للمضي في عملية كهذه".

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي والدول السبع الأعضاء التي لها بعثات في السودان، بما فيها فرنسا وألمانيا وإيطاليا، تسعى إلى إخراج حوالى 1500 مواطن من الاتحاد الأوروبي محاصرين في الخرطوم برّا بسبب إغلاق المطار، وأشار إلى أن تنفيذ عملية مماثلة يتطلب وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام.

وقال المسؤول إنّ بعثة الاتّحاد الأوروبي وسبعاً من دوله الأعضاء التي لديها تمثيل دبلوماسي في الخرطوم، "ستتابع الوضع عن كثب في انتظار اللحظة التي يصبح ممكنا فيها القيام بذلك". وشدّد على أنّه "في تلك اللحظة، نتوقّع أن نكون مستعدّين بالكامل للمضي في عملية إجلاء رعايانا".

ع.ح./ص.ش. (رويترز، أ ف ب، د ب أ) 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW