أظهرت لقطات تلفزيونية المستشارة الألمانية ميركل وهي ترتجف مجددا، وكان ذلك أثناء استقبال رئيس الوزراء الفنلندي اليوم الأربعاء. وهي ثالث مرة تصيبها هذه الحالة خلال أسابيع قليلة.
إعلان
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت اليوم الأربعاء (10 من يوليو/ تموز) إن المستشارة أنغيلا ميركل بخير وذلك بعدما شوهدت للمرة الثالثة في غضون أسابيع قليلة وهي ترتجف أثناء لقاء مع رئيس الوزراء الفنلندي. وأوضح زايبرت أن ميركل شعرت بالتوعك للحظات، وبعد ذلك تناولت بعض الشراب والطعام وأكملت المقابلة.
واهتز جسد ميركل بينما كانت تقف مع أنتي ريني خلال استعراض حرس الشرف لدى وصوله. وليست هذه المرة الأولى التي تصاب فيها المستشارة ميركل بنوبة ارتعاش لا إرادي ما أثار التساؤلات حول حالتها الصحية.
وقد بدأت ميركل ترتعش نهاية الشهر الماضي بينما كانت تقف بجانب الرئيس فرانك-فاتر شتاينماير أثناء القائه كلمة في حفل رسمي لتعيين وزير جديد للعدل. واستمر الارتعاش لمدة دقيقتين، بحسب مصور وكالة الصحافة الألمانية الذي كان حاضرا في الحفل.
وضمت ميركل ذراعيها إلى صدرها في محاولة لوقف الارتعاش. وتمكنت في النهاية من السيطرة على نفسها بعد أن سارت خطوات بسيطة. وعرضت عليها كأس من الماء ولكنها رفضتها. وارجعت النوبة السابقة التي أصيبت بها إلى جفاف جسمها وعدم شرب الماء في ظل ارتفاع حرارة الطقس.
إظهار الضعف ممنوع على الزعماء والرؤساء؟
المستشارة ميركل ترتعش والعالم قلق، فهل المستشارة مريضة؟ وإلى حد الآن لا توجد إلا تكهنات ولا معلومات تسربت لوسائل الاعلام. هذا ملف صور يستذكر سير ساسة أداروا دفة الحكم رغم المرض.
صورة من: Imago Images/M.Popow
ممارسة الحكم انطلاقا من السرير
سبق وأن حصل في عام 2014 أن اختفت أنغيلا ميركل عن الأنظار بعد حادثة تزحلق على الجليد في سويسرا. والتشخيص كان كسر غير مكتمل في الحوض. والمستشارة كانت تشعر بآلام قوية وكانت مجبرة على "الاسترخاء على السرير" طوال أسابيع، كما أعلن المتحدث باسم الحكومة. لكن رغم الإصابة واصلت ميركل إدارة الحكم. ومن أجل حضور جلسات حكومية كانت تأتي إلى المستشارية مستعينة بعكاز، كما كشف المتحدث باسمها شتيفان زايبرت.
صورة من: Reuters
لا لإظهار الضعف
تسببت البروستات في متاعب للمستشار الألماني الراحل هلموت كول في عام 1989. وحصل ذلك في فترة غير مواتية للغاية: فخلال مؤتمر الحزب المسيحي الديمقراطي كان منافس داخلي يعد لانقلاب ضد كول. ومن أجل عدم إظهار أي ضعف، أخفى كول المرض وحضر إلى المؤتمر وفرض نفسه. وبعدها أخضع نفسه لعملية جراحية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Jung
"مئات المرات فاقدا للوعي"
"لم أكن أبدا معافا بشكل تام"، هذا ما اعترف به المستشار الراحل هلموت شميت في عام 2014. وخلال فترة حكمه واجه دوما مشاكل صحية. لكنه وموظفيه حافظوا على سرية هذا الأمر، رعم أن موظفيه عثروا عليه مرارا فاقدا للوعي داخل مكتبه.
صورة من: picture-alliance/dpa/W. Kumm
سر الدولة السرطان
الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران (الصورة) كان مريضاً ولكن لم يعلن مرضه. ومنذ توليه السلطة تنبأ الأطباء بأنه سيعيش ثلاث سنوات فحسب، لكنها امتدت إلى 15 سنة. وبعد اعتزاله منصبه توفي بسبب سرطان البروستات. كما توفي رئيس فرنسا الراحل جورج بومبيدو بشكل مفاجئ بالنسبة للناس في عام 1974، لكن الوفاة لم تكن مفاجئة، فقد كان يعاني من السرطان وأخفى ذلك طوال سنوات.
صورة من: Imago
حملة انتخابية مريضة
في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن للمرض أن يؤثر على مصير الانتخابات. وأثناء السباق من أجل دخول البيت الأبيض بين الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، تسبب شريط فيدويو في متاعب لوزيرة الخارجية السابقة، حيث ظهرت هيلاري كلينتون متعبة لاتكاد تطيق الوقوف على رجليها. وتحدث طبيب كلينتون عن التهاب في الرئة. وركز المنافس ترامب على صحته الجيدة مقارنة بصحة منافسته.
صورة من: Reuters/C. Barria
رئيس دولة تحت أثر المهدئات
جون اف. كندي كان يملك جسدا واهناً. ولم يكن يظن أحد أن الرئيس الشاب الراحل كان مجبرا في بعض الأوقات على تناول ثمانية أدوية مختلفة في اليوم الواحد. كندي كان يعاني من فقر الدم الوبيل. وبدون العناية الطبية يكون هذا المرض مميتا. ونجا كندي عدة مرات من الهلاك، كما ذكرت دوائر مقربة. وكل هذا ظل طي الكتمان ضمن أقصى درجات السرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الرئيس على كرسي متحرك
السياسيون يعملون على مستوى العالم على كتمان مرضهم. لكن لا أحد نجح في تلك المهمة مثل الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفيلت. قبل توليه الرئاسة في 1933، كان جليس الكرسي المتحرك منذ عشر سنوات. ولم يكن ناخبوه يعرفون شيئا عن ذلك. وإلى يومنا هذا لا يُعرف المرض الذي كان يعاني منه. ولا توجد إلا ثلاث صور تُظهر روزفيلت وهو يجلس على كرسي متحرك. والأمة كانت مصدومة عندما توفي "فجأة" في 1945.
صورة من: picture-alliance/Everett Collection
حياة جديدة قبل الموت
الاصابة بسرطان الكلية غيًر حياة الرئيس الراحل لسلوفينيا يانيش درنوفشيك بشكل سريع. فالسياسي الظاهر في الصورة والذي ظل بشكل متواصل من 1992 حتى 2002 رئيسا للوزراء وبعدها رئيسا للبلاد تقهقر. وقلما ظهر بعدها للعلن وغير السكن من فيلا إلى كوخ في الجبال وكان يتغذى على النباتات واهتم بالبوذية. وفي 2008 توفي بسبب مرضه. باتريك غروس/ م.ا.م
صورة من: Getty Images/AFP/H. Polan
8 صورة1 | 8
ورغم هذه الوعكة، إلا أن المتحدث باسم الحكومة الألمانية قال حينها إن ميركل لن تلغي مواعيدها وأضاف أنها "بحالة جيدة" مضيفا أنها ستتوجه إلى اوساكا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين كما كان مقررا.
وتوصف ميركل بأنها أقوى زعماء في أوروبا وأقوى امرأة في العالم، وستبلغ من العمر 65 عاما الشهر المقبل. وسبق لها أن أعلنت نيتها ترك السياسة في نهاية ولايتها في 2021.
واثيرت مخاوف حول صحتها لأول مرة في 2014 عندما أصيبت بوعكة أثناء مقابلة تلفزيونية. وتوقف البث لفترة وجيزة لإصابتها في هبوط في ضغط الدم.