صورة بيرني ساندرز في حفل تنصيب بايدن تثير زخماً عالمياً
٢٥ يناير ٢٠٢١
لم يكن أحد يتوقع - ولا حتى بيرني ساندرز نفسه - أن تحدث صورة "عادية" التقطت خلال حفل تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن كل هذا الزخم ليس داخل الولايات المتحدة وحسب ولكن خارجها أيضاً.
إعلان
لم يكن السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز (79 عاما) يتخيل أن تحدث صورته الملتقطة خلال حفل تنصيب الرئسيس الأمريكي جو بايدن كل هذا الزخم، ليس فقط داخل الولايات المتحدة وإنما خارجها أيضاً.
كان ساندرز أحد الضيوف القلائل الذين التزموا التباعد الاجتماعي خلال الحفل، وبدا وكأنه قرر الاستراحة أخيراً بعد خروج ترامب من البيت الأبيض، إذ جلس على كرسي قابل للطي وذراعاه مثنيتان، فيما وضع يديه في قفازين محبوكين من الصوف وارتدي معطفا أخضر اللون لدرء البرد.
انتشرت الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي انتشار النار في الهشيم، ومع الاستعانة ببرامج تعديل الصور، شاهد الملايين صوراً شديدة الطرافة للنائب الديمقراطي في ظروف وأماكن مختلفة تثير الضحك، لعل واحدة منها صورته وهو يجليس بين قادة الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وأخرى وهو يجلس على القمر:
ولعلنا نتذكر قصة الذبابة التي وقفت على شعر نائب الرئيس السابق مايك بنس خلال مناظرته مع نائبة الرئيس كمالا هاريس، وهي الصورة التي لم تفلت ايضاً من أيدي مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
واستبدل أحدهم صورة المنصة الخشبية الشهيرة التي تمت سرقتها خلال أحداث اقتحام الكونغرس بصورة بيرني ساندرز
وظهر بيرني ساندرز في عشرات الصور الملتقطة من أفلام مختلفة بعضها كان أفلام رعب
حتى أن أحدهم أجلس النائب المخضرم على العرش المعدني الشهير في مسلسل "لعبة العروش"
ووصل الأمر إلى فيلم مصاصي الدماء الشهير "توايلايت":
الكاتبة جودي غولد اشارت في مقالها على موقع شبكة سي ان ان الى ان النائب الديمقراطي اضفى بسمة على وجوه الكثيرين في الولايات المتحدة بعد اعوام من ولاية ترامب لم يكن الناس يستيقطون فيها الا على تصريحات غريبة واخبار غير صحيحة وسط بيانات عن اعداد الوفيات اليومية بمرض كوفيد 19
وقالت الكاتبة إن الموقف الكوميدي الذي أحدثته الصورة كان بسبب أنها حقيقية للغاية ولم يكن بيرني يقصد من جلسته بهذه الملابس وبهذا الشكل أي شيء، وأن الجدية الشديدة لساندرز هي التي حولت الصورة إلى "موجة عالمية".
وتضيف الكاتبة أن الكوميديا التي خلقتها الصورة وحدت الناس -أيا كانت توجهاتهم- في لحظة ما، وأنها خففت الكثير من التوتر الذي تسببت فيه أحداث اقتحام الكونغرس، مستندة إلى مقولة الكاتبة مادلين لانغل بأن "الضحكة الجيدة تشفي الكثير من الأذى."
بيرني سعيد
السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز أكد على سعادته بما أحدثته صورته من جدل وانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، وأشار إلى انه اتفق مع إحدى الشركات على إنتاج وبيع قميص شتوي ثقيل يحمل صورته:
وأكد ساندرزفي لقاء تليفزيوني مع محطة "سي ان ان" على أن الحصيلة التي سيتم جمعها ستوجه بالكامل لشراء كوبونات غذاء ودعم للأسر الفقيرة في البلاد:
ويعاني كثير من الأمريكيين من ظروف اقتصادية بالغة السوء بسبب تأثيرات جائحة كورونا، إذ فقد الملايين وظائفهم ودخلهم الشهري وبالتالي فقد الكثيرين منهم إمكانية سداد قروض المنازل التي يسكنون فيها وبالتالي فقدوا منازلهم، إلى جانب عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات الطعام الأساسية اليومية.
عماد حسن
جو بايدن.. الختام بأعلى منصب في الدولة
تم انتخاب جو بايدن كرجل قانون شاب في مجلس الشيوخ. وخلال عقود قضاها في العمل السياسي اكتسب سمعة رجل الوسط المعتدل. والآن بعمر 78 عاما يتوج مسيرته السياسية الطويلة بأعلى منصب في الدولة.
صورة من: Howard L. Sachs/Consolidated News Photos/picture alliance
أول يمين دستوري في المستشفى
حين كان عمره 30 عاما، أصبح رجل القانون جوزيف روبنيت بايدن لأول مرة نائبا في الكونغرس. لكنها كانت إحدى اللحظات القاسية في حياته: فقبل أسبوعين من ذلك توفيت زوجته وابنته البالغة من العمر عاما واحدا في حادثة سيارة. وكلا الابنين بو وهانتر كانا في المستشفى مصابين عندما أدى بايدن اليمين على الانجيل والدستور.
صورة من: AP Photo/picture alliance
رجل السياسة الخارجية
كسيناتور يمثل ولاية ديلاوير لم يعمل فقط من أجل قضايا ولايته، ولاسيما في السبعينات والثمانينات اكتسب الديمقراطي جو بايدن سمعة كسياسي محنك في الشؤون الخارجية. وفي عام 1979 التقى بالرئيس المصري أنور السادات الذي وقع قبلها بوقت وقصير بوساطة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر على اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل.
صورة من: Public Domain
المنافسة الأولى انتهت بسرعة
المحاولة الأولى لشغل أعلى منصب في الدولة قام بها جو بايدن خلال الانتخابات الرئاسية في عام 1988. لكن اتهامات بالسرقة الأدبية لاحقته، إذ نقل فقرات بكاملها من خطب سياسيين آخرين دون الإعلان عنها. وعندما طُرحت أسئلة حول إنجازاته في فترة حياته الجامعية، سحب بعد ستة أسابيع فقط ترشحه.
صورة من: Howard L. Sachs/Consolidated News Photos/picture alliance
الظل الطويل للجنة القضائية
كرئيس للجنة القضائية في مجلس الشيوخ (1987 حتى 1995) ترأس جو بايدن في 1991 جلسات الاستماع لمرشح المحكمة العليا كلارونس توماس. واتهمت الموظفة أنيتا هيل توماس أمام اللجنة بالتحرش الجنسي، الأمر الذي لم يرد عليه جو بايدن. وفي 2019 قبل ترشحه الرئاسي طلب بايدن العفو عن ذلك ، حسب هيل بطريقة فاترة.
صورة من: Blue Fox Entertainment/Everett Collection/picture alliance
الترشح للمرة الثانية: نهاية بجائزة ترضية
بعد عشرين عاما من ترشحه الأول تقدم بايدن (الأول من اليسار) أمام الديمقراطيين العشرين مجددا كمرشح رئاسي. وفي الأثناء وطد سمعته كسياسي قوي في الشؤون الخارجية وترأس عدة مرات لجنة الشؤون الخارجية وتألق كرجل الوسط يتجاوب أيضا مع الجمهوريين. وفي النهاية بات أوباما ( الرابع من اليسار) رئيسا ليشغل بايدن منصب نائب الرئيس.
صورة من: CJ Gunther/dpa/picture-alliance
رجل أوباما للشؤون الدولية
الرئيس باراك أوباما استعان بنائبه جو بايدن لاسيما في الأشياء التي يتقنها: التحدث مع شركاء خارجيين من أي قارة كانوا. ويُعتبر بايدن أيضا مؤمنا بالتعددية ويقنع الآخرين بها. وخلال السنوات الثمانية كنائب للرئيس التقى بايدن برئيس المجلس الأوروبي السابق دونالد توسك (الصورة)، وبجميع كبار السياسيين الأوروبيين تقريبا.
صورة من: Reuters/F. Lenoir
الترشح للمرة الثالثة وتحقيق النجاح
عاود جو بادن الكرة في سن الـ 77. وبعد الحملة الانتخابية للديمقراطيين عام 2019 بات واضحا بأنه سيمثل أمام دونالد ترامب وليس الاشتراكي بيرني ساندرس الذي يكبره بعام. وما ساعده في ذلك هو الأمل في أنه رجل التوازن بين الديمقراطيين والجمهوريين الذي يقدم المشروع المضاد أمام الرئيس الذي يراهن بلا هوادة على الاستقطاب.
صورة من: Morry Gash/Getty Images
وأخيرا في البيت الأبيض
ترك جو بادين طوال نحو نصف قرن بصماته على السياسة الأمريكية. والآن في عمر الـ 78 يتوج مسيرته السياسية والمهنية بأعلى منصب في الدولة. ولم يكن أي رئيس أمريكي في هذا العمر عند توليه هذا المنصب. وربما يمنحه هذا الحكمة في تحقيق وحدة المجتمع الأمريكي المنقسم.