قال مصدران مطلعان إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أرجأ زيارته إلى السعودية حتى لا يضفي "شرعية" على الاجتماع الأمريكي الروسي في الرياض. وفرنسا تدعو إلى اجتماع جديد "مع دول أوروبية وغير أوروبية" في شأن أوكرانيا.
قرر زيلينسكي إرجاء زيارته إلى السعودية حتى لا يضفي "شرعية" على الاجتماع الامريكي-الروسي في الرياض.صورة من: Murat Cetinmuhurdar/TUR Presidency/Anadolu/picture alliance
إعلان
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء (18 فبراير/شباط) تأجيل زيارته للسعودية التي كانت مقررة الأربعاء، قائلا إنه لا يمكن إجراء محادثات لإنهاء الحرب بدون أوكرانيا. وأرجع زيلينسكي قراره إلى رغبته في عدم إضفاء "شرعية" على الاجتماع الأمريكي-الروسي في الرياض الثلاثاء دون مشاركة أوكرانيا.
ومتحدثا في مؤتمر صحافي في أنقرة مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، قال زيلينسكي إن كييف لم تتلق دعوة لحضور اجتماع الرياض، موضحا "لا نريد أن يقرر أحد أي شيء خلف ظهورنا... لا يمكن اتخاذ أي قرار بشأن كيفية إنهاء الحرب بدون أوكرانيا".
وأضاف زيلينسكي أنه أرجأ زيارته إلى الرياض حتى العاشر من مارس/آذار المقبل لأنه لا يريد "أي مصادفات" مع الأطراف خلال تواجده في السعودية. وبينما تقترب الحرب من إتمام عامها الثالث الأسبوع المقبل، قال زيلينسكي إن كييف وموسكو لن تتمكنا من تحقيق النصر في ساحة المعركة. وقال زيلينسكي إنه يجب أن تشارك الولايات المتحدة وأوكرانيا وأوروبا في المحادثات بشأن تقديم ضمانات أمنية لكييف من أجل تحقيق سلام عادل.
من جانبه، قال أردوغان إن بلاده قد تكون مكانا مناسبا لأي محادثات سلام محتملة تشمل روسيا.
قالت مصادر فرنسية إن قادة أوروبيين أكدوا خلال اجتماع باريس على مواجهة رغبة ترامب في التفاوض سريعا على إنهاء الحرب.صورة من: Simon Dawson/Avalon/Photoshot/picture alliance
"موقف أوروبي موحد لمواجهة ترامب"
تزامن هذا مع تأكيد فرنسي على أن الرئيس إيمانويل ماكرون سوف يعقد اجتماعا جديدا الأربعاء (19 فبراير/شباط) "مع دول عدة أوروبية وغير أوروبية" لإجراء مباحثات حول أوكرانيا.
إعلان
ونقل عن ماكرون قوله إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "يستطيع إعادة إطلاق حوار مفيد مع الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين".
وفي السياق ذاته، قالت مصادر برلمانية فرنسية إن دولا أوروبية رئيسية اجتمعت في باريس الاثنين (17 فبراير/شباط) بشأن أوكرانيا، قد أعربت بالإجماع عن الحاجة إلى "اتفاق سلام دائم قائم على ضمانات أمنية" لكييف، وعن "استعدادها" "لزيادة استثماراتها" في الدفاع.
وبحسب تقرير داخلي للسلطات الفرنسية اطلعت عليه وكالة فرانس برس، فإن إيمانويل ماكرون قد جمع على عجل نحو عشرة زعماء من دول منضوية في الاتحاد الأوروبي أو في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وكان الهدف من الاجتماع "إظهار روح المسؤولية وقدرتنا على التحرك لدعم أوكرانيا وتعزيز الأمن الأوروبي"، وفقاً للتقرير الفرنسي.
بيد أن رسالة الوحدة تخللتها انقسامات بشأن احتمال نشر قوات أوروبية في أوكرانيا مستقبلا. فقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا "إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام مستدام"، فيما رأى المستشار الألماني أولاف شولتس أن النقاش بشأن إمكان إرسال قوات إلى أوكرانيا "غير مناسب" و"سابق لأوانه".
واعتبرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أن هذا الخيار "هو الأكثر تعقيداً والأقل فعالية".
هل يرضخ الأوروبيون لخطط ترامب حول أوكرانيا؟
02:11
This browser does not support the video element.
لكن يبدو أيضاً أن المشاركين توصلوا إلى اتفاقات في مواجهة رغبة دونالد ترامب في التفاوض سريعاً على إنهاء الحرب في أوكرانيا مع فلاديمير بوتين.
وأكد التقرير أن "اتفاقاً واسعاً حصل" حول "المبادئ الأساسية التالية": عدم الاعتراف بأي قرارات "بشأن أوكرانيا من دون أوكرانيا" و"بشأن الأمن الأوروبي من دون الأوروبيين"، و"ضرورة دعم سيادة أوكرانيا الكاملة والشاملة" و"ضرورة الحفاظ على وحدة" التحالف الأطلسي بين الولايات المتحدة والأوروبيين.
ونقل التقرير عن المشاركين تأكيدهم أيضاً "دعمهم لنهج (السلام عبر القوة) الذي تروج له الولايات المتحدة"، ما يحض ترامب على عدم تخفيف الضغوط على بوتين.
تزامن هذا مع تصريح صدر عن الكرملين جاء فيه أن بوتين راغب في الحديث مع زيلينسكي لحل الصراع في أوكرانيا، لكن "القادة الروس يتشككون في شرعيته. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "الصبغة الرسمية القانونية في الاتفاقات قضية جديرة بالنقاش الجاد، نظراً لأنه يمكن التشكيك في شرعية زيلينسكي ذاتها".
وتصر روسيا على أن ولاية زيلينسكي في المنصب انتهت في مايو/أيار وأن أوكرانيا يجب أن تجري انتخابات، بيد أن كييف تصر على أن سلطات زيلينسكي ما زالت سارية بموجب الأحكام العرفية الحالية في أوكرانيا.
م ف (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
في صورـ أوكرانيا.. العيش في ظل حرب دامية
قتلى وجرحى وجنود منهكين ومنازل مدمرة: منذ شباط/ فبراير 2022 يضطر الناس في أوكرانيا للتعايش مع عواقب الحرب الروسية على بلادهم. ولا يزال من غير الواضح متى ستكون نهاية هذه الحرب.
صورة من: Gleb Garanich/REUTERS
الوداع نحو المجهول
الجدة أولها تعانق حفيدتها آرينا وداعًا. يجب إجلاء الفتاة البالغة من العمر ست سنوات من باخموت لأن القوات الروسية تقترب. مدينتها الأم تقع مباشرة على الخط الأمامي للقتال. آرينا هي واحدة من حوالي 11 مليون شخص، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، الذين تم إجلاؤهم بسبب الحرب في وكرانيا منذ فبراير 2022.
صورة من: Oleksandr Ratushniak/REUTERS
اللعب أثناء الحرب
في يوم كئيب من أيام يناير في باخموت: ثلاثة أطفال يقفون يضحكون على جانب الطريق أثناء محاولتهم ركوب السكيت بورد. لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى أصبحت المدينة مسرحًا لمعارك وحشية لعدة أشهر - مع خسائر كبيرة على كلا الجانبين. في السابق، كان يعيش حوالي 75,000 شخص في باخموت، وفي مارس 2023 تشير، تقديرات الحكومة إلى أنه لم يتبق سوى حوالي 4000 منهم.
صورة من: REUTERS
الحرب أمام البيت
في الوقت الذي تشرق فيه الشمس ببطء في الخارج بمدينة بوكروفسك، مايزال ساكن هذا المنزل نائما. ومن خلال النافذة بدون زجاج يظهر منظر الدمار. تم تدمير عدة منازل هنا في أغسطس خلال هجوم صاروخي روسي.
صورة من: Viacheslav Ratynskyi/REUTERS
داخل البيت المدمر
المرأة الساكنة في هذا المنزل في دونيتسك تمد ذراعيها إلى الأعلى وهي تنظر إلى الدمار في سقف الغرفة. وتم تدمير العديد من الأشياء في منزلها جراء إطلاق قذائف روسية. ويقدر اقتصاديون في مدرسة كييف للاقتصاد تكلفة إعادة الإعمار حتى يونيو بحوالي 140 مليار يورو تشكل المساكن الجزء الأكبر من هذا المبلغ.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
نعوش في قبر جماعي
عمال يقومون بإنزال نعشً في قبر جماعي خلال جنازة في مقبرة في مستوطنة ستاري كريم خارج ماريوبول. ولا يعرف العدد الدقيق للقتلى. فوفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس، يُزعم أن حوالي 70,000 جندي أوكراني قد قتلوا في المعارك وأصيب حوالي 100,000 إلى 120,000 آخرين.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
حزن على الضحايا
حزن عميق خلال جنازة طفلين في أومان في منطقة تشيركاسي. ووفقًا للمعلومات الرسمية الأوكرانية توفي الطفلان في هجوم صاروخي روسي. ومنذ الاجتياح الروسي، سجلت الأمم المتحدة في أوكرانيا ما لا يقل عن 10,000 مدني قتلوا - بما في ذلك أكثر من 560 طفلًا. ومع ذلك قد تكون الأعداد أعلى بكثير.
صورة من: Carlos Barria/REUTERS
محطات القطارات السريعة كملاذ
في وسط كييف يبحث الناس عن مأوى في محطة للقطارات السريعة تحت الأرض، بينما يعلو صوت صفارات الإنذار في الهواء الطلق. ومنذ بداية حرب الاجتياح الروسي في أوكرانيا، كانت محطات القطارات السريعة والأنفاق ملاذًا متكررًا للحماية من هجمات الصواريخ الروسية. وخاصة في بداية الحرب، كان على الناس تحمل العبئ في بعض الأحيان لفترات طويلة في أنفاق القطارات السريعة.
صورة من: Alina Smutko/REUTERS
فيضانات خطيرة بعد انهيار سد
مساعدون أوكرانيون يقومون بإجلاء سكان من منطقة غمرتها المياه. وفي يونيو، تم تدمير سد كاتشوفكا على نهر دنيبرو، مما أدى إلى فيضانات خطيرة غمرت مئات المنازل، وتم الإعلان عن حالة الطوارئ في مدينة نوفا كاتشوفكا.
صورة من: Vladyslav Musiienko/REUTERS
البقاء في مسقط الرأس
ترغب ليوبوف فيسيليفنا في البقاء في منزلها في قرية سيمينيفكا. وتعيش السيدة البالغة من العمر 70 عامًا مع حيواناتها في البيت الذي وُلدت فيه. بالنسبة لها، هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلها ترغب في البقاء وعدم إخلاء قريتها الواقعة بالقرب من مدينة أفدييفكا على الجبهة في منطقة دونيتسك الشرقية.
صورة من: Violeta Santos Moura/REUTERS
جنود منهكون
القتال في الخنادق، وهجمات الطائرات بدون طيار، والمواجهات - العديد من الجنود الأوكرانيين منهكين. بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الجرحى، مثل هذا الجندي الأوكراني الذي يتلقى الرعاية من قبل طبيبين عسكريين. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في أغسطس، يُزعم أن إجمالي عدد الجنود الأوكرانيين والروس الذين قتلوا حتى الآن بلغ 500,000.
صورة من: Alina Smutko/REUTERS
متى ستنتهي الحرب؟
الصديقتان غالينا وفالنتينا اللتان تبلغان من العمر حوالي 80 عامًا تتجولان يدًا في يد في الثلج في يفيرسك في منطقة دونيتسك. وما إذا كانت الحرب في أوكرانيا ستستمر لفترة طويلة بالنسبة لهما لا يزال أمرا غير واضح. ولكن وفقًا لتصريحات عدة خبراء، قد تستمر لفترة طويلة. أعده للعربية: م.أ.م