لماذا أسس مسعود أوزيل فريقاً لكرة القدم الإلكترونية؟
٥ أغسطس ٢٠١٨
بعد أيام من إعلانه اعتزال اللعب مع المنتخب الألماني، أعلن مسعود أوزيل عن تأسيس فريق كرة قدم إلكتروني بالتعاون مع إحدى وكالات الرياضات الإلكترونية. الآن أوزيل بصدد البحث عن المواهب من جميع أنحاء العالم للانضام لفريقه.
إعلان
تقول إحدى الحكم القديمة في العلاقات العامة: لو رأيت الرأي العام يقف ضدك، اخلق موضوعاً جديداً للانشغال به. وفي عالم وسائل الإعلام السريع الإيقاع، لم تعد الأفكار المحفزة والأخبار الجديدة مجرد عملة، بل أضحت أيضاً بطاقة عمل. مشروع جديد يزين الخدش الموجود بالصورة ويمنح مجالا للتنفس . وارتباط المرء بشيء إيجابي وتطلعي لا يعود بالضرر على صاحبه البتة. كل ذلك يبدو أنها أشياء معروفة أيضاً لدى الفريق الاستشاري للاعب مسعود أوزيل، الذي تعرض لضغوط بعد قراره المدوي باعتزال اللعب دوليا، وموجة الانتقادات الشديدة، التي رافقته ولهذا تصرف أوزيل وفريقه الاستشاري على هذا النحو واتخذوا هذه الخطوة.
في التوقيت المناسب
عبر تغريدة له على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أعلن لاعب آرسنال الإنجليزي عن تأسيس فريق خاص لكرة القدم الإلكترونية وأعلن مسعود أوزيل أنه بصدد البحث عن لاعبين من جميع أنحاء العالم للانضمام لفريقه. المشروع، الذي أطلق عليه أزويل اسم #teamozil أو فريق أوزيل، جاء بالتعاون مع وكالة eSportsReputation للرياضات الإلكترونية. ومن خلال مشروعه هذا يرغب أوزيل في المساهمة بالنهوض وازدهار الرياضات الإلكترونية.
توقيت إطلاق المشروع لا يعد مناسباً فحسب لأنه جاء بعد أيام قليلة فقط من موجة الانتقادات التي تلت اعتزال أوزيل اللعب مع المنتخب الألماني وإنما أيضاً لأن إعلان لاعب كرة القدم الدولي عن إطلاق الفريق الإلكتروني الخاص به يوم الخميس ( الثاني من آب/ أغسطس 2018)، تزامن مع انطلاق فعاليات تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية في العاصمة البريطانية، لندن، والتي يتنافس بها 32 لاعباً من مختلف أنحاء العالم على لقب أفضل لاعب "فيفا 18".
خطوة إيجابية لأوزيل والرياضة الإلكترونية
تقام بطولة كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وتحظى هذه البطولة في شكلها الجديد بالمزيد من الاهتمام. وتأهل لها 32 لاعباً من أفضل اللاعبين من جميع أنحاء العالم. ويحصل الفائز على جائزة مالية تعادل 215 ألف يورو.
اللاعب الألماني مشائيل بيتنر، من بوخوم، ضمن أفضل اللاعبين المتأهلين لهذا الحدث. ومن خلال مشاركته في هذه البطولة يريد بيتنر استعراض موهبته في ساحة "The O2"، التي تستوعب حوالي 16 ألف متفرج. بيتنر الطالب البالغ من العمر 19عامًا متعاقد حالياً مع نادي بوخوم، أحد أقدم أندية كرة القدم في ألمانيا. وفي الموسم المنتهي، أظهر بيتنر من خلال أدائه أنه ينتمي إلى نخبة اللاعبين العالميين. وبعد خمسة انتصارات في خمس مباريات استطاع بيتنر التأهل لكأس العالم والانتقال يوم الخميس بعد التصفيات الأولية إلى جولة أخرى ضمن أفضل 16 لاعباً، وأصبح جزءأً من رياضة مزدهرة بنجوم جدد.
لاحظ مسعود أوزيل وفريقه الاستشاري أن سوق الرياضات الإلكترونية ينمو بشكل متزايد ويجتذب بالأخص الجمهور اليافع، الذين يطلق عليهم "المواطنون الرقميون" ، أي الشباب الذين نشأوا في العصر الرقمي، والذين ينجذبون إلى الرياضات الافتراضية. ويحظى أوزيل، أشهر الرياضيين الألمان على شبكات التواصل الاجتماعي (أكثر من 72 مليون متابع)، بشعبية لدى هذه الفئة الناشئة. كما أن أوزيل البالغ من العمر 29 عامًا هو أيضًا سفير العلامة التجارية (فيفا) لكأس العالم للرياضات الإلكترونية في العاصمة البريطانية.
ارتباط البطولة باسمه البارز يمثل إضافة لها، وفي الوقت نفسه تمثل تلك البطولة له تصحيحا لصورته التي أصابها تشويش. ويعد هذا المشروع خطوة إيجابية لكل من أوزيل و لنمو الرياضات الإلكترونية، أي أن كلاهما فائز. كما أن الإعلان عن المشروع يمثل الأخبار، التي بات أوزيل بحاجة لها الآن بعد رحيله المثير للجدل عن المنتخب الألماني.
يوشا ويبر/ إ.م
أوزيل ـ "عازف ليل" رمى مزماره بسبب صورة مع أردوغان
بعدما ساهم في تربع ألمانيا على عرش كرة القدم وفي صنع أمجادها الرياضية، فجر مسعود أوزيل قنبلة اعتزاله اللعب دوليا مع "المانشافت"، وسط جدل كبير على خلفية صورة له مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. مسيرة أوزيل الكروية في صور
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
الطفل المعجزة
في فترة طفولته، حمل مسعود أوزيل قمصان عدة أندية كروية في مدينة "غيلزنكيرشن" الألمانية، التي ولد فيها، ثم لعب بعد ذلك لمدة خمس سنوات برفقة فريق "روت فايس إيسن". في سنة 2005 انضم أوزيل إلى فريق شالكه، وفي 2009 لعب مع المنتخب الألماني تحت 21 سنة وحصل معه على بطولة أوروبا.
صورة من: Imago/Team 2
التألق دولياً ـ البداية من جنوب إفريقيا
سنة 2008 انتقل "عازف الليل" إلى فريق فيردر بريمن، بسبب خلافات بشأن تجديد عقده بين فريق شالكه، ووالد مسعود أوزيل (مصطفى)، الذي كان آنذاك وكيلا لأعمال ابنه. لكن صاحب القدم اليسرى جلب اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى، بعدما قدم أداء رائعا في مونديال جنوب أفريقيا 2010، حيث انتقل أوزيل إلى ريال مدريد، الذي لعب معه ثلاث سنوات، ليحط الرحال بعدها في فريق أرسنال في صفقة بلغت 50 مليون يورو.
صورة من: Imago/Sven Simon
نموذج للاندماج
سنة 2010 فاز مسعود أوزيل بجائزة "بامبي" الإعلامية الشهيرة كمثال ناجح للاندماج. في نهاية 2007 تنازل أوزيل عن جنسيته التركية، بيد أنه لم يخف أبدا فخره بجذوره التركية. سنة 2016 نشر مسعود صورا لرحلة حج في مكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
بطل القلوب
هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل (الصورة) مسعود أوزيل، على الانتصار الذي حققه منتخب "المانشافت" على نظيره التركي، في مباراة برسم التصفيات المؤهلة إلى بطولة أمم أوروبا 2012. وبعد مونديال البرازيل 2014 تبرع أوزيل بمكافأة الفوز لصالح الأطفال البرازيليين، الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، وهو ما جعل صانع الألعاب ينال استحسان الكثير من الناس، كما زار أوزيل الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundesregierung/G. Bergmann
صانع الفرص بعد ميسي
شارك مسعود أوزيل في جميع مباريات المنتخب الألماني (سبع مباريات) في رحلته نحو الفوز بكأس العالم 2014، حيث يُعد صاحب القدم اليسرى الساحر ليس فقط صانع ألعاب منتخب "المانشافت"، بل أيضا حلقة وصل مهمة بين المدرب يواخيم لوف وباقي اللاعبين في المنتخب. كما نجح أوزيل في مونديال البرازيل 2014 في الحلول ثانيا بعد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأكثر لاعب يخلق الفرص.
صورة من: picture-alliance/GES/M. Gillar
الصورة المثيرة للجدل
ليست المرة الأولى ( مايو/أيار 2018)، التي يتم فيها تصوير مسعود أوزيل برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ سبق وظهر أوزيل مع أردوغان، غير أن صورته الأخيرة مع الرئيس التركي، قبل انطلاق مونديال روسيا أثارت الكثير من الاهتمام. وفيما أنتقد البعض أوزيل لدعمه حاكم سلطوي، أتهمه البعض الآخر بعدم الولاء لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
كبش فداء لفشل المانشافت؟
في مونديال روسيا ودع منتخب "المانشافت" البطولة من الدور الأول، وهو ما اعتبر أكبر إخفاق في تاريخ مشاركات المنتخب الألماني في نهائيات كأس العالم. على إثر ذلك أعتبر رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل، أن صمت أوزيل بخصوص قضية لقائه مع أردوغان أثقل كاهل المنتخب. تصريحات غريندل قوبلت بانتقادات من الوسطين السياسي والرياضي أما أوزيل فقد أعتبر أنه يتم استخدامه كـ"كبش فداء".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
"ألماني عند الفوز ومهاجر حال الخسارة"
في بيان مثير للانتباه، على حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أعلن مسعود أوزيل (29 عاما) في ( 22 يوليو/تموز 2018) اعتزاله اللعب رسميا مع المنتخب الألماني. أوزيل الذي لعب 92 مباراة مع "المانشافت" وسجل 23 هدفا وساهم في صنع 40 هدفا، كتب قائلا: "أنا ألماني عندما نفوز، ومهاجر عندما نخسر". الكاتب : شوماخر إليزابيث/ر.م