تحذر مناضلة إيطالية ضد المافيا من أن الأخيرة تقصد ألمانيا لغسل وتبيض أموالها غير القانونية. ويعتبر الكثير من الخبراء إيطاليا، "بلد المافيا"، قدوة في الكفاح ضد المافيا. كيف ولماذا؟
إعلان
ذكر تقرير للقناة الثانية في التلفزيون الألماني ZDF أن غسيل الأموال ينتعش في ألمانيا. وحسب دراسة لجامعة هالة-فتنبيرغ الألمانية فإن حوالي 100 مليار يورو يتم غسلها سنوياً في ألمانيا، وهو ما يعادل المبيعات السنوية لشركة BMW للسيارات.
وتأتي هذه الأموال المبيضة من مصادر غير شرعية كالتهرب الضريبي والإتجار بالبشر وتجارة المخدرات والدعارة. وتقوم المافيا بشراء المقتنيات الثمينة والنفسية والعقارات بالأموال القذرة ومن ثم تبيعها مرة أخرى.
لا تشترط القوانين الألمانية حداً أعلى للدفع النقدي إلا عندما يتجاوز المبلغ 10000 يورو. عندها فقط يتوجب على المشتري إبراز أوراق هويته الشخصية، على عكس الوضع في إيطاليا التي لا تسمح بالشراء النقدي عندما يتجاوز المبلغ 1000 يورو. وهذا هو ما يجعل ألمانيا مقصداً للمافيا حسب السيناتور الإيطالية والمناضلة ضد المافيا لورا جارافيني. الشراء بالتحويل وببطاقات الائتمان "يسمح للسلطات بتتبع مصدرها"، حسب جارافيني.
لا يسمح القانون الفرنسي بالشراء النقدي عندما يتجاوز المبلغ 1000 يورو، ونظيره الإسباني يضع حداً أعلى لذلك بـ 2500 يورو. بينما في اليونان الحد الأعلى هو 500 يورو.
إيطاليا نموذج يحتذى به؟
يعتبر الكثير من الخبراء إيطاليا، "بلد المافيا"، قدوة في الكفاح ضد المافيا. في ثمانينات تسعينات القرن العشرين جرت معركة مفتوحة بين الدولة والمافيا، تعلمت منها إيطاليا وأصدرت قوانين لمكافحتها كما في قوانين مصادرة الأموال المشكوك بمصدرها وإثبات مصدر الأموال والممتلكات. على سبيل المثال، يتعين على مالك سيارة فارهة يشتبه بأنه عضو في المافيا أو ما يطلق عليه "مافيوزي" إثبات أنه حصل عليها بطريقة قانونية، وإلا سيتم مصادرتها. في عام 2019 تم مصادرة أكثر من 800 مليون يوروفعلاً وحولت للجمعيات الخيرية.
خ.س/ز.أ.ب
عندما يتحول عضو عصابة إجرامية إلى خباز!
الانتماء إلى عصابة إجرامية والعيش في أحضانها أمر خطير جداً. في السلفادور، تمكن ويلفريدو غوميز، بعد قضاء عشر سنوات في السجن، من توديع حياة الجريمة ليتحول إلى خباز مندمج في حياة سلمية بعيدة عن الإجرام.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
هذه الأيادي قامت من قبل بتهريب المخدرات واستعمال أسلحة في عمليات إجرامية لخدمة عصابة "الشارع الثامن عشر". والآن فهي تعجن خبزاً في سان سلفادور. يدير ويلفريدو غوميز مخبز كنيسة "ابن عيزر" في العاصمة السلفادورية. غوميز عضو سابق في عصابة الشارع الثامن عشر، ويعمل معه في المخبز عشرة أعضاء سابقين في العصابة تخلوا عن الجريمة لصالح حياة سلمية جديدة.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
من بين واجبات ويلفريدو غوميز إنجاز حسابات المخبز. وكان غوميز، البالغ من العمر 40 عاماً، قد انضم كمراهق إلى عصابة الشارع الثامن عشر في لوس أنجلوس الأمريكية. هذه العصابة، ذات الهياكل الشبيهة بهياكل المافيا، هي واحدة من عصابات الشباب الإجرامية الأكثر شهرة وتُعرف باسم "ماراس". ويقول غوميز إن السلاح والنساء دفعاه إلى الانتماء إلى هذه العصابة الإجرامية.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
خوليو ماروكين، العضو السابق في العصابة الإجرامية، تخلى عن حياة الإجرام ويساعد الآن في إجراء القداس في كنيسة "ابن عيزر" بحي "دينا" في العاصمة سان سلفادور. غالباً ما تواجه أعضاءاً سابقين في العصابات الإجرامية عقبات عديدة في البحث عن مسكن ووظيفة. لذلك تقوم الكنيسة بتوفير الطعام والملجأ لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
روبيرتو رينديروس هو الآخر ترك العصابة. لكن وشمه اللافت للنظر لا يزال يذكر بالأيام التي قضاها في عالم الجريمة ويترك المجال لشبهات المسؤولين الأمنيين حول شخصيته. ففي شهر أكتوبر/ تشرين الأول، ألقت الشرطة القبض على جميع عمال المخبز بحجة الاشتباه في تأسيسهم لمنظمة غير شرعية، والسبب في ذلك وشومهم التي تذكر بحياتهم السابقة في العصابة. بعد ذلك تم الإفراج عنهم جميعاً دون توجيه أي تهمة لهم.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
كان راؤول فالاداريس يعرف باسم "الظل" في عصابة الشارع الثامن عشر. لكن هذا الاسم واسم العصابة، الموشوم على وجهه، أصبحا في طي الماضي. وعلى الرغم من تهديد العصابة بتصفية أي شخص يزيل وشم انتمائه إليها، إلا أن فالاداريس قرر التخلص من هذا الوشم في وجهه وإزالته بالليزر.
صورة من: Reuters/J. Cabeazas
"فقدت بيتي وزوجتي وابني وفقدت أفضل سنوات عمري بالاعتقاد في أيديولوجية لا معنى لها". هكذا لخص الخباز ويلفريدو غوميز حياته ضمن عصابة الشارع الثامن عشر. زملاؤه في المخبز يشاطرونه الرأي. لقد أصبح المخبز الآن ليس مكاناً للعمل فقط، بل منبعاً لأحلام مستقبلية أيضاً: "في يوم ما سنتمكن من تأسيس محل نملكه وننافس به بيتزا هت". يوليا فيرجين وشتيفاني إينغليرت/ عبد الكريم اعمارا