لماذا أوقفت أكبر ولاية ألمانية استقبال لاجئين من المغرب؟
١٧ فبراير ٢٠١٦
أوضح وزير الداخلية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا أن ولايته ستتوقف عن استقبال لاجئين من المغرب، علما بأن نحو 80 في المائة من طالبي اللجوء من المغرب كانوا يُحالون على هذه الولاية، التي وقعت في أكبر مدنها أحداث رأس السنة!
إعلان
قرر مكتب شؤون الهجرة واللاجئين في ألمانيا وقف إرسال طالبي لجوء من المغرب إلى ولاية شمال الراين-ويستفاليا، التي تعد أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان، حيث يسكنها نحو 18 مليون نسمة، وتقع في وسط غرب ألمانيا.
وأكد رالف ييغر وزير داخلية الولاية أن هذه الأخيرة استقبلت في الماضي أكبر عدد من طالبي اللجوء من شمال إفريقيا، معتبرا أن عدد طالبي اللجوء من دول المغرب العربي ارتفع بقوة في السنة الماضية، علما أن نسبة الاعتراف بحقهم في اللجوء تبقى جد ضعيفة.
وقال رالف بيغر إن ولايته سجلت في السنة الماضية إيواء 6.444 طالب لجوء من المغرب و 6.790 من الجزائر ما يعادل زيادة بنحو 300 في المائة مقارنة مع عام 2014. وطبقا للعدد الإجمالي للاجئين الوافدين السنة الماضية على ولاية شمال الراين-ويستفاليا، فإن المغاربة والجزائريين يمثلون 2.78 في المائة فقط.
وأضاف رالف بيغر أنه تم الاتفاق مع المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين على تسريع البت في طلبات لجوء الأشخاص الوافدين من شمال إفريقيا، على أن يحصل قرار في ملف طلب اللجوء في غضون شهرين أو ثلاثة. وأضاف الوزير في هذا السياق بأنه يعول على المحادثات المرتقبة لوزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في المغرب.
"مشاكل مع لاجئي شمال إفريقيا"
ويتطلع وزير الخارجية الألماني إلى أن يقبل المغرب استقبال طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم؛ حتى في حال عدم حيازتهم لهويات شخصية.
وخلال عرضه لتفاصيل التفاهم مع مكتب شؤون الهجرة واللاجئين قال وزير داخلية شمال الراين-ويستفاليا إن سلطات الأمن في الولاية تلقى مشاكل بوجه خاص مع طالبي اللجوء من شمال إفريقيا، إذ أن الشرطة في مدينة دوسلدورف سجلت 2.244 من المشتبه بهم من شمال إفريقيا يمارسون أعمال السرقة. كما أن أكبر مجموعة من الرجال المشتبه بهم في ارتكاب أعمال تحرش جنسي بحق نساء في ليلة رأس السنة الميلادية في مدينة كولونيا، أكبر وأعرق مدن شمال الراين-ويستفاليا، تنحدر حسب معطيات الوزير من شمال إفريقيا.
تونس والجزائر والمغرب في قائمة ألمانيا "للدول الآمنة"
بسبب الصعوبات التي تواجهها ألمانيا في احتواء جميع اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، أقدمت الحكومة الألمانية على إدراج بعض الدول في قائمة "البلدان الآمنة"، مما يساعدها على ترحيل من رفض طلب لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية بسرعة.
صورة من: picture alliance/dpa
عبرت جهات رسمية في المغرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا واستقبال مواطنيها المرحلين، في حين انتقدت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ذلك، .وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير قال الاثنين (29 شباط/فبراير 2016) إن نظيره المغربي محمد حصاد تعهد بالنظر في طلبات إعادة اللاجئين المغاربة من ألمانيا في غضون 45 يوما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Bounhar
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أثناء زيارته لبرلين في يناير/كانون الثاني 2016 بتعاون السلطات الجزائرية في عملية ترحيل الجزائريين الذي رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء. وقال سلال حينها إن بلاده مستعدة للتعاون بخصوص ذلك، لكن قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تونس هي الأخرى، أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا، كما أعلن ذلك وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحافي مع مضيفه الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير مطلع العام الجاري.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
إدراج تركيا ضمن "الدول الأمنة" حسب قانون اللجوء الألماني أثار مخاوف الأكراد من رفض طلبات لجوئهم. وتتهم منظمة العفو الدولية تركيا بفرض "عقاب جماعي" على الأكراد بسبب الإجراءات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. بيد أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل أوضح أن بلاده ستستمر في منح اللجوء للأكراد متى استدعى الأمر ذلك.
صورة من: Reuters/S. Kayar
إدراج دول غرب البلقان في قائمة "الدول الآمنة" يعني احتمال ترحيل الآف من طالبي اللجوء من هذه المنطقة إلى بلدانهم. أغلب هؤلاء اللاجئين هم من أقلية الروما ويدعون تعرضهم للاضطهاد ولانتهاك حقوقهم في البلدان التي يعيشون فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Atanasovskia
ما ينطبق على الدول التي صنفتها ألمانيا باعتبارها "آمنة" ينطبق أيضا على اللاجئين القادمين من كوسوفو. فقد سبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أن شدد على أن غير الملاحقين سياسيا في كوسوفو لن يحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا وسيعودون إلى بلدهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Endlicher
بعد إدخال تعديلات مشددة على قانون اللجوء في ألمانيا في تشرين/ أكتوبر 2015 أصبحت ألبانيا أيضا ضمن قائمة "الدول الآمنة" ومنذ ذلك الحين تم ترحيل مئات الألبان إلى بلادهم لافتقادهم إلى سبب قانوني يمنحهم اللجوء. فمعظم الألبان الذين وصلوا إلى ألمانيا كان هدفهم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.