عادة ما تكون أيام الأحد هادئة جداً في ألمانيا. فلا تجد محلات مفتوحة باستثاء المطاعم والمقاهي ولا يقوم كثيرون بأية أعمال منزلية، ويبقى معظم الناس في منازلهم. ويرجع ذلك إلى القوانين التي تسيّر الحياة في ألمانيا.
إعلان
باستثناء المحلات التجارية في محطات الوقود ومحطات القطارات والمطارات، تغلق معظم المحلات عادة أيام الأحد. وجميع المحلات التي ترونها مفتوحة هي عبارة عن المطاعم والمتاحف ومراكز النقل. ويرجع ذلك إلى "قانون إغلاق المتجر" (Ladenschlussgesetz)، الذي يمنع المتاجر من العمل يوم الأحد.
قوانين صارمة حول التسوق
دخل قانون إغلاق المتاجر حيز التنفيذ في "ألمانيا الغربية" سابقا عام 1956. وبقي هذا القانون على ما هو عليه مع تعديلات طفيفة فقط حتى عام 2006. وبالإضافة إلى هذا القانون، فإن المادة 140 من دستور ألمانيا "القانون الأساسي" (Grundgesetz) تنص على أن يوم الأحد هو يوم راحة، تماماً مثل الكتاب المقدس. لم يكن هذا هو الحال في "ألمانيا الشرقية" السابقة، التي كانت تسمح بالتسوق يوم الأحد حتى إعادة توحيد ألمانيا، حيث بدأت بتطبيق نموذج ألمانيا الغربية.
عام 2006، أصبح تحديد الوقت، الذي يمكن أن تبقى فيه المحلات مفتوحة من صلاحيات الولايات الألمانية. في كل الولايات باستثناء بافاريا وزارلاند، يسمح لبعض المحلات التجارية أن تفتح في بعض أيام الأحد على مدار السنة، ولكن عدد أيام الأحد هذه يختلف من ولاية لأخرى بل من مدينة لأخرى في الولاية نفسها. ففي برلين على سبيل المثال، سمحت الولاية للمحلات التجارية أن تفتح ثمانية أيام أحد في عام 2017، بينما يصل عدد أيام الأحد المسموح للمحلات التجارية أن تفتح فيها في ولاية شمال الراين إلى أحد عشر يوماً. المحلات التجارية الوحيدة التي عادة ما تكون مفتوحة أيام الأحد هي الدكاين الصغيرة، التي تعرف باسم الأكشاك (Kiosk) أو محلات التسوق المتأخر (Spätverkauf).
لا إزعاج
يوم الأحد هو يوم الراحة في المنزل أيضاً. وعلى الرغم من أن ما يعتبر "قانون الهدوء" يختلف من بلدة إلى أخرى، فإنه عادة ما يكون القيام بأية أعمال منزلية يوم الأحد مثيرا للامتعاض. وهذا يشمل استخدام المعدات التي تعمل بالمحركات، مثل آلة جز العشب، أو المعدات المنزلية مثل المكنسة الكهربائية. وبخلاف ذلك، يمكن أن تأتيك غرامة أو ترفع ضدك دعوى في المحكمة إذا أزعجت أحد الجيران بصوت عال جداً، حتى لو لم يكن ذلك يوم الأحد.
من المتوقع أن تكون الضوضاء بمستوى معقول على مدار اليوم، ولكن يجب أن يسود الهدوء طوال الليل. لاحظت مجلة "دير شبيغل" الألمانية في عام 2006 أن وقت الهدوء هو بين 8 مساء و 7 صباحاً من الاثنين إلى السبت وعلى مدار اليوم أيام الأحد والعطل. وبعض المناطق، مثل هامبورغ، لديها ساعات هدوء في منتصف النهار أيضاً بين الواحدة والثالثة ظهراً.
حتى لو كنت لا تحدث كثيراً من الضجة، فمن الممكن أن تقع في مشكلة مع جيرانك أو القانون. فمن غير القانوني غسل السيارة في المكان غير المخصص لذلك. وفي بعض الحالات تم رفع دعوى أمام المحكمة بسبب حفلات شواء أو حتى بسبب التدخين. هناك ألمان يعيشون أيضا في أحياء ضيقة؛ لذلك فمن الأفضل أن تسأل جيرانك ما هو غير مسموح به من أجل تجنب أية مشاكل.
تتألف ألمانيا من ست عشرة ولاية، وتتميز كل ولاية بمناظرها الطبيعية الخلابة وتقاليدها العريقة والشخصيات التي عاشت في مدنها. هذه الجولة تقربك أكثر من أبرز المعالم السياحية لكل ولاية.
صورة من: Imago/Müller-Stauffenberg
تأتي ولاية بافاريا على رأس الولايات الألمانية الأكثر استقطاباً للسياح، إذ يزور هذه الولاية سنوياً حوالي 8.5 مليون سائح أجنبي. تُعرف بافاريا بأزيائها الشعبية وشرب البيرة ومأكولاتها التقليدية. كما تتمتع بمناظرها الطبيعية الخلابة. يعيش في الولاية نحو 12.9 مليون شخص وعاصمتها هي ميونخ.
في الجنوب الغربي تقع الولاية الجارة لبافاريا، وهي ولاية بادن فورتمبرغ. تشتهر هذه الولاية بتقاليدها العريقة والمناظر الطبيعية ومطبخها الغني والكثير من المعالم السياحية، إضافة إلى احتوائها على مقرات أشهر شركات السيارات الألمانية، مثل مرسيدس بنز وبورش وأودي. يعيش في الولاية حوالي 10.9 مليون نسمة وعاصمتها شتوتغارت.
العاصمة الألمانية برلين هي أيضاً ولاية من بين ست عشرة ولاية ألمانية. هذه العاصمة/ الولاية هي أكبر مدينة ألمانية، إذ يقطنها حوالي 3.7 مليون شخص. تجذب برلين السياح بفضل معالمها التاريخية كجدار برلين والمتاحف ومقر البرلمان الألماني (بوندستاغ). كما تحتضن برلين الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية العالمية.
مدينة هامبورغ هي بدورها مدينة وولاية في نفس الوقت. يعيش في هامبورغ حوالي 1.9 مليون نسمة. ميناء المدينة الذي يعد من أكبر الموانئ في العالم هو بمثابة بوابة ألمانيا إلى العالم.
بريمن هي أصغر ولاية اتحادية ويعيش فيها 671 ألف شخص فقط. من أهم مدنها بريمر هافن الساحلية، وهي المدينة الألمانية الوحيدة الواقعة مباشرة على بحر الشمال، وميناؤها أحد أكبر الموانئ الأوروبية. تحيط بالمدينتين ولاية سكسونيا السفلى، وتشتهران بتقاليدهما العريقة وانفتاحهما.
ولاية ساكسونيا السفلى تتميز بمساحات أكبر من الطبيعة مقارنة بالمساحات السكنية، وهي ثاني أكبر ولاية ألمانية بعد بافاريا وعاصمتها هانوفر. تطل شمالاً على بحر الشمال وغرباً على هولندا. يعيش فيها حوالي ثمانية ملايين شخص.
تجمع ولاية شمال الراين وستفاليا بين جمال الطبيعة والانفتاح والغنى الثقافي. يعبر بعض مدنها نهر الراين الشهير. ويعيش في هذه الولاية 17.9 مليون شخص، ما يجعلها الولاية الأكثر اكتظاظاً بالسكان. من أكبر مدنها كولونيا المشهورة بكاتدرائيتها، وعاصمتها هي دوسلدورف.
تشتهر ولاية راينلاند بالاتينات (تنطق راينلاند بفالتز) بالنبيذ والغابات وطرق المشي الطويلة. تعبر الولاية أنهار الراين والموزل والزار واللان، ويقطنها نحو 4.1 مليون نسمة عاصمتها مدينة ماينتس.
كل من يسافر عبر ألمانيا لا يمكنه ألا يعبر ولاية هيسن. تشتهر هذه الولاية بالمناظر الطبيعية الساحرة، وعاصمتها فيسبادن. ومن أكبر مدنها العاصمة المصرفية فرانكفورت. يسكن في الولاية حوالي 6.2 مليون نسمة.
تقع ولاية زارلاند في جنوب غرب ألمانيا وهي ولاية اتحادية صغيرة لكن تاريخها حافل بالأحداث، وتحدها كل من فرنسا ولوكسمبورغ. تتميز هذه الولاية بنمط الحياة الأوروبي بسبب قربها من فرنسا ولوكسمبروغ، ويعيش فيها حوالي مليون نسمة، وعاصمتها زاربروكن.
تجذب ولاية شليسفيغ هولشتاين السائحين بفضل مؤهلاتها الطبيعية وبحري البلطيق وبحر الشمال. هواؤها صحي وينصح به الأطباء. يقطن هذه الولاية نحو 2.8 مليون شخص وعاصمتها كييل.
تمتد حدود ولاية مكلنبورغ فوربومرن إلى بحر البلطيق، وهي من بين الولايات الاتحادية الخمس الجديدة بعد إعادة توحيد ألمانيا. يعيش في هذه الولاية حوالي 1.6 مليون شخص وعاصمتها مدينة شفيرين.
ولاية براندنبورغ هي أيضاً من بين الولايات الجديدة بعد إعادة توحيد ألمانيا. تحيط هذه الولاية بمدينة/ ولاية برلين. وبفضل غاباتها وبحيراتها العديدة، توفر للسياح فرصة الاسترخاء والاستجمام. عاصمتها بوتسدام ذات القلاع الشهيرة والمتاحف. يعيش في الولاية نحو 2.5 مليون نسمة.
تقع ولاية ساكسونيا في الجزء الشرقي من ألمانيا وتصل مساحتها إلى 18.400 ألف كيلومتر مربع. عاصمة الولاية هي دريسدن. تشتهر بالمناظر الطبيعية الصخرية، وهي من بين العوامل التي تجذب السائحين إلى هذه الولاية.
ينبهر السائحون في ساكسونيا-أنهالت بحدائقها الخلابة، كحديقة "ورليتز-ديساو" التي يعود تارخيها إلى القرن الثامن عشر، إضافة إلى الهندسة المعمارية لمهندسين ألمان مرموقين. يعيش في الولاية نحو 2.2 مليون شخص، وعاصمتها مدينة ماغدبورغ.
تشتهر ولاية تورينغن بتاريخها العريق وكبار المفكرين الألمان الذين عاشوا فيها مثل لوثر وشيلر وغوته. يعيش في الولاية حوالي 2.2 مليون شخص، وعاصمتها إرفورت. الكاتب: إليزابيث يورك فون فارتنبرغ/ عبد الرحمان عمار