ضرب زلزال عنيف سوريا وتركيا، وتسبب في سقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى ودمار شاسع. وتعد تركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلازل في العالم. وهناك أسباب كثيرة توضح السبب وراء ذلك.
إعلان
بقوة وصلت إلى 7.8 درجة، ضرب زلزال قوي وسط تركيا وسوريا فجر الاثنين (السادس من شباط / فبراير 2023)، مما تسبب في مقتل المئات ومحاصرة كثيرين وتدمير العديد من المباني. وشعر أيضا سكان قبرص ولبنان بالزلزال المدمر.
والهزة الحالية هي الأكبر في تركيا منذ زلزال 1999 المدمر، حيث راح ضحيته حوالي 17 ألف شخص. وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الزلزال الذي ضرب تركيا اليوم الاثنين كان بنفس قوة زلزال 1939، الذي يعتبر الأقوى على الإطلاق في تاريخ تركيا (تسبب في مقتل 30 ألف شخص).
وتعد تركيا من بين أكثر الدول المعرضة للزلال في العالم، فقد سجلت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ وقوع نحو 33 ألف زلزال في عام 2020، بما في ذلك 322 زلزال بقوة تزيد عن 4 درجات على مقياس ريختر، حسب ما أوردته صحيفة "ديلي صباح" التركية.
ويطرح تكرار الزلال والهزات الألاضية في تركيا أكثر من علامة استفهام عن السبب وراء ذلك.
قدر الجغرافيا
وعن أسباب وقوع الزلازل بشكل متكرر في تركيا، يشير موقع "ذا كريشن ساينس مونيتور" أن تركيا تقع في واحدة من أكثر مناطق الزلال نشاطا في العالم.
وتقع معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، إذ تتواجد بين الصفيحة العربية، والتي تتجه شمالا بمعدل يقارب بوصة واحدة سنويا، والصفيحة الأوراسية التي تمثل نسبيا الجسم الثابت (قشرة غير قابلة للحركة). وبينما تعيق الصفيحة الأوراسية أي حركة باتجاه الشمال، فإن ذلك يؤدي إلى "ضغط" تركيا، التي تقف على مجموعة من خطوط صدع.
وقال روس شتاين المتخصص بالجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية في مينلو بارك بولاية كاليفورنيا أن "كل ما يحدث لتركيا هو نتيجة لشق شبه الجزيرة العربية طريقها إلى تركيا وإيران..."، وأضاف أن هذا التمدد يدفع الصفيحة العربية شمالا.
وفي نفس السياق، أوضحت صحيفة "ديلي صباح" التركية أن أكثر خطوط الصدع تدميرا في تركيا هو خط الصدع الواقع شمال الأناضول،إذ تلتقي صفيحتا الأناضول والأوراسيا. وأضافت أن هذا الخط يمتد من جنوب مدينة إسطنبول وعلى طول الطريق إلى شمال تركيا. وأردفت أن هذا الخط تسبب في وقوع زلازل مدمرة على مر التاريخ.
2020: زلزال بقوة 6.7 درجة يضرب شرق تركيا، مما أدى إلى سقوط ما لا يقل عن 22 قتيلا، ومئات الجرحى. كما تسبب أيضا في تسجيل هزات في سوريا وجورجيا وأرمينيا.
2011: ضرب زلزال بقوة 7.2 درجة شرق تركيا مخلفا ما لا يقل عن138 قتيلا، وجرك نحو 350 شخص.
1999: زلزال بقوة 7.4 ضرب مدينة إزميت، التي تقع غرب تركيا. وأدى الزلزال إلى وفاة أكثر من 17 ألف شخص في حصيلة ثقيلة للغاية.
ر.م
زلزال أفغانستان.. "غضب الطبيعة" فوق القهر اليومي للأفغان
شهدت أفغانستان زلزالا مدمرا أدى إلى مقتل وجرح المئات. الزلزال يزيد تعميق أزمة الأفغان الذين يعانون مسبقا مشاكل كبيرة جراء نقص الخدمات والمواد الأساسية، كما يزيد من التحديات على حركة طالبان التي توترت علاقتها بالخارج.
صورة من: AFP/Getty Images
خسائر كبيرة في الأرواح
حسب الحكومة الأفغانية، أكثر من ألف شخص لقوا مصرعهم وجرح أكثر من 600 في شرقي البلاد بسبب زلزال مدمر. رقم الضحايا يبقى مؤقتاً وقد يرتفع أكثر مع وجود أنقاض كبيرة وعدم تقدم عمليات الإنقاذ وقلة المعلومات المتوفرة. بلغت قوة الزلزال 6.1 على مقياس ريشتر، وأدى إلى تدمير قرى بالكامل وطرقات وشبكة الهاتف.
صورة من: Bakhtar News Agency/AP/picture alliance
مقابر جماعية
سكان إقليم باكتيكا يقومون بمحاولة إنقاذ الجرحى وإخراجهم من الركام. رجل اسمه كوسار، فقد والده في الزلزال، صرّح لـDW إنهم استيقظوا ليلة الزلزال الساعة الواحدة صباحا على وقع اهتزاز كبير، وبعدها تحوّل كل شيء إلى غبار. ويتابع أنه تم حفر مقابر جماعية ودفنت فيها الجثث، لافتاً إلى أن الناجين يحتاجون بشدة إلى الغذاء والمأوى.
صورة من: Bakhtar News Agency/AP/picture alliance
صعوبات في الإنقاذ
أرسلت السلطات طائرات مروحية لمحاولة إنقاذ المتضررين ونقل الجرحى. غير أن أفغانستان لا تتوفر سوى على عدد ضئيل للغاية من هذه الطائرات، كما تواجه فرق الإنقاذ صعوبات جمة في بلد يعاني مسبقا من أزمات كبيرة. ما يزيد من تعميق صعوبات الوصول إلى الضحايا وقوع الزلزال في منطقة جبلية وتأكيد السلطات أنها غير قادرة على الوصول لكل الضحايا.
صورة من: BAKHTAR NEWS AGENCY/REUTERS
تحديات كبيرة لحركة طالبان
طالبت حركة طالبان، التي تحكم افغانستان منذ سيطرتها على كابول الصيف الماضي، المنظمات الدولية بدعم سريع للبلد. الزلزال يمثل تحديا كبيرا للحركة لأجل العمل مع المنظمات الأممية مجددا، خصوصا بعد انقطاع العديد من المساعدات الدولية بسبب العقوبات المفروضة على الحركة ورفض هذه الأخيرة تنفيذ تعهداتها المتعلقة باحترام حقوق الإنسان.
صورة من: Bakhtar News Agency/dpa/picture alliance
الحظ التعيش لسكان الشرق
تقع عدة أجزاء من أفغانستان في منطقة زلزالية نشيطة، وخصوصا منطقة جبال هندوكوش الشرقية التي توجد كذلك في شمال غرب باكستان، حيث وقعت زلازل هناك على مدى العقود الماضية. ما يزيد من عمق المأساة أن البنى التحتية في هذا الجزء من أفغانستان سيئة للغاية، والمنازل المبنية بالطين غير مشيدة بشكل آمن، ما يجعلها عرضة للسقوط.
صورة من: Bakhtar News Agency/dpa/picture alliance
دعم باكستاني رغم التوتر
وعدت باكستان بإرسال المساعدة لجارتها أفغانستان، خصوصا أن الزلزال وقع على الحدود الغربية لباكستان. رغم تأكيد سكان باكستانيين شعورهم بالزلزال في مناطقهم، إلّا أنه لم تسجل حالات وفاة أو سقوط منازل. العلاقة بين باكستان وحركة طالبان ليست وردية حاليا، بسبب اتهام إسلام آباد لكابول بعدم القيام بجهد كبير لمنع هجمات إرهابية تنطلق من أفغانستان على أهداف في باكستان.
صورة من: Saifurahman Safi/XinHua/dpa/picture alliance