لماذا تحرك "البديل" ضد مرشحه الرئيسي للانتخابات الأوروبية؟
٢٢ مايو ٢٠٢٤
منع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي مرشحه الرئيسي للانتخابات الأوروبية، ماكسيميليان كراه، من الظهور علانية، بعد تصريحاته التي قال فيها إن أعضاء قوات الأمن النازية الخاصة (إس إس)، ليسوا جميعهم مجرمين.
إعلان
أكد متحدث باسم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي تقريراً نشرته صحيفة "بيلد"، اليوم الأربعاء (22 أيار/مايو 2024)، جاء فيه أن اللجنة التنفيذية الفيدرالية منعت مرشح الحزب الرئيسي للانتخابات الأوروبية، ماكسيميليان كراه، من الظهور العلني، قبل نحو أسبوعين من إجراء انتخابات الاتحاد الأوروبي.
ومن جانبه، أعلن كراه على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي (تويتر سابقاً) أنه سيمتنع عن الظهور في الحملات الانتخابية الأخرى، وأنه سيستقيل من منصبه كعضو في اللجنة التنفيذية الاتحادية.
وتأتي الخطوة بعد يوم من إعلان حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الفرنسي بقيادة مارين لوبان، أنه لم يعد يرغب في الجلوس ضمن نفس المجموعة البرلمانية إلى جانب حزب "البديل من أجل ألمانيا"، بسبب تصريحات كراه.
ويجلس أعضاء البرلمان الأوروبي في مجموعات سياسية لا يتم تنظيمها وفقاً للجنسية ولكن وفقاً للانتماء السياسي. وفي الوقت الحالي، ينتمي الحزبان الفرنسي والألماني إلى نفس مجموعة "الهوية والديمقراطية" القومية اليمينية المتطرفة في البرلمان الأوروبي.
ويأتي هذا الانقسام بعد "التصريحات الأخيرة لحزب البديل من أجل ألمانيا"، حسب إذاعة "فرانس إنفو"، في إشارة إلى مقابلة أجراها المرشح الرئيسي للحزب في الانتخابات الأوروبية، ماكسيميليان كراه، مع صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية في نهاية الأسبوع.
وقال كراه إن أعضاء قوات الأمن النازية الخاصة (إس إس) ليسوا جميعا مجرمين، في إشارة إلى قوات العاصفة النازية الخاصة، وهي منظمة شبه عسكرية كانت تحت قيادة أدولف هتلر والحزب النازي.
قال كراه: "لن أقول قط إن كل من ارتدى زي قوات الأمن الخاصة هو مجرم بشكل تلقائي".
وكانت قوات الأمن النازية الخاصة - التي تورطت بشكل كبير في جرائم الحرب - تقوم بحراسة معسكرات الاعتقال النازية وإدارتها. وقد تم إعلان قوات الأمن النازية الخاصة التى كانت تعرف أيضا باسم قوات العاصفة كمنظمة إجرامية أثناء محاكمات نورمبرغ، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
خ.س/أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)