لماذا تزيد السمنة من مخاطر الأعراض الحادة لكورونا؟
١٢ ديسمبر ٢٠٢١
أظهرت دراسة جديدة أسباب زيادة الخطر لدى لأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن المفرط بعد إصابتهم بفيروس كوفيدـ19، وأكدت الدراسة أن فيروس كورونا يصيب الخلايا الدهنية وجزء من الخلايا المناعية الموجودة في الدهون.
إعلان
خطر الإصابة بالأعراض الحادة لـكوفيدـ19 ولفترة طويلة يزيد بشكل كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، وهي المعلومة المعروفة منذ فترة طويلة. لكن وفق الدراسات الحديثة فإن فيروس كورونا يصيب الخلايا الدهنية بشكل مباشر. والأكثر من ذلك، فإنه في حالات كوفيد الشديدة، يؤدي مباشرة إلى حدوث التهاب في الخلايا الدهنية.
وأوضحت د. كاثرين بليش، البروفيسور بالمركز الطبي بجامعة ستانفورد والتي قامت بإجراء هذه الدراسة، أن "البيانات الواردة من دراستنا تشير إلى أن عدوى الأنسجة الدهنية والاستجابة المصاحبة لها والتي تتمثل في الالتهابات قد تكون أحد الأسباب التي تجعل الأشخاص البدينين يتصرفون بشكل سيء عند الإصابة بالفيروس.
هذه النتائج لا تشكل اختراقاً علمياً جديداً، لأن مسببات الأمراض الأخرى مثل فيروس الأنفلونزا تحب أيضاً زرع نفسها في دهون الجسم. إذ تعمل مستقبلات ACE2 كبوابة دخول لفيروس كورونا الجديد SARS CoV-2 لاختراق الخلايا. وتحدث هذه الحركة في الخلايا الدهنية بكثافة أعلى من الخلايا الأخرى، أي أعلى من أنسجة الرئة.
قامت البروفيسور بليش وفريقها بفحص الخلايا الدهنية للمرضى الذين ماتوا بسبب كوفيدـ19. اتضح أن فيروس كورونا يستخدم الخلايا الدهنية بشكل فعال للغاية كخزان للاختباء وبالتالي يتفوق على جهاز المناعة لدينا.
زيادة مخاطر كوفيد طويل الأمد
تمثل الدهون في جسم الإنسان بيئة خصبة يتم فيها دمج العديد من العناصر، فقد وجد الباحثون أن غزو الخلايا الدهنية بـ SARS-CoV-2 ينشط سلسلة التهاب حادة، ومنها أيضاً يمكن أن ينتشر الالتهاب في مناطق أخرى من الجسم، الأمر الذي سيزيد، بحسب الدراسة، من خطر تعرض المرضى لأعراض كوفيد طويلة الأمد بعد أشهر من تعافيهم من الإصابة الأولى. وأكدت الدراسة أنه "إذا كانت الخلايا الدهنية تمثل مستودعاً للعدوى الفيروسية، فإن السمنة يمكن أن تسهم ليس فقط في أعراض حادة وكارثية للمرض، ولكن أيضاً قد تزيد من ظهور متلازمة كوفيد طويلة الأمد".
ونظراً لأن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بأمراض خطيرة وحتى بفيروس كورونا لفترة طويلة، فإن ذلك سينعكس أيضاً على طريقة التطعيم وطرق العلاج لهؤلاء الاشخاص، إذ أن العلاجات السابقة لفايروس كوفيدـ19 لم تأخذ بعين الاعتبار عامل السمنة والدهون في تشخيص العلاج أو حتى طرق أخذ اللقاح.
وبناءً على نتائج هذا البحث الجديد، فإنه من المنطقي مناقشة ما إذا كان الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة ينتمون أيضاً إلى الفئات المعرضة للخطر، وبالتالي فإنه يتحتم إعطاؤهم الأولوية في حملات التلقيح، على سبيل المثال.
فمنذ أن بدأ الوباء، أظهرت بعض الدراسات أن العديد من مرضى كوفيد ـ 19 وممن صنفت حالاتهم بالخطيرة، كانوا يعانون من السمنة المفرطة. فقد نُشر أول تحليل بهذا الشأن في آب/ أغسطس 2020، حيث قام باحثون من جميع أنحاء العالم بتجميع بيانات من نحو 4 مائة ألف مريض. وجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة والمصابون بكوفيدـ 19 هم أكثر عرضة لأن ينتهي بهم الأمر في المستشفى، وأن 74 في المائة منهم أكثر عرضة لإدخالهم وحدات العناية المركزة و48 في المائة منهم أكثر عرضة للوفاة بسبب الفايروس.
ر.ض
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.