1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لماذا تعارض منظمات يهودية نهج ترامب بمكافحة معاداة السامية؟

محي الدين حسين أ ف ب
٧ يونيو ٢٠٢٥

أعربت منظمات يهودية أمريكية عن قلقها من زيادة الهجمات المعادية للسامية في البلاد، لكنها عبرت عن معارضتها لاستراتيجية إدارة ترامب في "مكافحة معاداة السامية" عبر استهداف الجامعات من خلال حرمانها من التمويل وطرد طلاب أجانب.

مظاهرة للتضامن مع جامعة هارفارد ضد تهديدات وإجراءات ترامب (12.04.2025)
ترامب قرر منع دخول الطلاب الأجانب الجدد الذين يريدون الالتحاق بجامعة هارفارد، لكن قاضية أمرت بتعليق القرارصورة من: Nicholas Pfosi/REUTERS

عبرت منظمات يهودية في الولايات المتحدة عن أسفها لزيادة الاعتداءات المدفوعة بكراهية اليهود، وأعربت بنفس الوقت عن معارضتها لاستراتيجية إدارة دونالد ترامب في معالجة تلك الاعتداءات على خلفية التوتر المرتبط بالحرب في غزة.

وزادت في الأسابيع الأخيرة أعمال العنف المرتبطة بكراهية اليهود أو معارضة إسرائيل في الولايات المتحدة، مع هجوم على موظفين في سفارة إسرائيل في واشنطن وإلقاء زجاجات حارقة على تجمع في كولورادو كان يطالب بإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة بالإضافة إلى توتر شديد في الأحرام الجامعية.

ونشر مركز "هيريتدج فاونديشن" المحافظ للدراسات الذي يقف وراء "مشروع 2025" وهو بمثابة خارطة طريق لما تقول إنه "إصلاح الدولة الفيدرالية" في عهد ترامب، في تشرين الأول/أكتوبر "مشروع إستير" وهو "استراتيجية وطنية" لمكافحة معاداة السامية. ويهدف المشروع إلى "تفكيك" المنظمات "المناهضة لإسرائيل" و"المناهضة للصهيونية" أو "المؤيدة للفلسطينيين" التي قد تكون "ضمن شبكة دعم لحماس" وقد تكون "تسللت" إلى صفوف جامعات مثل كولومبيا وهارفارد. يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.

ولمحاربة الأفراد والمؤسسات المرتبطين بهذه الشبكة المفترضة، تدعو "هيريتدج فاونديشن" إلى إقالة أساتذة ومنع طلاب أجانب من دخول الأحرام الجامعية "وطرد" آخرين من الولايات المتحدة وحرمان الجامعات من التمويل العام. وقد اعتمد ترامب الكثير من هذه الإجراءات. وقال روبرت غيرنواي أحد معدي "مشروع إستير"، لصحيفة نيويورك تايمز "ليس من قبيل الصدفة أن نكون دعونا إلى سلسلة الإجراءات هذه (...) وأنها تتحقق الآن". ولم تتفاعل "هيريتدج فاونديشن" مع طلب فرانس برس إجراء مقابلة معها.

إلا ان ستيفاني فوكس مديرة منظمة "جويش فويس فور بيس" التي تنظم الكثير من التظاهرات "لوقف الإبادة في غزة"، على ثقة من أن "مشروع إستير يخط الطريق لإدارة ترامب من أجل تعديل القواعد القانونية التي من شأنها دفع أهداف حركته ماغا (جعل أمريكا عظيمة مجددًا)".

وتنفي فوكس أن تكون منظمتها جزءًا من شبكة دعم لحماس كما يتهمها القيمون على "مشروع إستير". وتؤكد مديرة هذه المنظمة ذات التوجهات اليسارية "هذا الأمر لا أساس له ومجرد هذيان ومثير للسخرية".

استطلاع: أكثر من نصف يهود أمريكا ضد استراتيجية ترامب


وفي حين يؤكد 89 % من اليهود الأمريكيين البالغ عددهم نحو 7,2 ملايين نسمة أنهم قلقون من معاداة السامية، يبدي 64 % منهم معارضته للطريقة التي ينتهجها ترامب لمكافحتها، على ما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "جويش فوترز ريسورس سنتر" المتخصص في شؤون الناخبين اليهود الأمريكيين. ويوضح كيفن راشلين أحد القيمين على مشروع "نيكسوس" وهو مبادرة لمكافحة معاداة السامية: "معاداة السامية موجودة في الأحرام الجامعية لا أنكر ذلك (...) لكن القول إن محاربة معاداة السامية تتطلب استهداف التعليم العالي عبثي بالكامل".

ويشدد على أن استراتيجية ترامب "لا تحمي اليهود" بل على العكس تسعى إلى "فصل" الأقلية اليهودية عن الآخرين وتتجاهل معاداة السامية في أوساط اليمين. ويؤكد "نحن اليهود نشعر بأمان أكبر عندما نكون متحالفين مع أقليات أخرى" مؤكدًا أنه من الأفضل محاربة معاداة السامية من خلال التوعية، بدلًا من استهداف مجموعات أو جامعات معينة.

ويرى الكاتب والصحافي إريك ألترمان أن "ما يجري اليوم في غزة يصعب كثيرًا على اليهود الأمريكيين ولا سيما الشباب منهم استيعابه. فثمة خط فاصل واضح جدًا: كلما كان الشخص متقدما في السن كلما تعاطف مع إسرائيل، وكلما كان شابًا كلما زاد التعاطف مع الفلسطينيين". ويضيف لفرانس برس: "غالبية اليهود الأمريكيين ليسوا مناهضين للصهيونية" لكنهم لا يؤيدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ولا الحرب في غزة... هم عالقون في الوسط". ويعتبر ألترمان أنه عندما يستهدف ترامب التعليم العالي، آخذًا على الجامعات عدم حماية الطلاب اليهود، فهو "يسخّر" مسألة معاداة السامية "لتقويض" حرية التعبير، على حد تعبير ألترمان.

في الأسابيع الأخيرة انتقدت عشر منظمات يهودية كبيرة إدارة ترامب بشدة رافضة "الخيار المغلوط بين أمن اليهود والديمقراطية" على حد تعبيرها. ومن بين هذه المنظمات، "الاتحاد من أجل الإصلاح اليهودي" برئاسة ديفيد سابرستين السفير الأمريكي السابق للحريات الدينية وأحد أكثر الحاخامات نفوذًا في الولايات المتحدة.

ويقول لفرانس برس إنه يقدر "اهتمام الحكومة (الأمريكية) في ارتفاع حدة معاداة السامية" لكنه يعارض معارضة تامة الهجمات على الجامعات ووسائل الإعلام ودولة القانون. ويختم قائلًا "للمفارقة، يهاجمون الهيئات الديمقراطية التي منحت اليهود حقوقًا وحريات وفرصًا تفوق كل ما حصلنا عليه خلال تاريخنا في الشتات الممتد على 2600 سنة".
تحرير: خ.س

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW