أعربت منظمات يهودية أمريكية عن قلقها من زيادة الهجمات المعادية للسامية في البلاد، لكنها عبرت عن معارضتها لاستراتيجية إدارة ترامب في "مكافحة معاداة السامية" عبر استهداف الجامعات من خلال حرمانها من التمويل وطرد طلاب أجانب.
ترامب قرر منع دخول الطلاب الأجانب الجدد الذين يريدون الالتحاق بجامعة هارفارد، لكن قاضية أمرت بتعليق القرارصورة من: Nicholas Pfosi/REUTERS
إعلان
عبرت منظمات يهودية في الولايات المتحدة عن أسفها لزيادة الاعتداءات المدفوعة بكراهية اليهود، وأعربت بنفس الوقت عن معارضتها لاستراتيجية إدارة دونالد ترامب في معالجة تلك الاعتداءات على خلفية التوتر المرتبط بالحرب في غزة.
وزادت في الأسابيع الأخيرة أعمال العنف المرتبطة بكراهية اليهود أو معارضة إسرائيل في الولايات المتحدة، مع هجوم على موظفين في سفارة إسرائيل في واشنطن وإلقاء زجاجات حارقة على تجمع في كولورادو كان يطالب بإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة بالإضافة إلى توتر شديد في الأحرام الجامعية.
ونشر مركز "هيريتدج فاونديشن" المحافظ للدراسات الذي يقف وراء "مشروع 2025" وهو بمثابة خارطة طريق لما تقول إنه "إصلاح الدولة الفيدرالية" في عهد ترامب، في تشرين الأول/أكتوبر "مشروع إستير" وهو "استراتيجية وطنية" لمكافحة معاداة السامية. ويهدف المشروع إلى "تفكيك" المنظمات "المناهضة لإسرائيل" و"المناهضة للصهيونية" أو "المؤيدة للفلسطينيين" التي قد تكون "ضمن شبكة دعم لحماس" وقد تكون "تسللت" إلى صفوف جامعات مثل كولومبيا وهارفارد. يذكر أن حركة حماس، هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
ولمحاربة الأفراد والمؤسسات المرتبطين بهذه الشبكة المفترضة، تدعو "هيريتدج فاونديشن" إلى إقالة أساتذة ومنع طلاب أجانب من دخول الأحرام الجامعية "وطرد" آخرين من الولايات المتحدة وحرمان الجامعات من التمويل العام. وقد اعتمد ترامب الكثير من هذه الإجراءات. وقال روبرت غيرنواي أحد معدي "مشروع إستير"، لصحيفة نيويورك تايمز "ليس من قبيل الصدفة أن نكون دعونا إلى سلسلة الإجراءات هذه (...) وأنها تتحقق الآن". ولم تتفاعل "هيريتدج فاونديشن" مع طلب فرانس برس إجراء مقابلة معها.
إلا ان ستيفاني فوكس مديرة منظمة "جويش فويس فور بيس" التي تنظم الكثير من التظاهرات "لوقف الإبادة في غزة"، على ثقة من أن "مشروع إستير يخط الطريق لإدارة ترامب من أجل تعديل القواعد القانونية التي من شأنها دفع أهداف حركته ماغا (جعل أمريكا عظيمة مجددًا)".
وتنفي فوكس أن تكون منظمتها جزءًا من شبكة دعم لحماس كما يتهمها القيمون على "مشروع إستير". وتؤكد مديرة هذه المنظمة ذات التوجهات اليسارية "هذا الأمر لا أساس له ومجرد هذيان ومثير للسخرية".
استطلاع: أكثر من نصف يهود أمريكا ضد استراتيجية ترامب
وفي حين يؤكد 89 % من اليهود الأمريكيين البالغ عددهم نحو 7,2 ملايين نسمة أنهم قلقون من معاداة السامية، يبدي 64 % منهم معارضته للطريقة التي ينتهجها ترامب لمكافحتها، على ما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "جويش فوترز ريسورس سنتر" المتخصص في شؤون الناخبين اليهود الأمريكيين. ويوضح كيفن راشلين أحد القيمين على مشروع "نيكسوس" وهو مبادرة لمكافحة معاداة السامية: "معاداة السامية موجودة في الأحرام الجامعية لا أنكر ذلك (...) لكن القول إن محاربة معاداة السامية تتطلب استهداف التعليم العالي عبثي بالكامل".
إعلان
ويشدد على أن استراتيجية ترامب "لا تحمي اليهود" بل على العكس تسعى إلى "فصل" الأقلية اليهودية عن الآخرين وتتجاهل معاداة السامية في أوساط اليمين. ويؤكد "نحن اليهود نشعر بأمان أكبر عندما نكون متحالفين مع أقليات أخرى" مؤكدًا أنه من الأفضل محاربة معاداة السامية من خلال التوعية، بدلًا من استهداف مجموعات أو جامعات معينة.
ويرى الكاتب والصحافي إريك ألترمان أن "ما يجري اليوم في غزة يصعب كثيرًا على اليهود الأمريكيين ولا سيما الشباب منهم استيعابه. فثمة خط فاصل واضح جدًا: كلما كان الشخص متقدما في السن كلما تعاطف مع إسرائيل، وكلما كان شابًا كلما زاد التعاطف مع الفلسطينيين". ويضيف لفرانس برس: "غالبية اليهود الأمريكيين ليسوا مناهضين للصهيونية" لكنهم لا يؤيدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "ولا الحرب في غزة... هم عالقون في الوسط". ويعتبر ألترمان أنه عندما يستهدف ترامب التعليم العالي، آخذًا على الجامعات عدم حماية الطلاب اليهود، فهو "يسخّر" مسألة معاداة السامية "لتقويض" حرية التعبير، على حد تعبير ألترمان.
في الأسابيع الأخيرة انتقدت عشر منظمات يهودية كبيرة إدارة ترامب بشدة رافضة "الخيار المغلوط بين أمن اليهود والديمقراطية" على حد تعبيرها. ومن بين هذه المنظمات، "الاتحاد من أجل الإصلاح اليهودي" برئاسة ديفيد سابرستين السفير الأمريكي السابق للحريات الدينية وأحد أكثر الحاخامات نفوذًا في الولايات المتحدة.
ويقول لفرانس برس إنه يقدر "اهتمام الحكومة (الأمريكية) في ارتفاع حدة معاداة السامية" لكنه يعارض معارضة تامة الهجمات على الجامعات ووسائل الإعلام ودولة القانون. ويختم قائلًا "للمفارقة، يهاجمون الهيئات الديمقراطية التي منحت اليهود حقوقًا وحريات وفرصًا تفوق كل ما حصلنا عليه خلال تاريخنا في الشتات الممتد على 2600 سنة".
تحرير: خ.س
ترامب في ولايته الثانية.. قرارات صادمة وتصريحات غير دبلوماسية
هذه هي الولاية الثانية لدونالد ترامب، لكنه عازم على أن تكون فارقة في تاريخ بلاده، مجموعة من القرارات المثيرة للجدل، بلغت حد خلق صراع مع حلفائه و"انتهاك" مسلمات في السياسة الداخلية والخارجية لبلاده.
صورة من: Brendan Smialowski/AFP
ريفييرا "الشرق الأوسط"
خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بداية فبراير/شباط، أعلن ترامب عن رؤيته "المذهلة" لقطاع غزّة المدمر نتيجة الحرب. خطة ترامب تقضي بـ"السيطرة" على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط". فاجأت هذه التصريحات الصحافيين الحاضرين وأثارت موجة غضب دولية وعربية، خصوصا أن ترامب طالب بتهجير الفلسطينيين قسريا إلى أماكن أخرى.
صورة من: Chip Somodevilla/Getty Images
حرب تجارية شاملة
أعلن ترامب عن حرب تجارية شاملة، وقودها رسوم جمركية، قام بفرضها على الكثير من الدول، ما أثار انتقادات كبيرة خصوصا من الحلفاء الأوروبيين، بينما كانت التداعيات أكبر مع الصين التي أعلنت بدورها عن إجراءات ضد المنتجات الأمريكية. لكن ترامب لم يتوقف عند هذا الحد، بل تباهى بأنّ عشرات الدول اتصلت "تقبل مؤخرته" على حد تعبيره، طالبة التفاوض.
صورة من: Nathan Howard/REUTERS
مهاجمة القيادة الأوكرانية
من أكبر المشاهد إثارة للجدل، مشهد التنابز اللفظي بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، حين شن الرئيس الأمريكي ونائبه جاي دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع، إذ طالباه أن يكون أكثر امتنانا لدور أمريكا في الحرب مع روسيا وخصوصا توفير الأسلحة، كما اتهماه أنه لا يريد مفاوضات سلام جادة. وتعاطف الكثيرون مع زيلينسكي، وخاصة في أوروبا.
صورة من: Saul Loeb/AFP/Getty Images
تناغم وتقارب مع بوتين
في الوقت نفسه، انخرط ترامب في محادثات مع موسكو، متجاوزا الأوروبيين، وأجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي "لطاما كانت تربطه به علاقة جيدة" والذي يعتبره "ذكيا". وأكد ترامب على استمرار الاتصالات مع بوتين، وتحدث عنه بكثير من الإيجابية عكس سلفه جو بايدن، وظهر ترامب باحثا عن خطب ود بوتين بأي طريقة.
صورة من: Maxim Shipenkov/Alex Brandon/AP Photo
مهاجمة الاتحاد الأوروبي
من جانب آخر، هاجم ترامب مراراً الاتحاد الأوروبي، وقال إن سبب إنشائه هو "استغلال" الولايات المتحدة، متّهما الأوروبيين بأنهم "انتهازيون"، كما دعاهم إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع في المستقبل. أدت هجومات ترامب المتكررة إلى حذر كبير وسط الأوروبيين الذين أكد عدد من قادتهم عن ضرورة التفكير في علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة.
صورة من: Spencer Platt/Getty Images
طموح توسعي
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا "الولاية الأمريكيّة الحادية والخمسين"، واصفا الحدود مع الجارة الشماليّة للولايات المتحدة بأنها "خطّ مصطنع"، ما خلق أزمة بينه وبين كندا. ولم يتوقّف الرئيس الأمريكي عند هذا الحدّ، بل قال أيضا "نحن بحاجة" إلى غرينلاند التابعة للسيادة النرويجية، كما أعلن أنه يرغب باستعادة قناة بنما.
صورة من: Alex Brandon/AP/picture alliance
سياسة هجرة صارمة
باشر ترامب تنفيذ سياسة صارمة للغاية لترحيل المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، وطرد أكثر من 200 شخص إلى سجن شديد الحراسة في السلفادور، وشن حربا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي وصفها بأنها منظمات إرهابية أجنبية، لكن ترامب واجه أحكاما قضائية وقفت ضد عددا من مخططاته ومن ذلك تشديد الهجرة.
صورة من: Alex Brandon/AP/dpa/picture alliance
الانسحاب من معاهدات وهيئات دولية
مباشرة بعد بدء فترته الرئاسية، سحب ترامب بلاده من منظمة الصحة العالمية التي سبق أن وجه لها انتقادات كبيرة بسبب طريقة مواجهتها لفيروس كورونا، وأعلن عن عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية بسبب إصدارها أمر قبض على نتنياهو ووزير دفاعه السابق غالانت، كما انسحب من اتفاقية باريس للمناخ، بسبب رفضه انخراط بلاده في سياسة خفض الغازات الدفيئة المسببة لتغير المناخ.
صورة من: Thomas Müller/dpa/picture alliance
العفو عن مثيري الشغب في الكونغرس
كما قام ترامب بالعفو عن مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في مطلع العام 2021 احتجاجا على عدم انتخابه، كما أقر الرئيس الأمريكي تخفيضات هائلة في ميزانية المساعدات الخارجية، بذريعة مكافحة الهدر والبرامج التي تعزز التنوع والمساواة والشمول، ومن ذلك وقف المساعدات الموجهة إلى بلدان فقيرة كاليمن وأفغانستان.
صورة من: Roberto Schmidt/AFP/Getty Images
مناهضة الأقليات الجنسية
خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بـ"وضع حدّ لـ"جنون التحوّل الجنسي". وأعلن في حفل تنصيبه أنه "اعتبارا من هذا اليوم ستكون السياسة الرسميّة لحكومة الولايات المتحدة الاعتراف بوجود جنسَين فقط؛ الذكر والأنثى". ووقّع لاحقا أوامر تنفيذيّة تمنع المتحوّلين جنسيا من الخدمة في الجيش أو ممارسة الرياضات النسائيّة.
صورة من: Andrew Caballero-Reynolds/AFP
مواجهة داعمي الفلسطينيين
دخلت إدارة ترامب في نزاع مع بعض الجامعات الكبري مثل هارفارد موجهة اتهامات لها بالتساهل مع "معاداة السامية" لسماحها بإقامة تظاهرات في الأحرام الجامعية، تنتقد إسرائيل على خلفية حرب غزة، وبدأت إجراءات ترحيل طلبة فلسطينيين أو مؤيدين للفلسطينيين للتهم ذاتها، وتعد قضية محمود خليل ومحسن مهداوي من أبرز هذه القضايا، إذ استندت واشطنن على بند قانوني غامض يتيح ترحيل من "يهددون السياسة الخارجية الأمريكية".
صورة من: Ben Curtis/AP/dpa/picture alliance
تقليض حجم القطاع الحكومي
أوكل ترامب لصديقه الميلياردير إيلون ماسك الإشراف على هيئة مستحدثة مهمتها خفض التكاليف الفدرالية وتقليص حجم القطاع الحكومي. من أكبر ضحايا هذه السياسة كانت مؤسسات إعلامية كمؤسسة "صوت أمريكا" وشبكة "الشرق الأوسط للإرسال" التي سرحت جل موظفيها، ما أثار مخاوف كبيرة من استغلال روسيا والصين للوضع بحكم أن هذه المؤسسات موجهة للخارج.