لماذا تفشل ألمانيا في ترحيل من رفضت طلباتهم للجوء؟
١٩ مارس ٢٠١٧
تواجه الحكومة الألمانية مشكلات عند ترحيل اللاجئين من ألمانيا إلى مواطنهم، وخصوصاً فيما يتعلق بالترحيل إلى شمال إفريقيا. لكن الحكومة الألمانية تقول إن تنفيذ ترحيلهم يفشل عملياً.
إعلان
ذكرت الحكومة الألمانية في بيان لها أن 1.2 مليون لاجئ جاؤوا في موجة اللاجئين إلى ألمانيا. لكنها رفضت الكثير من طلبات اللجوء، كما أن هناك مشكلات تحدث غالبا عند ترحيل اللاجئين من ألمانيا إلى مواطنهم، وخصوصاً فيما يتعلق بالترحيل إلى شمال إفريقيا. لكن الحكومة الألمانية تقول إن تنفيذ ترحيلهم يفشل عملياً، وذلك غالباً بسبب عوائق مختلفة مثل نقص الوثائق أو المشاكل الصحية لدى الأشخاص المرفوضة طلبات لجوئهم. وإلى نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، رفض المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين ما مجمله 8363 طلب لجوء لأشخاص من شمال إفريقيا، ولم يتم فعلياً ترحيل سوى 368 طالب لجوء إلى دول هذه المنطقة في تلك الفترة الزمنية نفسها.
أسباب فشل ترحيل طالبي اللجوء المرفوضة طلباتهم
الأشخاص الذين ليس من حقهم الحصول على لجوء في ألمانيا يُضطرون لمغادرة ألمانيا. لكن هل ترحيلهم سهل؟
وفقاً لمعلومات نقلتها القناة التلفزيونية الألمانية الأولى (إيه آر دي) -قبل أسبوع من رأس السنة 2017- فإنه يوجد في ألمانيا نحو 220 ألف إنسان ملزمين بمغادرة ألمانيا وعليهم جميعهم الرجوع إلى بلدانهم، غير أن منهم 168 ألفاً يتم التسامح معهم، وهذا يعني تأجيل ترحيلهم: وذلك في ثلاث حالات من كل أربع حالات. وتعود أسباب ذلك مثلاً لأنهم ليس لديهم جواز سفر وبالتالي لا يمكن التحقق من هويتهم، أو لأن بلدانهم الأصلية لا تُصدِر لهم وثائق سفر جديدة أو لأن لديهم شهادة طبية تثبت مرضهم.
ويتبقى منهم 51 ألف أجنبي بالإمكان ترحيلهم فعلياً. لكن الكثير من البلدان لا تتعاون في استعادة مواطنيها. مثلاً: البلدان المغاربية، فالمغرب والجزائر لا يسترجعان مواطنيهما إلا على خطوط الطيران، لكن عدد الطائرات المسافرة يتراوح بين طائرتين و ثلاث طائرات في الأسبوع الواحد ولا يُسمَح إلا لأربعة مُرحَّلين بالسفر على متن الطائرة، وهذا يعني أن عدد المرحَّلين يبلغ 12 على الأكثر كل أسبوع.
لكن بعض هذه المقاعد تبقى فارغة غالباً، لأن القرار النهائي يكون في يد الطيار، فحين يقاوم البعض الترحيل ويشكِّلون خطراً على أمن الرحلة لا يأخذهم الطيار في طائرته.
وتأمل ولايات ألمانية في أن تنجح الحكومة الألمانية في التفاوض لتحقيق ظروف أفضل لعمليات الترحيل. فمثلاً: في ولاية شمال الراين ويستفاليا يوجد كثير من طالبي اللجوء من المغرب والجزائر. وإذا استمرت طريقة ترحيلهم بشكل بطيء، فهذا يعني أن ترحيل جميعهم سيستغرق نحو 25 عاماً حتى يصلوا إلى بلدانهم. علماً بأن هناك آخرين جدداً يأتون إلى ألمانيا. لكن العودة الطوعية لها ميزتها. فمَن يترك ألمانيا طوعاً بمحض إرادته يحصل على مساعدة مالية تحفيزية إضافية من الحكومة الألمانية تعينه في بدايته الجديدة.
تونس والجزائر والمغرب في قائمة ألمانيا "للدول الآمنة"
بسبب الصعوبات التي تواجهها ألمانيا في احتواء جميع اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، أقدمت الحكومة الألمانية على إدراج بعض الدول في قائمة "البلدان الآمنة"، مما يساعدها على ترحيل من رفض طلب لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية بسرعة.
صورة من: picture alliance/dpa
عبرت جهات رسمية في المغرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا واستقبال مواطنيها المرحلين، في حين انتقدت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ذلك، .وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير قال الاثنين (29 شباط/فبراير 2016) إن نظيره المغربي محمد حصاد تعهد بالنظر في طلبات إعادة اللاجئين المغاربة من ألمانيا في غضون 45 يوما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Bounhar
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أثناء زيارته لبرلين في يناير/كانون الثاني 2016 بتعاون السلطات الجزائرية في عملية ترحيل الجزائريين الذي رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء. وقال سلال حينها إن بلاده مستعدة للتعاون بخصوص ذلك، لكن قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تونس هي الأخرى، أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا، كما أعلن ذلك وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحافي مع مضيفه الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير مطلع العام الجاري.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
إدراج تركيا ضمن "الدول الأمنة" حسب قانون اللجوء الألماني أثار مخاوف الأكراد من رفض طلبات لجوئهم. وتتهم منظمة العفو الدولية تركيا بفرض "عقاب جماعي" على الأكراد بسبب الإجراءات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. بيد أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل أوضح أن بلاده ستستمر في منح اللجوء للأكراد متى استدعى الأمر ذلك.
صورة من: Reuters/S. Kayar
إدراج دول غرب البلقان في قائمة "الدول الآمنة" يعني احتمال ترحيل الآف من طالبي اللجوء من هذه المنطقة إلى بلدانهم. أغلب هؤلاء اللاجئين هم من أقلية الروما ويدعون تعرضهم للاضطهاد ولانتهاك حقوقهم في البلدان التي يعيشون فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Atanasovskia
ما ينطبق على الدول التي صنفتها ألمانيا باعتبارها "آمنة" ينطبق أيضا على اللاجئين القادمين من كوسوفو. فقد سبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أن شدد على أن غير الملاحقين سياسيا في كوسوفو لن يحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا وسيعودون إلى بلدهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Endlicher
بعد إدخال تعديلات مشددة على قانون اللجوء في ألمانيا في تشرين/ أكتوبر 2015 أصبحت ألبانيا أيضا ضمن قائمة "الدول الآمنة" ومنذ ذلك الحين تم ترحيل مئات الألبان إلى بلادهم لافتقادهم إلى سبب قانوني يمنحهم اللجوء. فمعظم الألبان الذين وصلوا إلى ألمانيا كان هدفهم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.