النحل قد يفتح آفاقا جديدة للذكاء الاصطناعي والروبوتات
ندى فاروق
٢١ نوفمبر ٢٠٢٥
كشف باحثون أن النحل يعزز إشارات دماغه عبر حركات الطيران، ما يمنحه قدرة مذهلة على تمييز الأنماط. ويُظهر نموذج رقمي لدماغه أن هذا الإدراك المبني على الحركة قد يفتح آفاقًا جديدة للذكاء الاصطناعي والروبوتات.
نموذج دماغ النحل أن دماغه يعالج المعلومات البصرية من خلال حركته في البيئةصورة من: YAY Images/IMAGO
إعلان
نشر موقع دايلي ساينس Science Daily دراسة جامعة شيفيلد أظهرت أن النحل يستخدم حركات الطيران لتعلّم الأنماط البصرية المعقدة والتعرف عليها بدقة عالية، وهو ما قد يغيّر طريقة تطوير الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي.
وقد صممت الجامعة نموذجًا رقميًا لدماغ النحلة يوضح كيف تساعد هذه الحركات على إرسالإشارات دماغية واضحة، مما يمكّن النحل من فهم ما يراه بسهولة. ويشير الاكتشاف إلى أن الروبوتات المستقبلية يمكن أن تستخدم الحركة لجمع المعلومات بكفاءة أكبر، بدلًا من الاعتماد على حواسيب ضخمة وقوية جدًا.
تؤكد الدراسة أن الذكاء ينبع من تفاعل الدماغ والجسم والبيئة معًا، وأن أدمغة الحشرات الصغيرة قادرة على حل مهام بصرية صعبة باستخدام عدد قليل جدًا من خلايا الدماغ ، وهو ما له أهمية كبيرة لعلم الأحياء والذكاء الاصطناعي.
قدرات ملكات النحل الطنّانة على النجاة
01:01
This browser does not support the video element.
قال البروفيسور جيمس مارشال، مدير مركز الذكاء الاصطناعي بجامعة شيفيلد والباحث الرئيسي للدراسة:"أثبتت الدراسة أن حتى أصغر الأدمغة يمكنها استخدام الحركة لفهم العالم من حولها. وهذا يوضح أن نظامًا صغيرًا وفعالًا، ناتج عن ملايين السنين من التطور، قادر على القيام بحسابات أعقد مما كنا نظن"
قال الدكتور هادي مابودي، الباحث الرئيسي في جامعة شيفيلد": في دراستنا السابقة، اكتشفنا أنالنحل يستخدم طريقة ذكية لمسح البيئة لحل الألغاز البصرية، لكن ذلك بين لنا فقط ما يفعله. في هذه الدراسة أردنا فهم كيف يفعل ذلك. "
ويبين نموذج دماغ النحل، وفق ما نشر موقع دايلي ساينس، أن دماغه يعالج المعلومات البصرية من خلال حركته في البيئة، مما يوضح أن الذكاء يأتي من تعاون الدماغ والجسم مع المحيط.
وأضاف تعلمنا أن النحل، رغم صغر حجم دماغه ، لا يكتفي برصد العالم، بل يساهم في تشكيله بحركته. إنه مثال واضح على كيف يمكن للفعل والإدراك معًا حل مشكلات معقدة باستخدام موارد محدودة، وهو أمر مهم لكل من علم الأحياء والذكاء الاصطناعي"، وفقا لموقع جامعة شيفيلد.
تحرير:ع.ج.م
رقائق إلكترونية للكشف عن حياة النحل وأسباب نفوقه
قام خبراء أستراليون بتزويد آلاف النحلات برقائق دقيقة إلكترونية لمعرفة أسلوب حياة هذه الحشرات، وذلك من أجل الحفاظ عليها من الانقراض، وخاصة بعدما انخفضت أعداد النحل في العالم بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة.
صورة من: CSIRO
تحمل هذه النحلة رقاقة إلكترونية صغيرة على ظهرها لا يتجاوز حجمها 2.5 ميلليمتر ويبلغ وزنها 5.4 ميلليغرام. أعدت الرقائق بهذا الحجم الصغير حتى لا تؤثر على حياة وتحليق النحلة، إذ يقارب وزنها وزن حبوب اللقاح التي تجمعها النحلة، كما يشير غاري فيت من هيئة الأبحاث الأسترالية الحكومية.
صورة من: CSIRO
تم تزويد نحو 10 آلاف نحلة عسل أوروبية بالرقائق الإلكترونية من قبل المشروع في ولاية تاسمانيا الأسترالية. وعمل الخبراء على تخدير النحل لفترة قصيرة قبل وضع الرقائق على ظهرها. وهناك مشروع مشابه لهذا المشروع مع حيوانات وحشرات أخرى بدأ في البرازيل. وفي سيدني وكانبيرا ستبدأ مشاريع أخرى مشابهة.
صورة من: CSIRO
سيساعد المشروع الخبراء على التعرف على كيفية حياة النحل وتوثيقها. ويمكن التعرف مثلاً على كمية الغذاء التي يحتاجها النحل وفترات تناوله الطعام وطولها. كما يمكنهم التعرف أيضاً على أسباب اختيار النحل لجمع حبوب اللقاح أو جمع الطعام.
صورة من: CSIRO
يسعى خبراء البيئة حول العالم من خلال هذه المشاريع الرائدة إلى بحث أسباب نفوق النحل. ويمكن للخبراء معرفة كيفية تجاوب النحل مع المؤثرات في الحياة، ومن ثم إيجاد حلول لها، كما يقول الباحث غاري فيت.
صورة من: CSIRO
انخفض تعداد النحل في العالم بصورة كبيرة. ويعتقد أن السبب الرئيسي لذلك يعود إلى حيوانات "فارو المدمرة"، التي تقتات على النحل وتقتله، بالإضافة إلى المبيدات الحشرية.
صورة من: CSIRO
نفوق النحل في العالم له أضرار كبيرة على الطبيعة، إذ يعمل النحل على تلقيح 70 في المائة من الزهور. كما تعتمد بعض الفواكه، كالتفاح والعنب والتوت، إلى تلقيح خلطي بواسطة الحشرات مثل النحل.