لماذا لم يعد مانشستر سيتي متشبثاً بالاحتفاظ بنجمه ساني؟
عادل الشروعات
٨ أغسطس ٢٠١٩
في الأسابيع الأخيرة جرى الحديث بقوة حول انتقال ليروي ساني من نجم مانشستر سيتي إلى نادي بايرن ميونيخ. فما الذي يدفع النادي الإنجليزي للتخلي عن لاعب موهوب في مقتبل العمر، ولديه عقد مع النادي يمتد إلى غاية 2021؟
إعلان
تكاد وسائل الإعلام، سواء الألمانية منها أو الإنجليزية، تجزم بأن صفقة انتقال الدولي الألماني ليروي ساني من نادي مانشستر سيتي إلى نادي بايرن ميونيخ شبه منتهية، خاصة بعد تلميح لاعب خط وسط النادي البافاري ليون غوريتسكا القريب من ساني، بحكم لعبهما معا في صفوف شالكه سابقا، بالقول: "إن تشكيلة الفريق ستعزز بكل تأكيد بلاعبين جدد قبل بداية الموسم". غير أن غوريتسكا تهرب من الجواب عندما سٌئل بشكل مباشر عن قدوم ساني.
غير أن ساني تعرض لإصابة الأحد الماضي في مواجهة ليفربول على "درع المجتمع" ويقال الآن إنها "إصابة خطيرة ستبعده عن الملاعب عدة شهور". ولذلك فإن الصحفي ديفيد كوفرديل بموقع "ذا صن" البريطاني كتب على صحفته بتويتر إن "الصفقة قد توقفت حتما بسبب إصابة اللاعب".
غوارديولا وراء قرار بيع ساني؟
والسؤال الأكثر أهمية، والذي يطرحه كثيرون هو: لماذا يريد نادي مانشستر سيتي بيع ساني الذي ساهم بشكل كبير في تحقيق ثلاثة ألقاب لفريقه خلال الموسم الماضي؟ خاصة وأن عقده يمتد إلى غاية 2021، مما لا يطرح مشكلة انتقاله إلى نادٍ آخر في صفقة انتقال حر.
كثيرون من المراقبين يرون أن المدير الفني للفريق الإنجليزي بيب غوارديولا هو من يقف خلف تغيير إدارة مانشستر سيتي لقناعتها بالاحتفاظ بساني. فغوارديولا يقول: "أنا بحاجة إلى العمل مع لاعبين سعداء، أما المتذمرين فيمكنهم الرحيل". وساني لم يكن سعيداً بوضعه خلال الموسم الماضي لأنه لم يكن ضمن التشكيلة الأساسية في العديد من المباريات.
تعتمد فلسفة غوارديولا على اللعب الهجومي والسيطرة من خلال الاحتفاظ بالكرة لإتعاب الخصم وتضييق الخناق عليه من خلال ممارسة ضغط متواصل على حامل الكرة. وهو الأمر الذي يتطلب انضباطاً تكتيكياً من طرف جميع اللاعبين. ويبدو أن غوارديولا يرى عدة نقائص لدى ساني في هذا المجال.
وكان غوارديولا قد انتقد ساني بشكل علني بعد نهاية إحدى المباريات الودية التي أجراها فريقه مانشستر سيتي في تموز/ يوليو الماضي استعدادا للموسم القادم عندما سُئل عن سبب الاحتفاظ بساني على دكة البدلاء. وجاء جواب غوارديولا، الذي سبق وصرح بأن ساني هو "أفضل جناح في العالم"، كالتالي: "على ليروي أن ينتبه إلى الأساسيات عند اللعب بدون كرة".
أولي هونيس..4 عقود في هندسة نجاحات بايرن ميونيخ
منذ 40 عاما يعمل أولي هونيس في خدمة بايرن ميونيخ. رئيس النادي البافاري برع في إدارة الفريق وقاده إلى اعتلاء منصات التتويج والهيمنة على الكرة الألمانية طويلاً. ملف صور يعرفك أكثر من شخصية هونيس متعددة الأوجه.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
أصغر مدير في تاريخ "البوندسليغا"
اعتزل أولي هونيس عالم الساحرة المستديرة بعمر لم يتجاوز السابعة وعشرين سنة، وذلك بسبب إصابة قوية في الركبة. وفاز أولي هونيس كلاعب بكأس العالم سنة 1974 مع منتخب ألمانيا الغربية. وأصبح هونيس أصغر مدير للنادي في تاريخ البوندسليغا، حيث عينه رئيس بايرن ميونيخ آنذاك ويلي هوفمان في ذلك المنصب المهم في الفريق.
صورة من: picture-alliance/S. Simon
موهبة إدارية منذ الصغر
حتى أثناء فترة لعبه فوق المستطيل الأخضر، أثبت أولي هونيس موهبته الإدارية، فقد ساهم سنة 1978 في حصول بايرن ميونيخ على اتفاقية رعاية مع شركة في مسقط رأسه مدينة أولم، التي تقع في ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Bajzat
أول صفقة كبيرة
عندما تولى أولي هونيس منصب مدير نادي بايرن ميونيخ، كان يتحتم على النادي دفع ديون بلغت قيمتها سبعة ملايين مارك ألماني (العملة آنذاك). وقال هونيس عن تلك المرحلة "الشيء الأهم كان هو جعل بايرن ميونيخ بلا ديون". وانتعشت خزائن النادي البافاري بمبلغ 11 مليون مارك بعدما نجح أولي هونيس في بيع النجم كارل هاينز رومينيغه، ما ساعد مدير بايرن ميونيخ في تسديد ديون الفريق كاملة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ansa
العدو اللدود ليميك
كان ويلي ليميك (يمين الصورة) عدو أولي هونيس اللدود، فقد أطلق ليمك، الذي كان يشغل منصب مدير فريق فيردر بريمن في منتصف فترة الثمانينيات عدة تصريحات قوية ضد هونيس على غرار "الغطرسة التي لا يمكن تجاوزها"، في حين رد عليه هونيس بـ "المُحرض".
صورة من: picture-alliance/dpa/Schilling
شجار مع داوم
من الأمور الحافلة أيضاً في مسيرة أولي هونيس هو شجاره مع مدرب فريق كولونيا كريستوف داوم، ففي برنامج رياضي كان يُذاع على القناة الألمانية الثانية، قال أولي هونيس وهو ينظر إلى ديكور الاستوديو "أنت تُبالغ في تقدير نفسك، يجب أن تنظر إلى فوق وترى أنّ هذه كرة وليست هالة". بينما رد عليه داوم قائلاً "حتى أصل إلى مقياس المبالغة (الذي تتحدث عنه)، يجب أن يكون عمري مائة سنة".
صورة من: picture-alliance/Alfred Harder
علاقة خاصة مع هاينكس
اعترف أولي هونيس أن "الانفصال المبكر عن يوب هاينكس سنة 1991 كان من أسوأ أخطائي". بيد أن هونيس استفاد من الخطأ، وتعاقد مع يوب هاينكس لتولي تدريب بايرن ميونيخ، حيث قاد المدرب الألماني الفريق البافاري إلى الفوز بعدة ألقاب. وتجمع أولي هونيس علاقة صداقة وثيقة مع يوب هاينكس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rauchensteiner
الثلاثية التاريخية
ستبقى سنة 2013 خالدة في ذهن أولي هونيس ومشجعي بايرن ميونيخ على حد سواء، إذ قاد المدرب يوب هاينكس الفريق البافاري إلى الفوز بثلاثية تاريخية: لقب الدوري الألماني لكرة القدم، كأس ألمانيا ومسابقة دوري أبطال أوروبا، التي فاز بها الفريق على حساب غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa
يساعد في أوقات الحاجة
يُقدم أولي هونيس يد المساعدة قدر استطاعته إلى من يحتاجها، فقد استفادت بعض الفرق الكروية من كرمه على غرار فريق سانت باولي ومنافسه التقليدي بوروسيا دورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa
متقلب المزاج
علاقة أولي هونيس مع الجماهير متناقضة نوعاً ما، ففي بعض الأحيان يُقدم نفسه كواحد من القريبين من الجماهير (انظر الصورة)، ويُوزع عليهم النقانق. في حين يصيبه الغضب في أوقات آخرى ويُعبر عن ذلك علنية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/F. Hoermann
دموع أثناء أزمة التهرب الضريبي
في الاجتماع السنوي العام سنة 2013 لم يشعر أولي هونيس بالخجل من ذرف دموعه أمام الملأ، ففي تلك الفترة كانت التحقيقات جارية مع هونيس بسبب قضية التهرب الضريبي التي تورط فيها، ما دفعه إلى الاستقالة من رئاسة بايرن ميونيخ.
صورة من: Reuters
ثلاث سنوات ونصف في السجن
سنة 2014 أُدين أولي هونيس بتهمة التهرب الضريبي (28.5 مليون يورو)، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف. وقرر هونيس عدم استئناف قرار المحكمة ودخل السجن، وأمضى فيه نصف العقوبة وخرج سنه 2016. وفي نفس السنة أيضاً، أصبح هونيس مرة أخرى رئيساً لبايرن ميونيخ.
صورة من: Reuters
آراء متباينة
منذ سنوات، يُشكل أولي هونيس مع الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه رئاسة مزدوجة. ولا يُعبر الشخصان دائماً عن رأي مُوحد، فمثلاً يُعبر هونيس عن دعمه الواضح لمدرب الفريق نيكو كوفاتش، بينما يُوجه رومينيغه انتقادات علنية إلى المدرب الكرواتي الشاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
وقت أكثر لسوزان
استطاع أولي هونيس تحويل بايرن ميونيخ إلى علامة تجارية عالمية. هكذا لخص المدرب الألماني يوب هاينكس فترة إشراف هونيس على النادي البافاري. وأعلن هونيس في وقت سابق أنه سيرحل على النادي خلال سنتين أو ثلاثة سنوات على أقصى تقدير، حيث سيكون بمقدرته قضاء كثير من الوقت مع زوجته سوزان، التي يرتبط بها منذ سنة 1973.
صورة من: picture-alliance/nordphoto/Straubmeier
مُحب للغولف
تُعد ممارسة الغولف من الهوايات المُفضلة لرئيس بايرن ميونيخ أولي هونيس، الذي يقول عن هذه الهواية "أعتقد أن لاعبي كرة القدم بمقدورهم أن يكونوا لاعبي غولف من الطراز الجيد"، وأضاف: "أولاً، جميعهم رياضيون للغاية. وثانيا لديهم شعور معين بلمس الكرة، ما يعني أن لديهم ميزة ضرب الكرة دون الحاجة للقيام بتمارين كثيرة". إعداد: شتيفن نيستلر/ر.م