لماذا منع الاتحاد الأوروبي استخدام الألوان في الوشم؟
٤ أبريل ٢٠٢٢
الوشم على الجسد بات موضة محببة للكثيرين حول العالم، لكن لأسباب صحية أصدر الاتحاد الأوروبي قانونا يمنع استخدام الكثير من المواد الداخلة في تركيببة الوشم، الأمر الذي أثار انتقادات محترفي الوشم وزبائنهم على حد سواء.
إعلان
تحول الوشم في الأعوام الأخيرة إلى موضة تنتشر في الكثير من البلدان خاصة الغربية منها، حيث يتفنن محترفو هذه المهنة في رسم أشكال مختلفة على أجساد زبائنهم تحمل معاني أو رسائل مختلفة. لكن يبدو أن المجال لن يعود واسعا أمام عشاق فن الوشم والسبب إصدار قانون أوروبي بهذا الخصوص.
ويقضي هذا القانون بحظر 4000 مكون كيميائي يدخل في إنتاج الألوان المستخدمة في الوشم، مما يعني منع بيع واستخدام تقريبا جميع ألوان الوشم في بلدان الاتحاد ابتداء من بداية هذا العام.
وكبديل عن تلك الألوان المحظورة قام العديد من المصنعين الأمريكيين بطرح ألوان في السوق الأوروبية تتوافق مع القانون الجديد. لكن ذلك ليس حلا ناجعا لتعويض محترفي الوشم في أوروبا عن الأثار السلبية للقانون الأوروبي على تجارتهم، يقول أولاف لوب من جمعية "فن الوشم"، ويضيف بهذا الخصوص "العديد من العملاء أصبحوا يشككون فيما إذا كانت وشومهم ستستمر لفترة طويلة".
ويشتكي الكثير من أصحاب صالونات الوشم في ألمانيا والتي يقدر عددها بـ 7000 صالون من أسعار وقلة الألوان البديلة التي تتماشى مع القانون الأوروبي الجديد. وحسب أولي ويتمان من معهد تاريخ الوشم الألماني فإن "لائحة الاتحاد الأوروبي تقيد بشدة الحرية الفنية لفناني الوشم وزبائنهم. ويبدو الأمر كما لو أنه لم يُسمح للدهانين إلا باستخدام لون صباغة واحد".
لكن رغم هذا المنع فإن صناعة الوشم ستحتفظ بشعبيتها المعهودة خاصة وأن الوشوم ذات الأشكال السوداء والرمادية كمثل التي يحملها لاعبي كرة القدم على أذرعهم أصبحت تشكل توجها في موضة الوشم ولا تحتاج لألوان، وفق في موقع شبكة التحرير الألمانية (RND).
مخاوف صحية
وبينما لم تعد بعض المجتمعات تنظر إلى الوشم بأنه شيء غريب ولم يعد أصحابه يعانون من التمييز في سوق العمل. لا يزال الوشم مرفوضًا في اليابان حتى يومنا هذا وغالبًا ما يجد أصحاب الوشوم صعوبة في العثور على وظيفة، كما أنه لا يُسمح لهم أحيانًا بدخول حمامات السباحة أو صالات اللياقة البدنية. وغالبًا ما يتم ربط الوشوم الظاهرة على الجسد بمنظمة مافيا Yakuza، والتي يعبر المنتمون إليه بولائهم لها من خلال الوشم الذي يغطي كامل الجسم.
وأيضا بسبب المخاطر الصحية المحتملة لم يكن الوشم يحظى بسمعة جيدة في الكثير من الأماكن. فحسب الباحث فيتمان فقد تم حظر الوشم في مدينة نيويورك بين عامي 1961 و1997، بسبب مخاوف من التهاب الكبد C ومرض الإيدز. وفي ألمانيا أيضًا، تشير مراكز حماية المستهلك إلى أن سوء النظافة في صالونات الوشم يمكن أن تؤدي إلى إصابات خطيرة مثل فيروس نقص المناعة أو التهاب الكبد.
لكن رغم كل ذلك يبقى القانون الأوروبي الجديد الذي يمنع استخدام الكثير من الألوان في الوشم محل ريبة بين محترفي الوشم على غرار أولاف لوب الذي يقول "أنتقد بشدة القانون الصادر عن الاتحاد الأوروبي لأنه لا يوجد دليل علمي على أن تلك الألوان ضارة بالصحة".
هـ.د/خ.س
كريستيان فارليش.. "ملك الوشم" في ألمانيا
يعتبر عراب الوشم في ألمانيا..إنه كريستيان فارليش الذي لا تزال الوشوم التي صممها تلهم الكثيرين في مختلف أنحاء العالم. متحف هامبورغ للتاريخ ييرز ذلك من خلال عرض لأبرز أعمال فارليش تحت اسم "ملك الأوشام".
صورة من: Christoph Irrgang
البيرة والوشم
في عام 1919، افتتح كريستيان فارليش حانة في حي سانت باولي في هامبورغ، المكان الذي كان يقصده البحارة لقضاء وقت ممتع أثناء إقامتهم في المدينة البحرية. خصص فارليش مساحة منفصلة في حانته للوشم. وفي الصورة يظهر فارليش مع الزبائن وهم يبحثوت في كتابه المصور الشهير، عن الوشوم التي تناسبهم.
صورة من: SHMH/Erich Anders
عبر المحيط الأطلسي
ولد فارليش في عام 1890، وغادر منزل العائلة في سن الرابعة عشرة. عمل لأول مرة كعامل فحم على متن البواخر في أوائل القرن العشرين. ومن المرجح أنه كان على تواصل مع فنانين آخرين من رواد الوشم في الولايات المتحدة، مثل تشارلي فاغنر، وتأثر بأعمالهم. الصورة تظهر بعضاً من أعماله الشهيرة.
صورة من: Christoph Irrgang
ملك الوشم
يُعتقد أن فارليش كان فنان الوشم الأول الذي استخدم آلة وشم كهربائية في ألمانيا. ومن خلال هذه الأداة، التي صممها صاموئيل أورايلي في عام 1891 وحازت على براءة اختراع، تمكن فارليش من تقديم تصاميم احترافية في الوشم. ليلقب بـ"ملك الوشم". في السابق، كان الوشم يتم في الأماكن العامة أو في الحدائق العامة باستخدام إبر متصلة بعصي خشبية.
صورة من: SHMH
تصاميم خالدة
من الفراشات إلى الخناجر والجماجم، لا يزال الناس يحصلون على وشم مستوحى من أعمال فارليش، سواء أدركوا ذلك أو لا. على إنستغرام، يُظهر هاشتاغ #InspiredByWarlich بعضاً من تصاميمه الفنية التي تحظى بشعبية حتى الآن. استندت رسوماته على أفكار وزخارف تقليدية، كما تأثر بثقافة البوب الأمريكية والفن الأوروبي، حيث ابتكر على سبيل المثال تصاميم مستلهمة من أعمال بوتيتشيلي أو دورر.
صورة من: Christoph Irrgang
لا للوشم على الوجه
قال فارليش إنه يقوم بوشم مختلف أنواع الرسومات وعلى أي جزء من الجسم. ومع ذلك، كان قد أدلى بشهادته في المحكمة في عام 1951 في قضية بشأن وشم أفعى على وجه رجل، قائلاً بأنه ينبغي على رسام الوشم المحترم ألا يوشم على الوجه.
صورة من: SHMH
فن قديم
عاد الكابتن جيمس كوك من جنوب المحيط الهادي في سبعينيات القرن العشرين بكلمة "تاتو" وشم، لكنه لم يكن الشخص الذي جلب هذه الممارسة إلى العالم الغربي. فقد تم العثور على الوشم على مومياء أوتزي بعمر 5300 عام، كما حصل حجاج القرن السابع عشر على وشم صليب. وفي أزمنة سابقة كان الوشم رفاهية تحصل عليها الطبقة العليا، من الملك إدوارد السابع إلى الإمبراطورة السيسي.
صورة من: SHMH
رمز البحارة
العلاقة بين الوشم والبحارة كانت قد ازدادت بعد رحلات الكابتن كوك. كانت سيسي، إمبراطورة النمسا (1837-1898)، تحمل وشماً لمرساة على ذراعها وهي في سن الـ 51 عاماً أثناء سفرها حول العالم. كان فن الجسد وسيلة للبحارة لتسجيل رحلاتهم أو إظهار انتمائهم لمجموعة ما. كانت العديد من التصاميم رمزية أو مرتبطة بالخرافات.
صورة من: SHMH
فنان محترف
على عكس العديد من الفنانين في ذلك الوقت، قام كريستيان فارليش بتحديث تصاميمه بانتظام وإضافة المزيد من الرسومات إلى أعماله. قضى فارليش، الذي توفي عام 1964، أكثر من 40 عاماً في العمل كرسام وشم. إذ قام بالوشم على جسد أكثر من 50 ألف شخص، من ضمنهم الأمير أكسل والأمير فيغو من العائلة الملكية الدنماركية.
صورة من: SHMH
طبعة جديدة من تصاميم فارليش
بعد وفاة فارليش، بيع عقاره بما في ذلك كتاب تصاميمه الشهير إلى متحف تاريخ هامبورغ. طُبعت إصدارات مختلفة من الكتاب، غير أن جودة الصور لم تتناسب مع العمل الأصلي. مؤخراً، تم نشر كتاب جديد وحرر من قبل مؤرخ الفن وخبير أبحاث الوشم، أولي فيتمان.
صورة من: Prestel Verlag
أساطير الوشم
يستمر معرض "كريستيان فارليتش: "ملك الأوشام" في متحف هامبورغ للتاريخ حتى (25 أيار/ مايو 2020). مما يدل على تأثير فارليش المتين، ويسلط هذا المعرض الضوء على تاريخ المدينة مع الوشم، كما يضم أعمالاً لرواد آخرين من منطقة سان باولي، ويبرز أيضا ارتباط هامبورغ بالشبكة الدولية للوشم في تلك الحقبة. إليزابيث غرنيير/ ريم ضوا.