بدون الحشرات، ستكون معظم رفوف المتاجر فارغة وستكون هناك أزمة مواد غذائية في العالم. لأن أكثر من 80 بالمئة من النباتات الطبيعة يتم تلقيحها بواسطة الحشرات. وبدون البعوض، سنفتقد شيئا لذيذا، وللدبابير قوى خارقة.
إعلان
في عام 2018 أطلقت جمعية "اتحاد حماية الطبيعة/ نابو"، ووزارة البيئة في ولاية سكسونيا السفلى الألمانية، وسلسلة متاجر المواد الغذائية "بيني/ Penny" حملة مثيرة للإعجاب، حيث تمت إزالة جميع المنتجات التي لا يمكن أن توجد بدون الحشرات من رفوف أحد فروع متاجر (بيني)، فاختفى نصف المواد المعروضة. فمن بين 2500 منتج، كان 1500 منتج يعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على عمل الحشرات!
بدون الحشرات لا تفاح - ولا تلقيح للزهور!
تجمع الحشرات الملقِحة مثل النحل الطنان والنحل العادي والدبابير والذباب والخنافس وحتى البعوض، الرحيق وبعضها يجمع حبوب الطلع من الزهور، فعندما تحط هذه الحشرات على الزهور تلتصق حبوب الطلع/ التلقيح الذكري بأجسامها. وعندما تزحف أو تطير إلى الزهرة التالية، تنقل معها حبوب اللقاح إلى ما يُعرف بالندبة، وهي العضو التناسلي الأنثوي في الزهرة التالية. يتم تلقيح هذه الزهرة وبالتالي يمكن أن ينمو تفاح من هذه الزهرة.
بعض النباتات الغذائية تُلقح بواسطة الرياح، وأخرى مثل الحبوب تُلقح ذاتياً. لكن بالنسبة لحوالي ثلث إنتاج الغذاء العالمي، يُعتبر التلقيح النشط أمراً مهماً. وبالأرقام: تساهم الحشرات الملقِحة في تحقيق قيمة سوقية تصل إلى 500 مليار يورو سنويًا. وهذا يعادل تقريبًا الناتج المحلي الإجمالي لدولة بلجيكا لعام 2022. فإذا لم يكن هناك أي من الملقحات الطائرة والزاحفة على الإطلاق، فإن التقديرات تشير إلى أن المحاصيل العالمية ستنخفض بنسبة تصل إلى 90 بالمئة. وستكون إمداداتنا من البروتينات والفيتامينات أو الحديد معرضة لخطر كبير.
لماذا لا نحتاج فقط إلى نحل العسل
يلعب نحل العسل دورًا مهمًا في التلقيح. لكن دراسة علمية أظهرت أنه لا ينبغي أن نعتمد عليه وحده. سواء أكانت حبوب البن أو القرع أو الكرز - كلما زاد عدد النحل البري، مثل النحل الطنان وغيره، المشاركين في التلقيح، زاد المحصول. بمعنى آخر: إذا قامت 100 نحلة عسل بالإضافة إلى 50 نحلة برية بتلقيح الأزهار، فإن المحصول سيكون أكبر. أي أنه إذا قامت 100 نحلة عسل بالإضافة إلى 50 نحلة برية بتلقيح الأزهار، فإنها تكون أكثر فعالية بكثير مما لو قامت 150 نحلة عسل فقط بالتلقيح.
دراسة تحليلية شملت 39 دراسة دولية، أوضحت المزيد من النتائج، حيث ظهر أن ما بين 25 و50 بالمئة من زيارات الأزهار لا يقوم بها النحل، بل حشرات أخرى مثل الذباب والخنافس والنمل والعث والفراشات. وتؤكد دراسة أخرى أجرتها جامعة ميونيخ التقنية على أهمية تلك الملقحات "غير النحل".
الدبابير تساعد في مكافحة الآفات وربما السرطان!
لا صيف بدون دبابير مزعجة، فسواء أكان آيس كريم أو لحم، لا شيء في مأمن منها، ولدغة الدبور مؤلمة. لكن رغم أننا نلعن هذه الحشرات المزعجة غالباً، إلا أنها مهمة جداً لنا. ولهذا السبب تخضع للحماية في دول مثل ألمانيا.
تتغذى الدبابير التي تشمل أيضًا الزنابير الكبيرة، بشكل أساسي على العصائر السكرية من النباتات والزهور، وهذا يفسر حبها للحلويات. وفي الوقت نفسه، تلقح الدبابير أنواعًا أخرى من الزهور على عكس النحل. ويحتاج صغار الدبابير إلى البروتين الحيواني وتتم تغذيتهم بالحشرات الصغيرة مثل اليرقات - وهذا يفسر اهتمامها باللحم وغيره.
إذا لم تأكل الدبابير الحشرات الصغيرة، فسيكون هناك الكثير من الآفات الحشرية ومثلها التي تنقل الأمراض. تُقدّر قيمة "عمل الدبابير"، أي مساهمتها في الأنظمة البيئية بحوالي 417 مليار دولار أمريكي سنويًا. يمكن أيضًا استخدام سم الدبابير في الطب، لأنه فعال ضد البكتيريا والفطريات والخمائر المختلفة. وقد يساعد سم نوع معين من دبابير الحقول حتى في مكافحة سرطان الكبد!
لكن لماذا الناموس مفيد أيضا؟
الناموس يمكن أن يكون مزعجًا، أليس كذلك؟ خطأ. يجب أن نقول: "الناموس الذي يلدعنا نحن البشر يمكن أن يكون مزعجا." ولكن هذه هي فقط البعوضة، أي مجرد نوع واحد من الناموس. فقط في ألمانيا، هناك 28 نوع مختلف من الناموس.
حتى البعوضة تتغذى أساسًا على الرحيق وعصائر النباتات. وهي أيضا تلقح النباتات أثناء زيارتها للأزهار. تحتاج إناث البعوض فقط إلى دمنا، حيث إن البروتينات مهمة لها لكي ينضج بيضها. نعم يمكن أن تنقل البعوضة أمراضًا خطيرة، ولكنها أيضًا مصدر غذاء مهم للحيوانات الأخرى، مثل الطيور أو الأسماك. بدون الناموس، سيكون هناك أيضًا عدد أقل من سمك السلمون المدخن.
وبدون البعوضة، لا توجد شوكولاتة ولا بودينغ الشوكولاتة ولا ألواح الشوكولاتة، ذلك لأنه لن يكون هناك تقريبًا أي كاكاو. فالناموس الصغير جدًا هو الذي يتغذى بشكل رئيسي على الأزهار الصغيرة جدًا لنبتة الكاكاو. وبالتالي فبدون هذا النوع من الناموس ستكون رفوف الشوكولاتة في السوبر ماركت فارغة تمامًا.
أعده للعربية: محمد المزياني
اليوم العالمي للحياة البرية - حيوانات مهددة بالانقراض في ألمانيا
في اليوم العالمي للحياة البرية (الثالث من مارس/ آذار)، لا يمكن التوقف عن التحذير بشأن مصير بعض الحيوانات المهددة بالانقراض، فرغم أن بعضها يجد من جديد مكانا له في ألمانيا، إلا أن الحصيلة تبقى سلبية.
صورة من: Uwe Anspach/dpa/picture alliance
اختفت من المستنقعات
سلحفاة المستنقعات الأوروبية هي النوع الوحيد من السلاحف الذي يوجد في ألمانيا. لكن مجاري الأنهار التي يطرأ عليها تغييرات والنشاط الزراعي المكثف وتدمير الأماكن التي يمكن للسلاحف أن تضع فيها بيضها أدت إلى اختفاء هذا النوع من السلاحف تقريبا. ومن المفترض أن تتمكن مشاريع إعادة التوطين من انقاذ هذه السلاحف وإبقائها على قيد الحياة.
صورة من: W. Willner/blickwinkel/picture alliance
الكفاح من أجل البقاء
قبل 60 عاما كان دجاج الطيهوج الأسود منتشرا في أجزاء كبيرة من شمال ألمانيا. لكن تجفيف المياه والنشاط الزراعي في الأراضي السبخية دمرت مجال حياته ومجال حياة كثير من الأنواع الحيوانية الأخرى. واليوم يُعتبر حدثا مثيرا مشاهدة طيهوج أسود في إحدى المحميات الخاصة بالطيور.
صورة من: imageBROKER/picture alliance
من وباء مدمر إلى مهدد بالانقراض
إنه يدمر محاصيل المزارعين، ويُعتبر وباءً. هكذا كانت سمعة "هامستر الحقول" (فأر الحقول) حتى سبعينيات القرن الماضي. أما الآن فيعد عاشق الحبوب من أكثر الثدييات المهددة بالانقراض في ألمانيا. فالميكنة الزراعية والحصول على عدة محاصيل في السنة الواحدة وكذلك الحرث السريع للأراضي كلها دمرت مجال حياة هذا الحيوان الصغير.
صورة من: Uwe Anspach/dpa/picture alliance
ملقحات مهددة
والنحل هو أيضا مهدد ـ لاسيما النحل البري الذي لا يعيش منظما في مستعمرات وخلايا نحل. والنحل هو الآخر ضحية للنشاط الزراعي الاصطناعي. فتدمير حقول الزهور البرية والاستعمال المفرط للمبيدات أدى إلى تراجع أعداد النحل، الأمر الذي له عواقب وخيمة على النظام البيئي.
صورة من: Roman Zurbrügg/Shotshop/picture alliance
الطيران ليلا في الغابة
إن القضاء على حياة الحشرات يهدد أيضا أعداءها مثل الخفاش "طويل الأذنين عابس الوجه" المسمى بـ"Western barbastelle" والذي يعيش في الغابة وحولها، مثله مثل العديد من أنواع الخفافيش الأخرى. لكن أعداد الخفاش "عابس الوجه" تراجعت بسبب شق الطرق التي تقطع الغابات وتراجع أعداد الأشجار الميتة أو القديمة، التي كانت ملجأ له يسعى فيها على رعاية النشأ.
صورة من: imageBROKER/picture alliance
المنك الأوروبي ضحية المنك الأمريكي
اعتُبر المنك الأوروبي منقرضا من ألمانيا منذ عشرينيات القرن الماضي. وقد أثر على وجوده أيضا المنك الأمريكي، الذي فر من مزارعه في أوروبا وأثبت أنه أكثر قدرة على التكيف من قريبه الأوروبي. كما أن تجار الفراء قاموا باصطياد المنك الأوروبي. وهناك ثلاثة مشاريع ألمانية لإعادة توطين المنك الأوروبي أظهرت نجاحات أولية.
صورة من: S. Meyers/blickwinkel/Fischotter
القندس الأوروبي (ثعلب الأسماك)
عمليات اصطياد القندس الأوروبي (ثعلب الأسماك)، ذي الفراء المعروف، أوصلته إلى حد الانقراض تقريبًا. وتعيش مجموعات صغيرة منه الآن فقط على حافة الغابة البافارية. وهناك، تتزايد أعداد الحيوانات البرية، المحمية بشكل صارم، مرة أخرى في بعض الأماكن. ومع ذلك، هناك بالفعل نقاش حول صيده، لأن "القندس الأوروبي" يدمر أيضا مزارع الأسماك.
صورة من: imageBROKER/picture alliance
عودة الذئب
في هدوء وسرية استوطن الذئب مجددا ألمانيا. وفي الحقيقة كان يُعتبر منذ منتصف القرن التاسع عشر منقرضا. وهذا الحيوان خجول لحد ما، لكنه قادر على التكيف في كل مكان يتركه له الإنسان. ومنذ 1990 يحظى الذئب بالحماية ويوجد حاليا في ألمانيا نحو 160 قطيعا من الذئاب. لكن الجدل يحتدم مجددا حول الترخيص باصطياده.
صورة من: Bernd Weißbrod/dpa/picture alliance
الوشق - صياد خجول
القط البري "الوشق" عاش نفس مصير الذئب والدب: فالصيادون عملوا على إبادته في القرن الـ 19 في الغابات الألمانية. كما أن المجال الحيوي تقلص بالنسبة إلى هذا الحيوان الخجول، الذي يصيد ليلا. لكن المحميات الطبيعية ومشاريع إعادة التوطين أعادت نحو 100 وشق إلى البلادز وهذا عدد قليل جدا للتمكن من ضمان مجموعات مستقرة.
صورة من: Florian Launette & Mégane Chêne/MAXPPP/picture alliance
ليس هناك مخبأ للزغبة البلوطية
الزغبة البلوطية، حيوان عام 2023، يوجد في الأصل في أماكن واسعة في أوروبا، لكن أعداده تتراجع بقوة لاسيما في مجال حياته الطبيعي، الغابة. ويعود ذلك ربما لتراجع فرص الاختباء والأكل إضافة إلى انتشار السموم في البيئة مثل تلك الناجمة عن المبيدات الحشرية.
صورة من: Senckenberg Gesellschaft/dpa/picture alliance
اختفت من السواحل الألمانية
حتى بداية القرن العشرين، كانت سمكة الرقيطة الملساء منتشرة في الشواطئ الأوروبية. وفي جزيرة أمروم في بحر الشمال (بحر البلطيق) كان يجري غالبا اصطياد الآلاف من هذه السمكة المفضلة في الأكل عند حدوث الجزر. لكن معدل توالد سمك الرقيطة الملساء يعد بطيئا ونشاط الصيد دمر مجاله الحيوي ـ والنتيجة هي أن آخر سمكة من نوع الرقيطة الملساء شوهدت في المياه الألمانية عام 1963. إعداد: فلوريان ماير/ م.أ.ز/ ص.ش