هل فكرت في سبب بكاء البعض من الفرح، رغم أن البكاء شعور حزين؟ لماذا نقول لطفل لطيف وجميل إننا نريد أن "نعضّه" أو "نأكله"؟ هذه الأسئلة شغلت باحثة نفسية أمريكية، ووجدت لها إجابة في دراسة نُشرت مؤخراً.
إعلان
تعكف طبيبة نفسية في جامعة ييل الأمريكية المرموقة على دراسة ظاهرة "دموع الفرح"، وهي ظاهرة فريدة من نوعها، ذلك أن الإنسان يقوم بعمل شيء يناقض ما يشعر به، بحسب الباحثة النفسية.
وتقول الطبيبة أوريانا آراغون، التي تجري الدراسة، لموقع "فيلت" الألماني الإلكتروني، إنها تهتم بما يسمى بـ"التعابير المزدوجة"، والتي تقصد بها تلك التعبير عن المشاعر الإيجابية بطرق "محجوزة" للمشاعر السلبية، والتي تعتبر "دموع الفرح" أبرزها.
البكاء والدموع.. لغز يحير الأطباء
يلجأ الكثيرون للبكاء في لحظات كالغضب والخوف أوحتى أثناء فرحهم، وحتى الآن لم يتمكن الأطباء من إيجاد إجابة واضحة لأسباب البكاء، جولة مصورة للتعرف على بعض الحقائق الخاصة بالدموع.
صورة من: Reuters
دموع سببها البصل
يذرف المرء حوالي 100 لتر من الدموع في حياته، فعند تقطيع البصل أو دخول حبة غبار إلى العين تخرج الدموع، لإبعاد الأجسام الغريبة وحماية العين.
صورة من: Fotolia/xalanx
تركيبة غنية ومفيدة
وبالرغم من أن الدموع تبدو كالماء إلا أنها مزيج من الملح والجلوكوز والبروتين بالإضافة الى أنزيم يقضي على البكتيريا، ويمنع بروتين الليبوسالين من تكاثرَها.
صورة من: Fotolia/Chepko Danil
أسباب البكاء مجهولة
يلجأ المرء للبكاء عند الغضب والخوف وخيبة الأمل أو حتى عند الفرح. وحتى الآن لم يتمكن العلماء من إيجاد إجابة واضحة لأسباب لجوء الإنسان إلى البكاء.
صورة من: picture-alliance/ZB
البكاء يعطي شعورا بالراحة
بحسب إحدى النظريات، فإن البكاء يعطي شعورا بالراحة. إلا أن الأبحاث تظهر بأننا لانشعر بالضرورة بالراحة بعد البكاء. فنحن لا نشعر بالارتياح إلا بعد انتهاء سبب دموعنا. كما يسود أيضا اعتقاد بأن البكاء مريح للجسم، ولكن ذلك لم يثبت علميا.
صورة من: Fotolia/Kitty
وسيلة للتواصل
نظرية أخرى تقول إن البكاء قد يكون أيضا وسيلة للتواصل بشكل فعال مع البيئة المحيطة. فملامح الوجه الحزين مفهومة في جميع أنحاء العالم. وهو ما يولد لدى الآخر شعورا بالتعاطف وحب تقديم المساعدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
النساء يتفوقن على الرجال في البكاء
حتى سن الثالثة عشر يبكي الفتيان والفتيات بنفس القدر تقريبا، بعدها تتغير الصورة، إذ يبكي الرجال ستة إلى سبعة عشر مرة في السنة، في حين تبكي النساء ما بين ثلاثين وأربعة وستين مرة في السنة. كما يبكي الرجال بين دقيقتين وأربع دقائق، وتبكي النساء حوالي ست دقائق.
صورة من: Fotolia/Rido
هن الأسرع في البكاء
وتختلف أسباب البكاء بين الرجال والنساء. فالرجال غالبا ما يبكون بدافع التعاطف بينما تبكي النساء بسبب لوعة الحب. و يبدأن بالبكاء قبل الرجال، عند الشعور بعدم القدرة على تحقيق شيء ما.
عندما تكون الخسارة هي السبب
وحتى أبطال الرياضة يبكون عند الخسارة، وهو ما يدفع مشجعيهم للبكاء أيضا.
صورة من: Reuters
8 صورة1 | 8
وتوضح الدراسة التي قامت بها آراغون أن الإنسان يظهر هذه "التعابير المزدوجة" عندما تطغى عليه المشاعر – إيجابية كانت أم سلبية. وبعد نشر دراستها في مجلة "سيوكولوجيكال ساينس" الدورية الأمريكية، تضيف أوريانا آراغون أن عينة التجربة أظهرت أن بإمكانها السيطرة على مشاعرها بشكل أسرع عندما تدخل في مرحلة "التعابير المزدوجة".
وتستنتج الطبيبة النفسية من دراستها بأن "دموع الفرح"، على سبيل المثال، هي آلية لاشعورية يقوم الجسم باللجوء إليها في حالات الفرح أو السعادة المفرطة، وذلك من أجل إعادة التوازن إلى الحالة النفسية والشعورية للإنسان، وذلك من خلال تحفيز رد الفعل المضاد للسعادة، وهو، في هذه الحالة، ذرف الدموع.
نفس الشيء ينطبق على رؤية الأطفال الصغار والرضّع، والذين يعتبرهم الإنسان ظريفين لدرجة أنه يريد "عضّهم" أو "أكلهم"، وهو رد فعل – بحسب دراسة الباحث آراغون – يعكس بالضبط المشاعر المضادة للحب والمودة، أي العض والمهاجمة!