لماذا وضع الدوري الإنجليزي حدوداً لحركة الجلوس على نصف ركبة؟
٤ أغسطس ٢٠٢٢
قررت أندية الدوري الإنجليزي لكرة القدم وضع حد لعدد المرات التي سيتم فيها السماح بالجلوس على نصف ركبة قبل بدء المباريات كتعبير عن رفض العنصرية. برزت الحركة عام 2020 لدعم حركة "حياة السود مهمة" بعد مقتل جورج فلويد.
إعلان
لن تصبح حركة الجلوس على نصف ركبة قبل بدء مباريات الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم مسألة روتينية قبل كل مباراة، ولكن سيسمح بأداء تلك الإيماءة المناهضة للعنصرية في الملاعب خلال لحظات معينة أثناء الموسم.
التقى قادة أندية الدوري الانجليزي الأسبوع الماضي لمناقشة ما إذا كانوا سيستمرون في أداء تلك الحركة التي انطلقت في عام 2020 خلال إحدى مباريات الرجبي الأمريكي لدعم حركة "حياة السود مهمة Black Lives Matter"، والتي برزت بعد وفاة المواطن الأمريكي جورج فلويد في الولايات المتحدة على يد الشرطة.
وخلال الاجتماع تباينت الآراء، حيث تحدث بعض قادة الفرق نيابة عن زملائهم وأبدوا ملاحظاتهم بأن الإيماءة فقدت قوتها بل ربما أصبحت مثيرة للانقسام. وتحدث البعض عن أن الحركة أصبح لها دلالات سياسية، على الرغم من أنه قد تم توضيح الهدف منها للجميع وهو تسليط الضوء على الحاجة إلى مزيد من المساواة ونبذ التمييز العنصري، بحسب ما نشرت صحيفة الغادريان البريطانية.
والإيماءة مستوحاة من لاعب الوسط السابق كولين كايبرنيك نجم دوري كرة القدم الأمريكية NFL وغيره من الرياضيين الأمريكيين والذي تبعه عدد غير قليل من اللاعبين قاموا بالجلوس على نصف ركبة قبل المباريات أو أثناء عزف النشيد الوطني، ليتم تبني الحركة على نطاق واسع في البطولات والرياضات في أوروبا وأماكن أخرى.
واستمر لاعبو الدوري الإنجليزي الممتاز في أداء الحركة قبل كل مباراة، كما فعل اللاعبون الأمر نفسه في العديد من المباريات في بطولات دوري الدرجة الأدنى في إنجلترا.
جاء قرار تحديد عدد مرات أداء الحركة الاعتراضية بعد أن بدأ عدد من اللاعبين السود في رفض أدائها باعتبارها "لفتة فارغة" لن تسهم كثيراً في إحداث تغيير حقيقي.
فعلى سبيل المثال، توقف ويلفريد زاها لاعب نادي كريستال بالاس، الذي نشأ في إنجلترا لكنه يلعب مع منتخب ساحل العاج، عن أداء الحركة في أوائل عام 2021. وقال اللاعب إن الحركة الاحتجاجية "أصبحت جزءًا من روتين ما قبل المباراة"، وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
وفيما لم يتوصل قادة الفرق إلى توافق الأسبوع الماضي، إلا أنهم فعلوا ذلك في اجتماعهم الأخير، حيث اتفقت الأندية على أن يسمح بأداء تلك الحركة خلال الجولتين الأولى والأخيرة من المباريات، والجولات المخصصة لمناهضة العنصرية في أكتوبر ومارس، وعدد من المناسبات المحددة بهدف توصيل رسالة مفادها أن العنصرية وأي شكل من أشكال التمييز لا مكان له في كرة القدم أو المجتمع.
وقالت رابطة لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز: "قررنا اختيار لحظات مهمة لأداء الحركة خلال الموسم لتسليط الضوء على وحدتنا ضد جميع أشكال العنصرية، وبذلك نواصل إظهار التضامن من أجل قضية مشتركة. لا نزال ملتزمين بحزم بالقضاء على التحيز العنصري وإقامة مجتمع شامل يحترم الفرص المتكافئة للجميع ".
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة كيك ات آوت Kick It Out، توني بورنيت: "نحن ندعم اللاعبين في أي شيء يقررونه، لكننا نريد أن نتأكد من المضي قدمًا، بغض النظر عن أداء الحركة، إلا أننا ما زلنا نتحدث عن العنصرية، نتحدث حول الأسباب التي دفعت اللاعبين إلى القيام بتلك الحركة ، لأن هذه المشكلات لم تختف إلى الآن".
عماد حسن
ضحايا العنصرية في ملاعب الكرة – من إيتو إلى بالوتيلي
واقعة العنصرية التي شهدتها مباراة باشاك شهير وباريس سان جيرمان، أعادت للأذهان سلسلة طويلة من الأحداث العنصرية التي شهدها عالم الساحرة المستديرة. نستعرض معكم حالات شهيرة للعنصرية شهدتها ملاعب كرة القدم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/ANSA/S. Venezia
العنصرية من الحكم
في موقف غير مسبوق، توقفت مباراة باريس سان جيرمان وضيفه التركي باشاك شهير ضمن دوري أبطال أوروبا، عقب توجيه الحكم الرابع الروماني سباستيان كولتيسكو شتيمة عنصرية للكاميروني بيير ويبو، مساعد مدرب النادي التركي. الموقف حمل اللاعبين على مغادرة الملعب ورفض استنئاف المباراة. واقعة لقيت استهجانا أوروبيا وعالميا.
صورة من: Charles Platiau/REUTERS
دموع بالوتيلي
النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي، أحد أكثر اللاعبين تعرضا للعنصرية من المدرجات. كما حدث معه في هذا اللقاء ضمن الدوري المحلي بين ناديه بريشيا وفريق فيرونا. حيث قلد بعض جماهير فيرونا صيحات القردة، موجهين إهانات عنصرية ضده، ما تسبب بإطلاق حملة تضامن واسعة مع بالوتيلي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/ANSA/S. Venezia
داني ألفيس
البرازيلي داني ألفيس، الذي احترف لسنوات طويلة في صفوف برشلونة الإساني، تكررت الحوادث العنصرية ضده من مشجعي بعض الأندية في الدوري الإسباني، حيث تم إلقاء الموز عليه، إضافة إلى صيحات وإهانات أخرى. ولكن رد فعله كان تقشير الموز وتناوله، قبل أن يستأنف اللعب.
صورة من: picture alliance/DPPI Media/M. Blondeau
روبرتو كارلوس
رمي الموز استهدف أيضا النجم البرازيلي الشهير، وأحد أشهر من شغل مركز الظهير الأيسر في العالم، روبرتو كارلوس. كارلوس الذي عاش أوج شهرته في صفوف ريال مدريد الإسباني، احترف بعدها أيضا مع نادي أنجي محج قلعة الروسي. ومن اللقطات الشهيرة له كيف غادر الملعب، في 2011، ورفض استئناف اللعب، عقب رمي الموز عليه.
صورة من: picture-alliance/Pressefoto ULMER/M. Ulmer
صامويل إيتو
ومن أشهر الشخصيات التي مرت بمرارة العنصرية، ما تعرض له النجم الكاميروني صامويل إيتو، الذي مر بعدة محطات احترافية، لعل أبرزها مسيرته في برشلونة الإسباني، واضطر في أكثر من مرة إلى قطع اللعب وأصر على الخروج من المباريات، بسبب الهتافات العنصرية من جمهور الفريق الخصم.
صورة من: picture-alliance/empics/P. Serinelli
كاليدو كوليبالي يغادر الملعب
قائد المنتخب السنغالي كاليدو كوليبالي، والمحترف مع نادي نابولي الإيطالي، واجه في عام 2018، إهانات عنصرية من قبل بعض جماهير إنتر ميلان. ما خلق موجة تضامن واسعة مع اللاعب. شارك فيها البرتغالي رونالدو، وكذلك المصري محمد صلاح، الذي نشر حينها على تويتر صورة له مع كوليبالي، وعلق عليها بالقول: "لا للعنصرية في كرة القدم ولا في أي مكان".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Bruno
إيفرا وسواريز
الأورغوياني لويس سواريز لاعب ليفربول حينها في مواجهة الفرنسي إيفرا، قائد مانشستر يونايتد. المواجهة في أكتوبر/ تشرين الأول 2011. من أشهر اللقطات في الدوري الإنكليزي. سواريز رفض مصافحة إيفرا قبل المباراة. وخلال المباراة قال له: "لا تلمسني. أنا لا أتحدث مع شخص أسود". سواريز عوقب يومها بالإيقاف لثماني مباريات وبغرامة مالية.
صورة من: picture alliance/DPPI Media/S. Allaman
أنطونيو روديغر
مدافع المنتخب الألماني وتشيلسي الإنكليزي، أنطونيو روديغر، كتب على حسابه على تويتر: "إنه لأمر مؤسف أن العنصرية مازالت موجودة ونحن في عام 2019". اللاعب كتب ذلك عقب إهانته بشكل عنصري من بعض مشجعي توتنهام هوتسبر، في مباراة ضمن البريميرليغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA wire/N. Carson
في الملاعب الألمانية
الملاعب الألمانية، لم تسلم بدورها من مثل هكذا أحداث. ومنها مباراة في مسابقة كأس ألمانيا بين شالكه وهيرتا برلين، في فبراير/شباط 2020. مدافع هيرتا برلين والمنتخب الألماني الأولمبي، جوردان توروناريغا، وهو ألماني من أصل نيجيري، يتعرض للعنصرية من بعض مشجعي شالكه، الذين قلدوا صيحات القرود خلفه.
صورة من: picture-alliance/L. Perenyi
استقالات بالجملة
وحتى على صعيد المنتخبات كانت العنصرية حاضرة. خسارة ثقيلة لبلغاريا أمام إنكلترا، بسداسية، في 2019، ضمن تصفيات كأس الأمم الأوروبية، وانتهاء أمل بلغاريا بالتأهل. ولكن هذه لم تكن الفضيحة الأكبر. وإنما عنصرية بعض الجماهير ضد لاعبي المنتخب الإنكليزي، ومنهم رحيم سترلينغ (الصورة)، وأيضا إظهار ما يعرف بتحية هتلر النازية. الفضيحة أدت لاستقالة كل أعضاء الاتحاد البلغاري للعبة ومدرب المنتخب بلاكوف.
إعداد: ف.ي
صورة من: picture-alliance/dpa/MB Media Solutions Ltd.