لماذا يتزايد عدد المصابين بمشاكل الركبة حول العالم؟
١٨ أغسطس ٢٠١٩
في ضوء ارتفاع عدد المصابين حول العالم بمشاكل الركبة نتيجة لالتهاب الركبة التنكسي، توصلت دراسة علمية إلى أن الأمر لا يتعلق بوزن الشخص والتقدم في السن فقط، هناك عامل حاسم يتعلق بحياتنا العصرية، فما هو؟
إعلان
آلام الركبة
04:36
بعد أن كانت آلام مفصل الركبة من العوارض التي يعاني منها الرياضيون بشكل خاص جراء الإصابة خلال المنافسات الرياضية أو السقوط على أرض الملعب، باتت آلام الركبة شائعة بين أعداد متزايدة من الأشخاص في سن معتدلة. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال تضاعف عدد المصابين بما يُسمى بـ "التهاب مفصل الركبة التنكسي" عما كان عليه الحال في منتصف القرن العشرين، لكن في الوقت نفسه زاد متوسط العمر المتوقع بشكل كبير وكذلك متوسط الوزن.
ثقل الكيلوغرامات الزائدة لوزن الشخص والتقدم في السن، عاملان أساسيان في سرعة تآكل أكبر مفصل بجسم الإنسان. ونتيجة لالتهاب مفصل الركبة التنكسي يتصلب غضروف الركبة أو يموت تدريجياً، ما يتسبب بالتهاب الأنسجة المحيطة. كما يُصاب العظم بالهشاشة تحت طبقة الغضروف المتضائلة.
ومن أجل الوقوف على أسباب زيادة أعداد المصابين بالتهاب مفصل الركبة التنكسي أجرى علماء أمريكيون وفنلنديون دراسة علمية بهذا الشأن، فحصوا خلالها المئات من الهياكل العظمية والجماجم وقارنوها ببعضها البعض، كان بعضها يعود لصيادين وجامعي ثمار عاشوا قبل آلاف السنين. فيما يعود بعضها الآخر لأشخاص من القرنين التاسع عشر والعشرين وآخرين تُوفوا قبل فترة قصيرة نسبياً.
وكانت النتيجة أن التقدم في السن والبدانة ليسا السببين الرئيسيين للإصابة بالتهاب مفصل الركبة التنكسي، وإنما يرتبط الأمر في المقام الأول بكسلنا المتزايد الذي يلحق بعظامنا الأضرار التي لا يمكن تخيل فداحتها على مفصل الركبة بشكل خاص.
على الرغم من أن ركبة الإنسان كانت قد تطورت بمرور ملايين السنين بشكل ثوري بالنسبة لكائن حي يتحرك على الدوام. لكن نقص الحركة يؤدي إلى تراجع نمو الغضروف، كما ينقل موقع "جيو" الألماني.
ويسوء الأمر أكثر من عدم قيام الكثير من الأشخاص اليوم بتمارين خاصة لتسليح الركبة بالقوة اللازمة لمواجهة الأعباء اليومية. وأشارت الدراسة العلمية إلى أنه رغم عدم معرفة الأسباب الكاملة لتلف الركبة بعد، إلا أنه يمكن للكثير من الأشخاص الحد من خطر الإصابة بالتهاب مفصل الركبة من خلال ممارسة الرياضة بشكل معتدل وبمعدل منتظم.
ع.غ/ ع.ج.م
الكبد الدهني.. مخاطره وطرق الوقاية منه!
يعد الكبد من الأعضاء التي تدهش المختصين بعدد عملياته ووظائفه في الجسم، لكن العادات الغذائية السيئة والسمنة وقلة الحركة تعرقل هذه العمليات فيُصاب المرء بـ "الكبد الدهني"، فما هو؟ وكيف نتخلص منه؟
صورة من: Fotolia/ag visuel
معمل كيميائي يثير حيرة العلماء
في بطن كل إنسان معمل كيميائي عالي التخصص، يُدهش العلماء مراراً وتكراراً بعمله على إزالة السموم وإنتاج الهرمونات والمساعدة في هضم الدهون لإمداد الجسم بالعناصر الغذائية والتحكم بمستويات السكر في الدم. إنه الكبد الذي يعلّم حتى جهازنا المناعي على التمييز بين الصديق والعدو وبنحو 500 عملية استقلابية يحمي الكبد أعضاء الجسم ويضمن ديمومة عافيتها.
صورة من: dpa-infografik
عادات غذائية سيئة
لكن هذا العضو وبكل ما يمنحه لديمومة الحياة، يعاني ببطء، بسبب العادات الغذائية السيئة تتزايد أعداد المصابين بما يسميه الأطباء "الكبد الدهني" أو "تدهن الكبد". وتقول الإحصائيات إن كل ثالث شخص بالغ في الدول الصناعية المتقدمة يعاني من "الكبد الدهني غير الكحولي" المتأتي من التغذية الخاطئة وزيادة الوزن وقلة الحركة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Leonhardt
ما هي الأعراض؟
مرض الكبد الدهني من الأمراض الصامتة عموماً، ليست له أعراض، وخصوصاً في مراحله الأولى. ومع تقدم المرض يمكن أن تظهر بعض الأعراض مثل التعب وفقدان الشهية والضعف والغثيان وتأثر القدرة على اتخاذ القرارات ومشاكل التركيز. وفي حالات أخرى: أوجاع البطن، خصوصاً في الجانب الأيمن العلوي منه، وظهور بقع داكنة في بعض أماكن الجسم، خصوصاً على الرقبة ومنطقة تحت الإبطين.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
علاقة وثيقة بمرض السكري
ويتحدث الأطباء عن الـ "كبد الدهني" فقط عندما يخزن العضو أكثر من خمسة بالمائة من وزنه من الدهون. ويرتبط هذا المرض ارتباطاً وثيقاً بمقاومة الأنسولين ومرض السكري من النوع 2. وفي أسوأ الحالات يمكن أن يؤدي إلى تليف الكبد وسرطان الكبد.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/J. Tack
سيد التجديد
لا توجد أدوية تقلل من تراكم الدهون على الكبد، لكن الكبد نفسه هو سيد التجديد، كما تقول الدراسات العلمية، إذ يمكن له يتعافى تماماً حين يغير المصابون بهذا المرض نمط حياتهم في الوقت المناسب.
صورة من: picture-alliance/A.& H.-F.Michler/OKAPIA
هكذا يذوب دهن الكبد
العلاج الأكثر فعالية لمرض الكبد الدهني في مراحله البسيطة هو: فقدان الوزن. والقليل منه يأتي نتائج كبيرة، فإنقاص الوزن بنسبة 5 بالمئة فقط يمكن أن يكون كافياً لتقليل نسبة الدهون من 20 إلى 30 بالمئة، كما جاء في دراسة لمستشفى توبينغن التعليمي. وينصح الأطباء بـ "إنقاص الوزن المؤهل" المعتمد على تغيير غذائي طويل الأجل، يُستغنى فيه عن الفركتوز والكربوهيدرات والأحماض الدهنية المشبعة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Begsteiger
مرضى السكري
أما المرضى الذين يعانون من مرض السكري فيجب أن يُدعمون بأدوية السكر في الدم والتي تساعد أيضاً في إنقاص الوزن. عن ذلك يقول اختصاصي أمراض الكبد أندرياس فريتشه: "عندما يجتمع السكري والكبد الدهني، نفضل وصف أدوية انقاص الوزن مثل نظائر GLP-1 ومثبطات SGLT-2".
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Vennenbernd
المكسرات بدلا من الكعك.. والخضروات بدلا من الشوكولاتة الحلوة
بمجرد أن يصبح الكبد في صحة جيدة يستطيع هذا العضو المهم تنفيذ مهامه الأيضية مرة أخرى دون قيود، ما ينعكس على كافة أعضاء جسم الإنسان، فتتحسن حساسية الكبد للأنسولين وينخفض معدل السكر في الدم وتتراجع نسبة الدهون في الدم. ولتحقيق ذلك يجب جعل المكسرات بديلاً عن المعجنات والابتعاد عن كل ما يحتوي على معدلات عالية من السكر، مقابل تناول الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة منخفضة الدهون.