لماذا يتعرض المعاقون ذهنيا للعنف الجنسي أكثر من غيرهم؟
١٧ أكتوبر ٢٠٢٠
ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال والفتيان والفتيات المعاقين ذهنيا تعد من بين الظواهر المقلقة والأكثر فداحة. وزارة شؤون الأسرة الألمانية أجرت دراسة كشفت أسباب تعرض الأشخاص المعاقين ذهنيا للعنف الجنسي بشكل أكبر من غيرهم.
فكيف يمكننا أن نحمي الأشخاص الذين لا يستطيعون حماية أنفسهم من العنف الجنسي؟ وزارة شؤون الأسرة الألمانية أجرت دراسة قام المشرفون عليها بمقابلة أكثر من ألف وخمسمئة امرأة من مختلف الإعاقات الجسدية والذهنية بين عامي 2009 و2011، والنتيجة كانت كالتالي:
الفتيات والنساء ذوات الإعاقة عرضة على الأقل من مرتين إلى ثلاث مرات أكثر للعنف الجنسي مقارنة بالنساء الأخريات في المتوسط٬ حسبما جاء في موقع "شبيغل أونلاين".
وذكر الباحثون أن عدد الحالات غير المبلغ عنها مرتفع٬ حيث لا يمكن في الغالب التواصل مع المعرضات للعنف الجنسي بشكل خاص، بسبب إعاقتهن الذهنية الشديدة.
وفي حديث مع المصدر ذاته٬ قالت أم تعرضت ابنتاها التوأم لعنف جنسي إن الفتاتين تخجلان فقط من الغرباء. وأضافت: "ابنتي إلين على وجه الخصوص طفلة محبوبة٬ وإذا كانت تعرف شخصا ما جيدا وتحبه فإنها تحب أن تعانقه. لكن بسبب إعاقتها فهي ليست قادرة على تقييم هذا القرب كيفما كان". الأمر الذي جعلها ضحية اعتداء جنسي قام به سائق حافلة نقل الأطفال، الذي استغل براءة الفتاتين وطيبوبتهما.
ألمانيا: الاعتداء الجنسي على الأطفال
02:39
وهناك أسباب مختلفة تجعل الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية معرضين بشكل خاص للخطر وخصوصا العنف الجنسي. موقع مفوض وزارة شؤون الأسرة الألمانية لقضايا الاعتداء الجنسي على الأطفال ذكر النقاط كما يلي:
- غالبا ما يحتاج الفتيان والفتيات من ذوي الإعاقة إلى المساعدة والرعاية. يمكن أن يؤدي هذا إلى مواقف يستغلها الجناة.
- بما أن التجارب اليومية لهؤلاء الفتيان والفتيات ذوي الإعاقة تجعل آخرين يعتنون بهم وينظفونهم٬ فهذا يجعلهم لا يستطيعون تطوير شعور جسدي متوازن أو بالأحرى لا يعرفون أن "جسدي ملك لي".
- يتلقى العديد من الفتيان والفتيات ذوي الإعاقة معرفة غير كافية عن أجسادهم من آبائهم ومساعديهم الشيء الذي يستغله بعض الجناة.
- ينطلق الجناة من حقيقة أن الأطفال والفتيان والفتيات ذوي الإعاقات الذهنية لا يستطيعون على وجه الخصوص التعبير عن أنفسهم بوضوح كاف أو أن مصداقيتهم أكثر عرضة للتشكيك.
- بالإضافة إلى ذلك يستغل الجناة الحكم المسبق بأن لا أحد "سيهاجم" هؤلاء الفتيان والفتيات لأنهم ليسوا مُثُل الجمال المعتادة وبالتالي فهم أقل جاذبية.
صادقت كل دول العالم، عدا الولايات المتحدة، على إتفاقية "حقوق الأطفال". ماذا يعلم الأطفال حول حقوقهم؟ DW سألت أطفالاً من قارات مختلفة، فجاءت إجاباتهم كالتالي..
صورة من: picture-alliance/F. Gentsch
حق المعاملة باحترام
"على الأطفال يعلموا أن لهم الحق باللعب وأن يكونوا ما يريدون، أو يُعاملون باحترام. معاملتهم باحترام هي أهم حقوقهم".
تاليتا فيرناندا، 9 أعوام، مدينة اسو لويس/ البرازيل.
صورة من: Plan International Brazil
المساواة في الحقوق بين الأطفال
"هناك حقوق معينة للأطفال كحق التعلم الذي لا يجب الالتفاف عليه. وكذلك حق الحصول على وقت فراغ. للأطفال حق الحصول على العناية وألا يتعرضوا للضرب. اعتقد أن هذا الأمر يتم اهماله في بلدان العالم الثالث إلا أن الأطفال يملكون حقوقاً حول العالم". بيكا، 11 عاماً ، مدينة بون/ ألمانيا
صورة من: DW/I Wrede
حق التمتع بهوية
"لكل طفل الحق في الحصول على اسم وحق الرعاية من قبل والديه. أكثر حق يعجبني هو حق التعبير عن رأيي. هذا الحق أطالب به دائماً". خليب، 13 عاماً، كييف/ أوكرانيا
صورة من: DW/L. Rzheutska
طفل بحقوق كثيرة...
"لي الحق بالذهاب إلى الكنيسة والصلاة هناك. لي الحق باللعب مع أصدقائي. لي الحق بالدفاع عن نفسي في المدرسة. لي الحق بالحياة. لي الحق بالحصول على سقف أنام تحته، لي الحق بتناول الطعام. لي الحق بالتعليم. لي الحق بزيارة أسرتي".
نيال امواه، 10 أعوام أكرا/ غانا.
صورة من: DW/I. Kaledzi
الحق بأن تكون طفلاً..
"تعلمت أن لنا الحق بالتمتع بتعليم على أعلى المستوى والنوعية، وألا نُجبر على العمل مثل الكبار. لنا الحق في اللعب مع الأطفال الآخرين، من دون تمييز بيننا لأسباب عنصرية أو لاختلافات جنسية أو بسبب اختلاف بلون البشرة. للطفل حق، في أن يكون طفلاً". بريندا ماريا، 12 عاماً، تيرسينا/ البرازيل
صورة من: Privat
الحق في التعليم
"للأطفال حق التمتع بالتعليم وبتناول الطعام وشرب مياه نقية والحب من الآخرين والحماية. بالنسبة لي، الحق في التعليم هو الأهم، لأنني أريد أن أصبح سيدة متعلمة وأحصل على وظيفة جيدة".
ساكينا، 8 أعوام، بون/ ألمانيا
صورة من: Kishwar Mustafa
"أعرف حقوقي"
"أعلم حقي كطفل. أهم حق بالنسبة لي هو حق التعبير عن رأيي. وأخذ الراحة واللعب. فلا طاقة للكبير أو الصغير أن يكون منتجاً لفترة طويلة. أما بالنسبة لحق التعبير، فإنه حق الطفل بالتعبير عن نفسه يجب احترامه من قبل المجتمع الذي يعيش فيه، حتى وإن أختلف رأيه عن رأي الآخرين". بوهدان، 14 عاماً كييف/ أوكرانيا
صورة من: DW/L. Rzheutska
"الكبار أقوى بكثير"
"للأطفال حقوقهم. اعتقد أن من أهم حقوق الأطفال هي حق الطعام والشراب، بالإضافة إلى الحق بالتعليم، والأمن، والحصول على أسرة، وعدم استغلالهم وإجبارهم على العمل. هناك أوضاع في بلدان معينة لا توجد فيها هذه الحقوق. أجد ذلك سيئاً جداً. فالأطفال لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم، بينما الكبار أقوياء أكثر". فيديريكا، 12 عاماً، كولونيا/ ألمانيا.
صورة من: DW/H. Jeppesen
نشاط سياسي
"أهم حق بالنسبة لي هو الحق بالحصول على تعليم. يجب توفير الأمكانيات لكل طفل بالتعليم. حتى البنات. بالنسبة لي التغيرات المناخية مهمة جداً. شاهدوا ما تفعله غريتا تونبيرغ، أن يمارس الصغار نشاطاً سياسياً، أمر مهم بالنسبة لي". تاديو، 16 عاماً، بون / ألمانيا.