شابة تركية يتم اغتيالها في طريقها إلى منزلها ـ وهي واحد من بين 430 حالة اغتيال نساء في عام 2019 وحده. منظمات مدافعة عن حقوق المرأة تطالب بحماية أفضل للنساء من العنف، لكن الحكومة التركية قلما تفعل شيئا ضد الظاهرة.
إعلان
اغتيال إضافي لامرأة يصدم الرأي العام التركي ويثير موجة من الغضب في وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا ما حصل: في مساء يوم الثلاثاء تتوجه طالبة الفنون البالغة من العمر 20 عاما، شيرين أوزدمير من مدينة أوردو الواقعة على البحر الأسود بعد حصة الباليت إلى بيتها. وبدون أن تلاحظ ذلك، لاحقها رجل حتى باب البيت. هناك سحب الرجل سكينا وطعنها عدة مرات. وفي المستشفى تلفظ الطالبة أنفاسها الأخيرة تأثرا بجروحها.
والجاني المفترض سبق وأن صدرت بحقه أثني عشر حكما بسبب جرائم مثل قتل أطفال والسرقة، وقبل أن يقتل المرأة الشابة هرب من السجن. وبعدها بيوم تم اعتقال الرجل أمام محطة وقوف الحافلات، والنيابة العامة تقوم الآن بالتحقيقات. وليس فقط الرأي العام التركي كان غاضبا، فحتى سياسيين مرموقين عبروا عن تعازيهم وأعلنوا عن اتخاذ إجراءات. والكثير من الأتراك غاضبون لكون قاتل يتمكن من الهرب من السجن. "هذا أصابنا جميعا بإحباط عميق. نحن جميعا نتمنى أن لا تحصل أبدا مثل هذه الحوادث. ونيابتنا العامة تتحقق من جميع جوانب الحادثة". كما أنه يتم التحقق من ظروف الهرب، كما قال عبد الحميد غول، وزير العدل التركي من حزب العدالة والتنمية الحاكم. وحتى وزير الداخلية، سليمان سويلو أعلن تعازيه وعبر عن أسفه، لأنه "لا شيء سيعيد لنا بنتنا".
التكتم عن العنف ضد النساء
وليس بديهيا أن يهتم سياسيون من الحكومة التركية بقضية العنف ضد النساء. فالحكومة وكذلك العدالة التركية تكتمتا طويلا عن المشكلة، وهذا بالرغم من أن أرقام منظمة " سنوقف اغتيالات النساء" سجلت 430 حالة اغتيال ضد النساء في هذا العام. لكن الرأي العام عبر الانترنيت والتزام المجموعات المدافعة عن حقوق النساء يضع الحكومة والعدالة تحت ضغوط متزايدة. ففي الشهور الماضية أثارت أعمال عنف عناوين الصحف وكشفت أن العنف ضد النساء لا يلقى ما يكفي من التنديد.
وحتى اغتيال البنت سولي جيت البالغة من العمر 23 عاما من أنقرة أثار غضبا عارما. فالمرأة الشابة تعرضت للاغتصاب من طرف رجلين مثمولين ألقيا بها في النهاية خارج النافذة. والمحاكمة استمرت نصف سنة ورافقتها مظاهرات وتجمعات تضامنية من نساء ومشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي. وأعلنت المحكمة في أنقرة أن أحد الجانيين حصل على عقوبة السجن مدى الحياة والآخر على السجن طوال 19 عاما تقريبا. "لن ننسى أبدا بأن سلطات التحقيق حاولت التكتم عن الحادثة. ونحن النساء أظهرنا معارضتنا وتضامننا"، كما قالت حولية غولبهار، المتحدثة باسم منظمة الدفاع عن حقوق المرأة " مجموعة من أجل مساواة النساء" عقب النطق بالحكم.
التزام دولي: اتفاقية اسطنبول
وتأمل مجموعات الدفاع عن حقوق المرأة أن يؤدي الضغط العام الذي يحصل على إثر هذه الحوادث إلى تحول اجتماعي لا يحمله فقط المجتمع المدني، بل أيضا سياسيون. وتراهن الكثير من النساء التركيات على اتفاقية اسطنبول، وهي معاهدة للمجلس الأوروبي للوقاية ومحاربة العنف ضد النساء والعنف المنزلي من عام 2004. والبلدان الموقعة التزمت بإيجاد الظروف المواتية لمحاربة العنف ضد النساء. وصادقت تركيا على الاتفاقية قبل خمس سنوات وتبنتها كقانون للوقاية من العنف ضد النساء وحماية العائلة قانونيا.
لكن في الحياة اليومية، كما يقول منتقدون لا يتم تطبيق بنود اتفاقية اسطنبول وتحقيق عروض المساعدة والتدابير الحمائية للنساء. ولا يمكن تفادي العنف والتمييز ضد النساء إلا إذا نفذت العدالة وسلطات الملاحقة الجنائية الاتفاقية. ومن أجل تطبيق القوانين لحماية النساء يجب تحسيس العدالة والسياسة، كما تؤكد الناشطة في الدفاع عن المرأة في برلين، سيناز كيماز باهججي. لكنها تذكر بأنه "من أجل الاستجابة لالتزامات الاتفاقية ينقص الحكومة الإرادة".
هيكل عائلي أبوي
أما غوكجه يزار من غرفة المحامين فترى المشكلة في هياكل العائلة الذكورية والعادات الثقافية. "عادي أن تبحث المرأة المهددة من زوجها والتي تشعر بالخوف عن الحماية عند الدولة. فالقوانين واضحة في الحقيقة، لكن غالبا ما يقال لهن: ارجعي إلى زوجك".
وحتى لو أن أعضاء في الحكومة يعبرون عن غضبهم من حالات اغتيال النساء، فإنه لا يمكن إلى حد الآن التعرف على الإرادة السياسية لمكافحة العنف ضد النساء بشكل مستدام. وكان حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد قد اقترح تشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في العنف ضد النساء ـ وهذا ما رفضه حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب الحركة القومية في نوفمبر. وعندما تجمع في الـ 25 من نوفمبر حوالي 2000 امرأة بمناسبة اليوم الدولي لمكافحة العنف ضد النساء في اسطنبول وقمنا بالاحتجاج ضد اغتيال النساء، فرقت الشرطة المظاهرة باستخدام الغاز المسيل للدموع وذخيرة بلاستيكية.
دانييل بيلوت/ بورجو كراكاش/ م.أ.م
في يوم مناهضة العنف ضد المرأة.. احتجاجات حول العالم
منذ أكثر من خمسين عام يتم إحياء اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر. في هذا العام ومثل كل عام هناك احتجاجات ونشاطات عديدة بهذه المناسبة حول العالم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa
ثلاث من آلاف النساء
في كويتو، عاصمة الإكوادور، نظم اتحاد لمنظمات نسائية مظاهرة احتجاجية للمطالبة بإنهاء العنف ضد المرأة. وهؤلاء في الصورة هن ثلاث نساء شاركن في المظاهرة مع آلاف من زملائهن وصديقاتهن من الناشطات النسويات.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Ochoa
66 جريمة قتل ضد النساء
دعت منظمات نسائية خلال مظاهرة في عاصمة جمهورية الدومنيكان، سانتو دومينغو، إلى بداية جديدة وإنهاء العنف والقتل ضد النساء. وقبل مدة قصيرة نشرت النيابة العامة في جمهورية الدومينكان إحصائيات عن جرائم قتل النساء تشير إلى تراجعها، لكن رغم ذلك لا تزال مرتفعة إذ وصل عدد جرائم قتل النساء خلال العام الحالي 2019 إلى 66 جريمة قتل.
صورة من: Getty Images/AFP/E. Santelices
مظاهرة مسائية في عواتيمالا
"571" .. رقم تمت كتابته من قبل ناشطات نسويات بالشموع في إحدى ساحات غواتيمالا العاصمة مساء يوم الأحد 24 تشرين الثاني/ نوفمبر. وهذا الرقم يشير إلى إحصائية حزينة، هي عدد جرائم القتل ضد النساء في غواتيمالا خلال عام 2019، حسب منظمات نسائية.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Estrada
إجراءات جديدة للحد من جرائم القتل
نظمت ناشطات نسويات في مدينة تولوز الفرنسية يوم السبت (23 تشرين الثاني/ نوفمبر) مظاهرة مناهضة للقتل والعنف ضد المرأة في فرنسا. فخلال عام تعرض ما لا يقل عن 130 امرأة في فرنسا للقتل من قبل شريك حياتها الحالي أو السابق. ويرى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن ذلك "عار لفرنسا". وقد أعلنت الحكومة الفرنسية عن اتخاذ إجراءات للحد من تلك الجرائم، من بينها توسيع مراكز إيواء النساء.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/A. Pitton
أحذية حمراء
في العاصمة البلجيكية، بروكسل، شارك 10 آلاف شخص في مظاهرة احتجاجية ووضعوا أحذية حمراء في الشارع. "الأحذية الحمراء تشير إلى النساء اللواتي قتلن من قبل رجل" تقول جولي وترز من منظمة ميرابال المدافعة عن حقوق المرأة. وأشارت إلى وجود نحو 100 جريمة قتل للنساء في بلجيكا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ولكن يعتقد أن الرقم أعلى من ذلك بكثير.
صورة من: AFP/K. Tribouillard
خط أحمر ضد العنف
اللون الأحمر رمز ضد العنف في مدينة جنوه الإيطالية أيضا. فخلال مباراة فريقي جنوه وأودينزي في إطار الدوري الإيطالي لكرة القدم، رسم اللاعبون وأطفالهم خطا أحمر على خدهم، في إشارة إلى مناهضة العنف المنزلي ضد المرأة.
صورة من: Getty Images/P. Rattini
مهرجان في موسكو
للمرة الثالثة جرى الاحتفال في موسكو بمهرجان "فمفست" في الليلة التي تسبق اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة. وفي المهرجان الذي أقيم في صالة كبيرة كانت تابعة لمؤسسة البريد، كانت كل الأنشطة تدور حول النسوية والمساواة بين الجنسين وحرية الانتخاب.
صورة من: DW/E. Barysheva
مسيرة صامتة في إسبانيا
نظمت ناشطات نسويات مسيرة ليلية صامتة في مدينة ملقا، مساء يوم الأحد (24 تشرين الثاني/ نوفمبر). وحملت النساء المشاركات في المسيرة، صور نساء إسبانيات قتلهن شركاء حياتهن في السنوات الأحيرة.
صورة من: picture-alliance / ZUMAPRESS.com/SOPA Images/J. Merida
"أرقام مفزعة" في ألمانيا
في ألمانيا وحسب إحصائيات الدوائر الأمنية، قتلت 122 امرأة من قبل شريك حياتها الحالي أو السابق، خلال عام 2018. وبلغ عدد النساء من ضحايا العنف المنزلي أو التهديد 114755 امرأة. لكن إحصائيات غير رسمية تشير إلى أن نحو ثلث النساء تعرضن لأحد اشكال العنف خلال حياتهن. وعلقت على تلك الأرقام وزيرة الأسرة الألمانية، فرانسيسكا غيفي، بأنها "أرقام مفزعة".
صورة من: picturealliance/dpa/B. von Jutrczenka
"الرجال الحقيقيون لا يغتصبون"!
بعد اغتصاب وقتل الطالبة أوينه مروتيانا، بمدينة كاب في جنوب أفريقيا، تعالت الأصوات التي تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة وجرى تنظيم مظاهرات احتجاجية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي بمدن عديدة في جنوب أفريقيا والعاصمة جوهانسبورغ، رفعت إحدى النساء (في الصورة) لافتة كتبت عليها "الرجال الحقيقيون لا يغتصبون"!
صورة من: Getty Images/AFP/G. Sartorio
مدافع بارز عن حقوق المرأة في باكستان
في باكستان النظام الأبوي متجذر في المجتمع، وينظر إلى الناشطات النسوية بدونية من قبل الرجال، وحتى الليبراليون منهم يصفون مطالب الناشطات بأنها "مبتذلة". لكن أحد أبرز النشطاء المدافعين عن حقوق المرأة في باكستان هو رجل اسمه نعيم ميرزا، الذي قال في حوار مع DW "لا يزال هناك الكثير الذي يجب فعله". لكن رغم صعوبة الوضع في باكستان، يزداد عدد الناشطات النسويات ويتعالى صوت النساء المطالبات بحقوقهن.