لماذا يخشى الغرب قيام حكومة يمينية متطرفة في إيطاليا؟
٢٢ يوليو ٢٠٢٢
مع استقالة ماريو دراغي، خسر الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي حليفا كبيرا في موقفهما الداعم لأوكرانيا بوجه الغزو الروسي، لكنهما يخشيان الآن وصول حكومة تشكك بجدوى التكتل الأوروبي وليست بعيدة عن موسكو.
إعلان
يحظى حزب "إخوة إيطاليا" (فراتيلي ديتاليا) من الفاشيين الجدد بزعامة جورجيا ميلوني وحزب "الرابطة" المعادي للهجرة بزعامة ماتيو سالفيني بحوالي 40 بالمائة من نوايا التصويت بحسب آخر استطلاعين للرأي صدرت نتائجهما قبل حوالى شهرين من موعد الانتخابات الإيطالية المبكرة. وفي حال انضم إليهما "فورتسا إيطاليا"، الحزب اليميني بزعامة سيلفيو برلوسكوني، تشير التوقعات إلى أن تحالف اليمين سيحصل على 45 إلى 48 بالمائة من الأصوات.
إذا ما استثنينا المفوض الأوروبي باولو جنتيلوني الذي ندد بشدة بالذين دفعوا رئيس الوزراء الإيطالي إلى الاستقالةمعتبرا أنهم "يفتقرون إلى حسّ المسؤولية"، فإن ردود الفعل الأولى للقادة الغربيين كانت معتدلة. واكتفى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على سبيل المثال بالإشادة بـ"رجل دولة كبير".
لكن النبرة مختلفة في الكواليس، إذ قال دبلوماسي يعمل في روما إن الأوروبيين "تساورهم مخاوف" لأن دراغي الذي زار كييف في حزيران/ يونيو برفقة ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس "كان عامل استقرار مهما"، مضيفا "لا بدّ أن يتواصل الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لأوكرانيا بدون عقبات أيا كان اللون السياسي للحكومة المقبلة".
وعلق لوكا سيرياني رئيس كتلة "إخوة إيطاليا" في مجلس الشيوخ على بعض العناوين الليبرالية في الصحافة الإيطالية، منددا بـ"الأخبار الزائفة التي تنذر بأن البرابرة على أبواب" روما، مضيفا "أثبتنا جديتنا في السياسة الخارجية بوقوفنا إلى جانب إيطاليا والاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي وأوكرانيا، في حين كان يمكن أن يكلفنا ذلك ثمنا باهظا على صعيد الانتخابات".
"بلبلة جيوسياسية"
ونددت جورجيا ميلوني بنبرة لا لبس فيها بالهجوم الروسي على أوكرانيا متمسكة بسيادة الدول، وأيدت تقديم مساعدة لكييف. لكن ماتيو سالفيني الذي يجاهر بإعجابه بفلاديمير بوتين، يجد صعوبة في التمايز عن هذه الصورة، فيما لزم برلوسكوني الصديق الشخصي للرئيس الروسي صمتا تاما.
ورأى الخبير الجيوسياسي ألفيو سكياريسا أن "ائتلافا قوميا محافظا سيعتمد على الأرجح سياسة ملتوية تترافق مع الكثير من التوتر الداخلي على ارتباط باختلاف مواقف الأحزاب الثلاثة حول المسائل الدولية". وحذر من أنه "لا يمكن إعادة النظر" في التزام إيطاليا تجاه الحلف الأطلسي، لكن "قد نشهد مبادرات معزولة من قبل الأحزاب الحاكمة تقوض الثقة ببلدنا وتضعف السياسة الغربية حيال بوتين".
وأعربت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحية عن مخاوف من "البلبلة الجيوسياسية التي ستتأتى من عودة تلك التشكيلات ذات الماضي المثقل بالمراعاة لفلاديمير بوتين إلى السلطة من خلال انتخابات مقبلة، في ظل القلق بشأن الطاقة مع اقتراب موسم الشتاء".
عينٌ على أوروبا - هكذا تجبر مافيا في إيطاليا إفريقيات على ممارسة الدعارة
26:00
هل تنقلب روما على كييف؟
ونشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تغريدة دبلوماسية النبرة، أشاد فيها بدراغي مبديا ثقته بأن روما ستبقى بجانب كييف. وكتب "ممتن بصدق لماريو دراغي لدعمه الثابت لأوكرانيا في معركتها ضد العدوان الروسي ودفاعه عن القيم الأوروبية المشتركة، الديموقراطية والحرية". وتابع "سنواصل العمل على تعزيز التعاون بين أوكرانيا وإيطاليا، إنني واثق بأن الإيطاليين سيواصلون دعمهم النشط لأوكرانيا".
وثمة ملف آخر جوهري برأي الغربيين هو بحسب الدبلوماسي الأوروبي أن "تواصل الحكومة المقبلة الجهود الهائلة التي باشرها ماريو دراغي للحد من اعتماد إيطاليا على الطاقة الروسية"، ووقع رئيس الوزراء المستقيل في مطلع الأسبوع عقدا ضخما لشراء الغاز من الجزائر.
وفي توقيت لافت، ارتفعت إمدادات مجموعة "غازبروم" الروسية لإيطاليا الخميس بنسبة 70 بالمائة إلى 36 مليون متر مكعب من الغاز في اليوم بالمقارنة مع 21 مليون متر مكعب كانت تسلمها يوميا في الأيام الأخيرة. ورأت المجلة الإلكترونية "فورميتشي.نت" المؤيدة للحلف الأطلسي أنه "يصعب عدم الربط مع يوم الأربعاء، حين كانت كل المؤشرات تتلاقى من أجل سقوط حكومة الوحدة الوطنية بزعامة دراغي المؤيد للاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي".
لكن الواقع أن روسيا عاودت الخميس إمدادات الغاز جزئيا إلى الدول الأوروبية الأخرى من خلال معاودة العمل بخط أنابيب نورد ستريم1.
خ.س/ع.ج (أ ف ب)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة