لماذا يخفق معظم اللاجئين في امتحان اللغة الألمانية؟
١٢ يناير ٢٠١٨
تعلم الألمانية شرط أساسي للاندماج والحصول على فرصة عمل، بالإضافة إلى أنها شرط للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية. لكن لماذا يخفق كثير من اللاجئين في تعلم الألمانية وإتقانها ونسبة الرسوب كبيرة جدا في امتحانات اللغة؟
إعلان
لا خلاف ولا جدال بين اللاجئين والمهاجرين حول أهمية وضرورة تعلم اللغة الألمانية وإتقانها، سيما إذا عرفنا أن اللغة شرط أساسي للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية الألمانية. لذا يحاولون تعلمها والوصول إلى المستوى المطلوب بأسرع ما يمكن. لكن الإرادة والمواظبة على دورات اللغة لا تكفي للنجاح في الامتحانات التي تجرى في ختام الدورة، حيث تخفق نسبة كبيرة من اللاجئين وخاصة الأميين منهم الذين لم يدرسوا في بلادهم. إذ تشير الإحصائيات الأخيرة التي نشرها المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء "بامف" إلى أن 20 بالمائة فقط ينجحون في الامتحانات أي أن 80 بالمائة يضطرون إلى إعادة الدورة والامتحان. لكن ما سبب هذا الإخفاق ومن المسؤول عنه، هل اللاجئ أم طريقة التدريس والمناهج الدراسية المعتمدة أم هناك اسباب أخرى؟
نقص الكوادر المؤهلة لتعليم الأجانب
على ذلك يجيب اللاجئ السوري خالد الجوهري (36 عاما) الذي كان مدرسا للغة العربية في دمشق، بأن "رسوب الكثيرمن اللاجئين في امتحانات اللغة الألمانية يعود إلى نقص الكوادر المؤهلة لتعليم الأجانب". وحسب رأيه فإنه ونظرا للحاجة الماسة إلى المدرسين، "لا تعلق المدارس أهمية كبيرة على شرط الكفاءة في تدريس الأجانب والتعامل معهم، لدى تعيين المدرسين". وفي حديثه مع مهاجر نيوز أشار إلى أهيمة أسلوب المدرس وخبرته، إذ يمكن أن يكون هناك "معلم لغة ألماني يجيد لغته بمستوى جيد جدا، لكنه يعجز عن إيصال أبسط فكرة لطلبته بدورة اللغة".
بالإضافة إلى ذلك يرى اللاجئ السوري أنه من الضروي الاحتكاك بالألمان والتحدث معهم لكي تترسخ اللغة ومبادئها في ذهن الفرد، إذ أن الممارسة العملية شرط أساسي لإتقان اللغة فهي "تساعد المتعلم على توظيف رصيده من المعلومات التي تلقاها". وأثناء حواره مع مهاجر نيوز لم يخف إحباطه لأنه أصبح يفقد كل يوم مفردات تعلمها بدل خلال دورة اللغة، بدل أن يكتسب المزيد منها ويستعملها في حياته اليومية.
ويعتقد الجوهري أن تخصيص 300 ساعة فقط لمستوى B2، الذي يأتي بعد انتهاء دورة الاندماج أي B1، لا يكفي نظرا للتباين الكبير بين المستويين وكثافة محتوى مستوى B2. لذا يقترح زيادة عدد الساعات المخصصة لهذا المستوى العالي نسبيا لتحقيق "نتائج أفضل". وفي دلالة منه على صعوبة هذا المستوى ونسبة الإخفاق الكبيرة بين الطلاب قال بأنه حضر دورة B2 وأجرى بعدها الامتحان فكانت النتيجة أن "طالبا واحدا من 20 نجح في الامتحان!".
ونتيجة للإخفاق ويأس كثير من اللاجئين وفقدانهم الثقة بالدورات التعليمية وكفايتها لتعلم اللغة وإتقانها والنجاح في الامتحان، لجأ بعضهم مواقع التواصل الاجتماعي وتشكيل مجموعات بهدف تعلم اللغة، ومنهم من نشر إعلانات على الإنترنت يعرض فيها خدمات تعليم اللغة العربية مقابل تعلم اللغة الألمانية.
في هذا السياق اشتكى حمزة البني (20 عاما) الذى أنهى دورة الاندماج، من صعوبة الجزء الكتابي في الامتحان، وقال لمهاجر نيوز "اللغة لا تكتسب في المدارس". ويرى الشاب السوري القادم إلى ألمانيا منذ سنتين أنَ "قلة الاحتكاك المباشر مع الألمان، سبب في التحصيل الضعيف، وبالتالي يتزايد مستوى الرسوب في الامتحان". وأخبر حمزة "مهاجر نيوز" بأنه يعتمد على الانترنت في تعلم اللغة من خلال متابعة مقاطع الفيديو التعليمية على يوتيوب، المتوفرة باللغتين العربية والألمانية.
تجربة فريدة..تعليم اللاجئين الألمانية في الشارع
ليس من السهل تعلم لغة جديدة. لمعرفة الصعوبات التي يمر بها اللاجئون انضم فريق من تلفزيون الـ "DW" إلى فصل دراسي مُخَصص لطالبي اللجوء. ويجمع هذا الفصل بين تدريس اللغة نظريا وتطبيقا والإطلاع على جوانب الحياة في ألمانيا.
صورة من: DW/M. Hallam
لعل تعلم لغة جديدة والتمكن من أبجديتها يشكلان تحديات أمام طالبي اللجوء لأن أكثرهم بحاجة للمساعدة وبخاصة في المراحل الأولى من وصولهم إلى ألمانيا. إحدى الوسائل المساعدة المتبعة في إحدى المدارس تتمثل في التوجه إلى الشارع سعياً لتعلم اللغة عن طريق الحديث مع الناس.
صورة من: DW/M. Hallam
تهدف الدورات اللغوية الجديدة التي تقيمها مدرسة "ACB" إلى مساعدة القادمين الجدد على الاندماج بالمجتمع الألماني. تُرسل المدرسة طلابها في مهمات للبحث والاستقصاء في محاولة لدفعهم إلى التواصل مع الغرباء باستخدام اللغة الألمانية. المهمة الأولى: "عليهم أن يذهبوا إلى الأسواق والعثور على هذا الكشك ومعرفة أنواع الخضروات والفواكه التي تُباع في الكشك ".
صورة من: DW/M. Hallam
هل تعرف معنى الأناناس باللغة الألمانية؟ لاعذر لمن يجيدون الفرنسية أو الإيطالية، إذا كانت إجاباتهم خاطئة، إلا أن الطلاب الذين يتحدث أغلبيتهم اللغة العربية سيواجهون صعوبة أكثر. ولحسن الحظ فإن أعضاء فريق تلفزيون الـ "DW" كانوا حريصين على تحفيز المشاركين من خلال تسجيل نقاط إضافية للإجابات الصحيحة.
صورة من: DW/M. Hallam
تم تشجيع الطلاب على ترك هواتفهم ومحاولة سؤال الألمان وطلب مساعدتهم لمعرفة الوجهة المُرادة، وكان العثور على أحد المارة الذي يُتقن اللغتين العربية والألمانية من الأمور التي ساعدتهم إلى حد كبير. بسام (الذي يحمل الورقة بيده) أدلى بدلوه أيضا ونطق بعدة جُمَلٍ لم يُفْهَم معناها.
صورة من: DW/M. Hallam
يعتبر مكان ولادة "لودفيغ فان بيتهوفن"من أشهر الأماكن في مدينة "بون" وهو يقع بالقرب من السوق وسط المدينة، وقد تحول المنزل إلى ما يُشبه المتحف الصغير. رضوان وإبنه علي هما بالأصل من مدينة "حلب" ويعملان على إنجاز مهمتهما. تمكنا من العثور على التاريخ السحري لميلاد "بيتهوفن" وهو عام 1770.
صورة من: DW/M. Hallam
كانت نقاط المكافأة تُمْنَح للمجموعات الأسرع بإنجاز عملية البحث وقد أبقى المتنافسون عيونهم على الساعة لمعرفة زمن البحث. إستغرقت عملية البحث قرابة الساعتين قاموا خلالهما بزيارة أماكن يمكن أن يعاودوا زيارتها ثانية. ومن بين الأمور التي طُلِبَ منهم عملها معرفة وتدوين أوقات دوام مكتب رعاية الأجانب.
صورة من: DW/M. Hallam
"إنطلقوا إلى ساحة "فريدينزبلاتس"، تُشير التعليمات للفريق بأن يتوجه إلى ساحة رئيسية أخرى وسط مدينة "بون". ماهي المحطة الأخيرة للحافلة رقم "608"، ومتى ستصل الحافلة التالية؟ تتوقف الحافلة رقم "608" على مقربة من بناء "باولوس هايم" في مدينة "بون" وقد كان البناء سابقا مخصصاً للمسنين، غير أنه تحول الآن ليصبح مكاناً لإقامة اللاجئين.
صورة من: DW/M. Hallam
المحطة التالية هي مكتبة المدينة،حيث بإمكان الطلاب العثورعلى كتب باللغات العربية والفارسية والكردية كما بإمكانهم الإستفسار عن الإجراءات المطلوبة لإستعارة الكتب. وعند الدخول إلى المكتبة لفت إنتباه مراسلنا وجود مدرس الفصل الذي كان يمضي استراحته مع الطلاب، حيث كان أحد المشاركين يستعرض بفخر صور الفصل الدراسي الذي إلتقطها مؤخراً.
صورة من: DW/M. Hallam
عند إقتراب نهاية المهمة التي كُلِف بها الطلاب طُلِبَ منهم أن يجلسوا في مكان ما لتعبئة البطاقات البريدية. ذهبوا إلى مكتب البريد الرئيسي واشتروا طوابع بريدية وأرسلوا رسائل، وإحتفظوا بإيصالات شراء طوابع البريد. تم حل معضلة وسيلة أخرى من وسائل التواصل، غير أن إختيار الطابع المناسب للوجهة المحددة بقي تحدياً للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
كان هذا الدرس أطول من المعتاد- فبعض الفرق تحتاج إلى وقت أكثر من غيرها، أما من إستطاع أن يُنهي التحدي بوقت أقصر فهناك لعبة تخمين الكلمات بإنتظاره: حيث رسم شكلاً ما على اللوح وطُلبَ منهم كتابة الإسم المناسب لذلك الشكل "طبعاً الكلمات يجب أن تُكتب باللغة الألمانية". أظهرت هذه اللعبة فروقات لابأس بها بين قدرات الطلاب: فبعضهم لم يتمكن من المساهمة والبعض الآخر تمكن من تحديد الصيغة الصحيحة للأسماء.
صورة من: DW/M. Hallam
خصصت "آليف إريسوف رينكي" المُدرِسة في معهد ACB لتعليم اللغة الألمانية جوائز للفرق التي تُسجل أفضل النتائج في المهمة التي تهدف لتقصي الحقائق في وسط مدينة بون وضواحيها. لم يتمكن فريقنا من الحصول على إحدى المراتب الثلاث الأولى ولربما يكون ذلك بسبب المراسل الذي طُلِبَ منه أن يمتنع عن تقديم المساعدة للمشاركين.
صورة من: DW/M. Hallam
مفاجأة توجت نهاية اليوم: الجائزة من نصيب الطالب رضوان، رضوان هو أكبر المتنافسين سناً وقد تمكن من الفوز بالتحدي. الطالب رضوان كان يبتسم طوال فترة إجراء التمرين. كان الجميع يهتفون "صورة، صورة"، نيابة عن تلفزيون الـ "DW"وبعد أن أنجزنا مهمتنا طلبنا الإذن للمغادرة.
صورة من: DW/M. Hallam
12 صورة1 | 12
التشتت والقلق على الأسرة
بدروه يقول الخبير في شؤون الاندماج، علاء بطرس إن اللاجئ الذي "مستواه في لغته الأم ضعيف، تكون نتائجه في اللغة الألمانية ضعيفة جدا". أما نسبة الإخفاق الكبيرة والرسوب في الامتحانات حتى بين اللاجئين الأكاديميين أيضا، فيعود حسب رأيه ودراسات أجريت على طلبة أجانب إلى إصابة "بعض منهم بالصدمة الثقافية، جراء التغير المفاجئ في نمط الثقافة" ويضيف لمهاجر نيوز أن "هذه الصدمة تسبَب نوبات من الغضب تستمر لمدة سنة".
وحسب المتحدث، من بين أسباب الرسوب في الامتحانات أيضا غياب "الإرادة اللازمة عند البعض من اللاجئين والرغبة في تحقيق الاندماج والنجاح في المجتمع الجديد" وهذا يرجع إما إلى "التنشئة الاجتماعية التي نهل منها اللاجئ في بيئته الأولى، التي لا تعلق أهمية على ضرورة التكوين للحياة العملية منذ الصغر". كما أشار الخبير في شؤون الاندماج لمهاجر نيوز إلى أنَ أمورا مثل التفكير في لم شمل الأسرة، والخوف من عدم تجديد الإقامة، والتفكير في فرص الحصول على الإقامة الدائمة، كلها عوامل "تشتَت تركيز واهتمام اللاجئ، وتجعله يعيش في حالة من التيه والتشوش وعدم الاطمئنان". ويختم بطرس حواره مع مهاجر نيوز بأن ذلك يؤدي إلى إخفاق اللاجئ في تعلم اللغة والرسوب في الامتحان بعد انتهاء الدورة.
تحتوي اللغة الألمانية على كنز من الأمثال التي يستخدمها أشخاص كثر في تواصلهم اليومي دون أن يعرفوا أحياناً من أين أتت هذه الأمثال وكيف أضحت أمثالاً. صممت هذه الرسوم خصيصاً لـDW لتعبر عن أمثال ألمانية رائجة فكم تعرف منها؟
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Der Fisch stinkt vom Kopf her
يتعفن رأس السمكة بسرعة بعد موتها، ولهذا فهو أول جزء يفسد منها. ويستعمل مثل "السمكة تتعفن من الرأس" عندما تقوم قيادة منظمة أو حزب ما، على سبيل المثال، بالعمل لحساب القيادة الشخصي أو تضليل الجمهور. اشتهر هذا المثل في ألمانيا عام 2000 عندما استخدمه المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر للإشارة إلى رئيس وزراء ولاية هيسن، رونالد كوخ، بعد فضائحه المالية.
صورة من: DW/A. Herzog/C. Dillon
Man sägt nicht den Ast ab, auf dem man sitzt
هكذا هي طبيعتنا نحن البشر، نطلق النار بأيدينا على أقدامنا ونضرب اليد التي تطعمنا ونخرق سفننا بأيدينا. فلماذا لا "نقطع غصن الشجرة الذي نجلس عليه"؟ باختصار هناك عدد هائل من الطرق التي نلحق بواسطتها الضرر بمصالحنا. لكن هذا المثل ينصحنا بالاحتراس من ذلك: "لا تقطع الغصن الذي تجلس عليه".
صورة من: DW/A. Herzog/C. Dillon
Kleinvieh macht auch Mist
حتى الأجزاء الصغيرة يمكن أن تكون مؤثرة إذا ما اجتمعت. وهكذا يقول هذا المثل الألماني: "الحيوانات الصغيرة يصدر عنها الروث أيضاً". ففضلات حيوان صغير تشكل كمية صغيرة، لكنها يمكن أن تسمد حقلاً كاملاً كلما زاد عدد الحيوانات. وبهذا المنطق يمكنك أن تقول إن سيارتي القديمة لا تشكل خطراً على البيئة، لكن في الحقيقة إن قال كل أصحاب السيارات القديمة ذلك باتت بيئتنا بأكملها مهددة.
صورة من: DW/A. Herzog/C. Dillon
Reden ist Silber, Schweigen ist Gold
"إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب". ويعود تشبيه الكلام بالفضة إلى الإنجيل (النشيد: 12:6)، ولكن ماذا عن تشبيه الصمت بالذهب؟ ينسب ابن كثير هذا التشبيه إلى لقمان الحكيم المذكور في القرآن، إذ قال: "إذا كانت الكلمات من فضة، فالسكوت من ذهب". لكن أسطورة رائجة اليوم تقول إن كثيرين يعتبرون اليوم أن جزءاً من هذا المثل يعود إلى أغنية لفرقة "تريميلوس" الإنكليزية عام 1967.
صورة من: DW/A. Herzog, C. Dillon
Mit Speck fängt man Mäuse
إذا كنت تريد شخصاً ما أن يقوم بعمل من أجلك، فقدم له الحافز المناسب. هنا، يُغرى الفأر بقطعة من الشحم المجفف، وفي النهاية ينجر إلى الفخ. لكن النهاية لا يجب أن تكون فخاً في كل مرة، فغالباً ما يستعمل هذا المثل في مجالات العمل، ويُطلق ربما على مدير يحاول رفع الإنتاجية، فيتساءل عن نوع اللحم المقدد الذي يجب عليه تقديمه "لفئرانه".
صورة من: A. Herzog / C. Dillon
Eine Hand wäscht die andere
يشير مثل "يد تغسل الأخرى" إلى المنطقة الرمادية التي تنتهي فيها المساعدة ويبدأ الفساد. ويُستخدم هذا المثل للسخرية أيضاً، فإنها تلمح إلى أن المجرمين يساعدون بعضهم البعض (كمثال: العلاقة بين سياسي فاسد وداعم له في الخفاء). ويُستعمل هذا المثل إيجابياً أيضاً عندما يعود بالمنفعة المشتركة. وقد عنى الشاعر الألماني غوته المعنى الثاني عندما ذم رجلاُ شحيحاُ بقصيدة "كيفما تكون معي أكون معك".
صورة من: A. Herzog / C. Dillon
Lieber den Spatz in der Hand, als die Taube auf dem Dach
"عصفور في اليد خير من حمامة على السطح": اعتاد البشر على أكل لحم الحمام لآلاف السنين، لكن عند الضيق يمكنهم أن يأكلوا لحم العصفور أيضاً. مع أخذ هذا بعين الاعتبار، يحذر المثل الألماني من المخاطر المتأصلة في الطمع بالمزيد. وهذا المثل مأخوذ من اللاتينية في صيغته الأصلية "عصفور باليد أفضل من ألف على العشب". وقريب مما يقوله اليوم المثل الإنكليزي "عصفور في اليد خير من عشرة على الشجرة".
صورة من: DW/A. Herzog/C. Dillon
Unkraut vergeht nicht
يضرب المثل الألماني "الأعشاب الضارة لا تتلاشى" في الإنسان الذي يبقى مثابراً رغم جميع التحديات والانتكاسات التي تواجهه. في القرون الوسطى كانت الأعشاب الضارة تنمو في كل مكان وتُفسد منظر حقول الورود مثلاً، ولكنها تُستخدم رغم ذلك في شيء ما. لكن المثل يؤكد على قوة العزيمة والإصرار على تحقيق هدف ما رغم المصاعب.
صورة من: DW/Antje Herzog & Conor Dillon
Wer den Pfennig nicht ehrt, ist des Talers nicht wert
"من لا يقدر الفينيغ (القرش) لا يحس بقيمة التالر (الدينار)". بات هذا المثل نادراً اليوم، ومع تغير عملة ألمانيا بات كثير من الألمان يقولون "من لا يقدر قيمة السنت لا يشعر بقيمة اليورو". التالر عملة سبقت الدولار، ولا يعرف قيمته إلا من عرف قيمة القرش أو البنس. ويُقال إن المصلح البروتستانتي مارتن لوثر كتب شيئاً مشابهاً بالطباشير على موقده في أوائل القرن السادس عشر.
صورة من: DW/Antje Herzog & Conor Dillon
In der Not frisst der Teufel Fliegen
"في وقت الضيق يأكل الشيطان الذباب". هل يمكن أن تأكل الذباب وقت العوز والضيق؟ هكذا هو الأمر بالنسبة للشيطان، بحسب هذا المثل الألماني الذي يعود إلى القرن التاسع عشر. المعنى الأعمق له أكثر إرباكاً، ومع هذا فإن تسمية الشيطان بالعبرية هي "بعلزبوب"، وتُترجم إلى "سيد الذباب". والمعنى يصبح عندها أن "الشيطان سيأكل أتباعه إذا ما دعت الضرورة لذلك".
صورة من: DW/Antje Herzog & Conor Dillon
Pech im Spiel, Glück in der Liebe
"منحوس في اللعب محظوظ في الحب"، هذا المثل قد لا يكون حقيقة مثبتة، ولكنه يمكن أن يكون عزاءاً للخاسرين في عصر ألعاب القمار الإلكترونية. كثيرون يفترضون خطأً أن التعامل مع أمور الحياة يتلخص في خيارين فقط، كالفوز في اللعب أو الحب. لكن الأمر ليس كذلك. لذلك، يرى البعض أن المثل يرجع إلى مثل إسباني يقول: "من نشد الحظ في اللعب، لاح له سوء الحظ في البيت".
صورة من: DW/Antje Herzog & Conor Dillon
Ein gutes Gewissen ist ein sanftes Ruhekissen
"الضمير المرتاح وسادة ناعمة"، أحد أروع الأمثال الألمانية المشهورة. لا تفعل ما تسوّل لك نفسك به، وستنام قرير العين حينها. كلمات حكيمة حقاً، وهي مريحة جداً لمن لا يحبون الأرق في الليل.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Wer im Glashaus sitzt, soll nicht mit Steinen werfen
"من كان بيته من زجاج يجب ألا يرمي الآخرين بالحجارة". تعود جذور هذا المثل إلى ألمانيا، لكن لا يوجد أي دليل على سبب نشأته. بيد أن الصورة التي يعبر عنها واضحة. ويستدعي هذا المثل ما ورد في الإنجيل: "من كان منكم بلا خطيئة فليلق الحجر الأول"، ولأنه لا يوجد أحد بلا خطيئة، فإن المعنى الضمني للمثل هو أن كل واحد منا يعيش في بيت زجاجي من نوع ما.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Viele Köche verderben den Brei
"كثرة الطباخين تفسد الطبخة". الطبخ سوية من الأمور الممتعة. لكن إضافة الملح والتوابل يجب أن يتولاها شخص واحد فقط، وإلا فسد المذاق. أصل هذا المثل غير معروف على وجه الدقة، على عكس مضمونه: إذا ما عمل خبراء كُثر في وقت واحد على أمر واحد، فإنهم يعيقون بعضهم بعضاً. ولذلك فإن الأدوار والواجبات في أماكن العمل بألمانيا محددة بدقة.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Kleider machen Leute
"الملابس تصنع الناس"، مثل مأخوذ عن اللاتينية "الملابس تصنع الرجل"، وهذا المثل أصبح عنوان قصة للكاتب السويسري غوتفريد كيلر، تتحدث عن صبي خياط حسبه الآخرون أميراً نظراً لأناقته. لكن أفضل تجسيد للمثل مقولة الكاتب الأمريكي مارك توين "العراة ليس لديهم تأثير كبير في المجتمع".
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Scherben bringen Glück
"الشظايا تجلب الحظ". يعرف الكثيرون التقليد اليهودي في تعمد كسر شيء من الزجاج في حفلات الزواج، كرمز لذكرى تحطيم المعبد وجلب الحظ السعيد للزوجين. وفي ألمانيا، يستعمل الخزف بدلاً عن الزجاج في تطبيق المثل "قطع الفخار تجلب الحظ". وتُحطم صحون وأكواب خزفية في بداية كل حفل زواج. وعلى العروسين جمع هذه الشظايا، ما يرمز إلى العمل المشترك في الحياة المستقبلية.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Einem geschenkten Gaul schaut man nicht ins Maul
"لا ينظر المرء في فم حصان مُهدى". كان إهداء الجياد من الأمور المحببة في السابق، لكن كان من غير اللائق تفحص أسنانه بحضور من أهداه من أجل تقدير عمره وحالته، وهو بالتالي ما يحدد قيمته. وصيغة حديثة من هذا المثل في زمن المعلوماتية تقول: "لا تبحث في غوغل عن قيمة هدية بحضور من أهداك إياها".
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Lügen haben kurze Beine
"للكذب ساقان قصيرتان". من الطبيعي ألا يقصد هذا المثل أن صغار القامة أكثر كذباً من غيرهم، بل يعني أن "حبل الكذب قصير" كما يقول المثل العربي. ويقول مثل إفريقي "يمكنك أن تأكل مرة بالكذب، لكن لا يمكنك ذلك مرتين". وفي الآرامية "الصدق يصمد، بينما لا يفعل الكذب".
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Auch ein blindes Huhn findet mal ein Korn
"حتى الدجاجة العمياء قد تجد حبة ذرة أحياناً". لا يُستخدم هذا المثل للمديح مطلقاً، إذ يشير إلى أن الشخص العاجز يمكنه النجاح أحياناً، تماماً مثل دجاجة عمياء يُحالفها الحظ في بعض الأحيان وتجد شيئاً ما. الأمر لا علاقة له بالقدرة. ويشيع اليوم هذا المثل أكثر: "حتى السناجب العمياء تجد الجوز". بالطبع كان المزارعون قبل قرون يتعايشون مع الدجاج الأعمى أكثر من السناجب.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Jeder ist sein Glückes Schmied
يبدو المثل الألماني "بيدك تصنع سعادتك" على قدر كبير من التفاؤل بالنسبة للألمان المتشائمين. وهذا الأمر ليس غريباً إذا ما عرفنا أن أصله لا يعود إلى الثقافة الألمانية، إذ يُنسب إلى القنصل الروماني أبيوس كلاوديوس بولتشر، الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد. وإذا ما كان المرء مسؤولاً عن قدره وسعادته، فهو مسؤول أيضاً عن تعاسته.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Aller guten Dinge sind drei
"الأشياء الجيدة تأتي ثلاثاً"، أو كما تقول العرب "الثالثة ثابتة". يستحضر هذا المثل الإيحاء بأن الحظ قد يهجرنا أحياناً لسنوات، قبل أن يعود إلى حياتنا - وفق هذا المثل - بعد ثلاث محاولات. وقد اعتمد تشارلز فراي على هذا المثل حرفياً في تصميمه لآلات القمار الآلية، إذ يكون الفوز بتشابه ثلاثة أرقام أو أشكال.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Gelegenheit macht Diebe
النص الحرفي لهذا المثل يقول: "الفرصة تصنع اللصوص". أعط قرداً فرصة وسرعان ما سيقوم بإفراغ الحقيبة التي تحملها على ظهرك. وفي غير هذه الحالة سيمضي وشأنه. ويعبر المثل الألماني بدقة عن الإغراء الذي يجعل من البعض لصوصاً.
صورة من: Antje Herzog/Conor Dillon
Der Apfel fällt nicht weit vom Stamm
"لا تسقط التفاحة بعيداً عن الشجرة". يُقال إن أصل المثل مرتبط بالتوائم الذين يولدون في فترة الهلال. وتضيف الأسطورة أنه إذا ما مات أحدهم في شجار عائلي، يحصل الثاني على كل ما يريد لمدة عام كامل. ولكن في نهاية هذا العام عليه أن ينتحر. القصة مغرقة في الخيال، لكن المثل يعبر اليوم عن انتماء شخص لعائلته، وتقول العرب "العرق دساس".