لماذا يرى العلماء أن تغير المناخ أكثر خطورة من كورونا؟
١٤ يناير ٢٠٢٢
بين عامي 2017 و2019 كانت أسلحة الدمار الشامل هي مصدر القلق الأكبر حول العالم، واليوم يشعر الخبراء حول العالم الآن بقلق أكبر بشأن الفشل في التعامل مع أزمة المناخ أكثر من قلقهم بشأن الأمراض المعدية.
إعلان
تهدد ثلاثة مخاطر بيئية الحياة على سطح كوكب الأرض وهي فشل التوافق على استراتيجية عالمية لحماية المناخ، والطقس القاسي، وفقدان التنوع البيولوجي، وهي المخاطر التي أثارت القلق أكثر من أي شيء آخر، وفقًا لمسح سنوي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي بشأن المخاطر العالمية.
وفي أوائل عام 2020 أزالت جائحة كوفيد-19 المخاوف بشأن العمل علىحماية المناخ من على رأس القائمة، بعد أن كان تغير المناخ مصدر القلق الأكبر في عام 2016 ، بعد محادثات قمة باريس.
يرى مات ويليامز من مركز أبحاث المناخ ECIU أن الأوبئة وأزمات الطبيعة والمناخ مرتبطة ببعضها البعض: "كلما زاد الضرر الذي نلحقه بالعالم وبالبيئة من حولنا، كلما ارتفعت احتمالات تعرضنا لأمراض جديدة. كما سيصبح الطقس أكثر قسوة وستقل قدرتنا على التعامل معه والعمل مع الطبيعة لخفض الانبعاثات الكربونية.
ويقول ويليامز إن استعادة الغابات والأراضي الخضراء مسألة ضرورية لحماية المجتمعات الضعيفة من الفيضانات وكذلك امتصاص الكربون من الغلاف الجوي، بحسب ما نقل موقع شبكة سكاي الإخبارية.
تهديد طويل الأمد
بدوره يقول بيتر غيغر، كبير مسؤولي المخاطر في مجموعة زيورخ للتأمين: "تظل أزمة المناخ أكبر تهديد طويل الأمد يواجه البشرية"، محذرا من أن "الفشل في اتخاذ إجراء بشأن تغير المناخ قد يؤدي إلى تقليص الناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار السدس، كما أن الالتزامات التي تم التعهد بها في قمة المناخ COP26 لا تزال غير كافية لتحقيق هدف 1.5 درجة مئوية" (والمقصود هو محاولة خفض درجة حرارة احترار الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية).
وفي استطلاع للرأي أنجز في عدة بلدان أوروبية، أكد أكثر من 84٪ من المشاركين أنهم قلقون بشأن مستقبل العالم. ويخشى الكثيرون من أن يكون الوباء قد أصاب التماسك الاجتماعي وسبب أزمات في سبل العيش، فضلاً عن تأثيره على العمل لحماية المناخ وتضرر الصحة العقلية إلى جانب الطقس القاسي.
وتقول سعدية زهيدي العضو المنتدب للمنتدى الاقتصادي العالمي إن "الاضطرابات الصحية والاقتصادية تفاقم الانقسامات الاجتماعية"، مضيفة أن "هذا الأمر يخلق توترات في وقت سيكون فيه التعاون داخل المجتمعات وبين أسرة المجتمع الدولي أمرًا أساسيًا لضمان انتعاش عالمي أكثر سرعة وكفاءة."
ومع ذلك، كان خبراء المملكة المتحدة أكثر قلقًا بشأن فشل إجراءات الأمن السيبراني، كما لم يظهر "تغير المناخ" حتى ضمن أهم خمسة مخاوف لخبراء المملكة المتحدة الذين شملهم الاستطلاع.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع منفصل نشرته مؤسسة "إبسوس موري" أن الجمهور البريطاني قلق بشأن فيروس كورونا أكثر من القضايا البيئية، التي تصدرت استطلاعات الرأي حول محادثات كوب (قمة المناخ).
ع.ح/ أ.ح
الكوكب يحترق.. والسبب التغير المناخي!
تنتشر موجات الحر في مختلف أنحاء العالم مسببة حرائق غابات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة. هنا لمحة في صور عن الحرائق الأكثر تدميراً والدول الأكثر تأثراً.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
الجزائر: أسوأ حرائق في تاريخ البلاد!
أودت حرائق الغابات التي تجتاح بعض المناطق في شمال الجزائر، وخصوصاً منطقة القبائل الجبلية، بحياة ما لا يقل عن 65 شخصاً، مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد. ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق. وقالت الحكومة إن الحرائق أودت بحياة 25 جندياً كانوا يشاركون في مكافحة الحرائق، وأصيب 12 غيرهم بحروق خطيرة.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
حداد عام!
أكثر المناطق تضرراً هي "تيزي أوزو" أكبر مراكز المنطقة الجبلية، حيث احترقت بيوت وفر السكان طلباً للملاذ في فنادق وبيوت الشباب والمساكن الجامعية في المدن القريبة. وقالت الحكومة الجزائرية إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم. وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على قتلى الحرائق وجمد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
الحرائق في أوروبا
انتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر وتركيا واليونان ودول أخرى في الأسبوع الأخير وقالت هيئة مراقبة الأحوال الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي إن منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.
تركيا: أسوأ حرائق منذ عقد!
منذ نهاية تموز/ يوليو، شهدت تركيا اندلاع أكثر من 200 حريق، طالت نحو نصف ولايات البلاد الـ81، إلا أن الحرائق تسببت في أضرار جسيمة بشكل خاص في ولايتي أنطاليا وموغلا الساحليتين. في هذه الصورة يحاول رجال الإطفاء منع حريق، نشب بالقرب من قرية "تشوكرتمه" السياحية، من الوصول إلى المباني. دمرت الحرائق في تركيا أكثر من 150 ألف هكتار، بما فيها قرى بأكملها، وأدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل.
صورة من: KENAN GURBUZ/REUTERS
اليونان: أسوأ موجة حر في 30 عاماً
اندلع أكثر من 500 حريق في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حر تتعرض لها البلاد في 30 عاماً، ما
أدى لإخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف السكان، بينما تستمر فرق الإطفاء المنهكة في مكافحة الحرائق المندلعة في شتى أنحاء البلاد.
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
اليونان: النيران التهمت كل شيء
تم إجلاء هؤلاء الأشخاص من ميناء "بيفكي" في جزيرة إيفيا اليونانية بسبب الحرائق الهائلة في الجزيرة، وهم يدركون أنهم لن يجدوا منازلهم وممتلكاتهم عندما يعودون. ومنذ اندلاع الحرائق في غابات الجزيرة بداية الأسبوع الماضي، يتم تنفيذ مهام جوية ضخمة لإطفاء الحرائق التي اشتغلت في مناطق واسعة من اليونان. ويتحدث شهود عيان عن "مشاهد مروعة".
صورة من: ALEXANDROS AVRAMIDIS/REUTERS
روسيا تختنق!
تشتعل الحرائق في العديد من المناطق في روسيا منذ أسابيع، مع تضرر المنطقة المحيطة بـ"ياكوتيا" في أقصى الشمال الشرقي بشكل خاص. أحصت السلطات أكثر من 250 حريقاً في جميع أنحاء روسيا، تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3,5 مليون هكتار.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
هذا ليس ضباب الصباح!
الأضرار لا تقتصر على المناطق المشتعلة فحسب، بل تسبب الحرائق أضراراً صحية لسكان المناطق المجاورة، إذ يصل الدخان الكثيف إلى المناطق المأهولة بالسكان، كما يظهر في مدينة كراسنويارسك السيبيرية في الصورة. وهذا ما يزيد من معاناة الأشخاص، خصوصاً كبار السن والأطفال، حيث يكاد يكون من المستحيل التنفس في الخارج.
صورة من: REUTERS
جهود يائسة!
عند اشتعال الحرائق، لا يفر الجميع، فهناك أشخاص يريدون دعم رجال الإطفاء، قد يكون ذلك عبر جهود يائسة، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي يحاول إخماد النار بغصن شجرة! لكن هذه التصرفات الفردية تسبب مشاكل كبيرة للسلطات، إذ أن الكثيرين يعرضون أنفسهم للخطر عن حسن نية!
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
الولايات المتحدة: حريق ديكسي!
يشتعل حالياً أكثر 5700 حريق في الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، رغم أن "موسم حرائق الغابات" المعتاد لم يبدأ بعد. ويعد حريق "ديكسي"، الذي دمر مدينة غرينفيل بالكامل، ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية. في الصورة، يراقب أحد أفراد فريق الإطفاء حريقاً في غابة بالقرب من بلدة ويستوود.
صورة من: FRED GREAVES/REUTERS
زوابع غريبة!
الحرائق في الساحل الغربي لكاليفورنيا تخلق طقسها الخاص، مسببة زوابع من الرماد والجمر، مثل هذه الزوابع التي تضرب تلال سانتا باربرا، تزيد من تعقيد الأمور. وبسبب الحرائق التي أصبحت أكثر تدميراً مما كانت عليه في السنوات الماضية، لجأت سلطات الولاية إلى واشنطن طلباً للمساعدة.
صورة من: David McNew/REUTERS
أمريكا اللاتينية: حرائق هائلة بسبب نزع الأشجار!
يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار حرائق الغابات في حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل. ويعود السبب في الجزء الأكبر من هذه الحرائق الى نزع أشجار الغابات في بوليفيا التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 12 مليوناً.
صورة من: Gaston Brito/dpa/picture alliance
دور التغير المناخي
يقول العلماء إن ظاهرة التغير المناخي أدت بشكل حتمي إلى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، حتى في بعض المناطق غير المعرضة للحرائق عادة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. فقد كان شهر يوليو/ تموز الماضي ثاني الأشهر الأعلى حرارة في أوروبا على الإطلاق! ويحذر العلماء من أن حرائق الغابات بدورها ستدمر مساحات كبيرة من الغطاء الأخضر وذلك سيؤدي إلى نتائج أكثر تدميراً على المناخ! م.ع.ح