كشف استطلاع للرأي أنجزته "مؤسسة غالوب الدولية" (Gallup International) أن 36 بالمئة من الأشخاص حول العالم يفضلون العيش في بلد آخر. في حوار مع DW، يقدم رئيس المؤسسة قراءة في النتائج.
إعلان
أبرز استطلاع للرأي حديث قامت به "مؤسسة غالوب الدولية" Gallup International أن ثلث الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع العالمي يرغبون في الهجرة. وشمل الاستطلاع 57 دولة وكان سؤاله الأساسي يصبو لقياس الرغبة العامة في تغيير بلد الإقامة، بشرط ألا تشكل المعاملات القانونية عقبة في وجه الهجرة. وأوضح رئيس "مؤسسة غالوب الدولية"، كانشو شتويشيف، أن الهدف الرئيسي كان قياس الرضا العام عن الحياة في البلدان التي شملها الاستطلاع.
وأشار المتحدث في حوار له مع DW أن الناس يهاجرون لأسباب عديدة مختلفة، وأن الهجرة أمر طبيعي وإيجابي في كثير من الحالات.
مقارنة بالدراسات السابقة، سجلت زيادة طفيفة في استعداد الناس للهجرة، حسب شتويشيف، معتبراً أنها ليست مفاجأة، فالأجيال الشابة، بما فيها المتواجدة في أوروبا، أصبحت أكثر قدرة ورغبة في الهجرة. وأشار إلى أن "سكان المناطق الحضرية الفقيرة في مناطق كثيرة في العالم، لا سيما في العالم النامي، يتوقون إلى الهجرة نحو مكان أفضل". ويرى رئيس "مؤسسة غالوب الدولية" فيما يخص الناجحين والمتميزين في البلدان الصغيرة، أنهم لا يجدون إمكانات كافية لتطوير مهاراتهم في سوق العمل الصغير في بلدانهم الأصلية.
فقر وحروب
وأوضح شتويشيف أنه في أوقات الحرب والأزمة الاقتصادية العالمية، تصبح الهجرة أكثر جاذبية، وأنه كلما كان الناس أصغر سناً وأكثر فقراً، زادت احتمالية الهجرة بينهم. وتظهر الأرقام التي خلص لها الاستطلاع، أن المستجوبين من البلدان المنخفضة الدخل هم أكثر عرضة للهجرة، وأن مستويات الدخل تلعب دوراً مهماً في اتخاذ القرار.
ومن بين الأمور الملفتة التي أبرزتها نتائج الاستطلاع، أن عدد الأشخاص الراغبين في الهجرة من دول الاتحاد الأوروبي أكثر من الأشخاص الراغبين في ذلك من الدول غير الأعضاء في التكتل الأوروبي.
تعليقاً على هذا المعطى، قال شتويشيف إن الهجرة داخل الاتحاد الأوروبي "ديناميكية"، فكثير من الناس في الاتحاد الأوروبي يهاجرون، لأنهم يستطيعون ذلك. في هذه الحالة، تكون الهجرة في الغالب من دولة في الاتحاد الأوروبي إلى أخرى، وهي أيضاً إحدى الحقوق التي يتمتع بها المواطنون في الاتحاد الأوروبي.
أوكرانيا ومولدوفا وروسيا!
وعن غياب أوكرانيا من لائحة البلدان التي شملها الاستطلاع، علق شتويشيف بالقول "لسوء الحظ، الحرب جعلت من الصعب إجراء الاستطلاع في أوكرانيا. كما أن البيانات التي كان من الممكن الحصول عليها هناك، لم تكن ستتسم بالدقة، لأن ما يقرب من ثلث السكان قد غادروا بلدهم".
ومن بين أهم الإحصائيات التي أظهرها التقرير، أنه في مولدوفا -واحدة من أفقر الدول في جنوب شرق أوروبا والدولة الأكثر تهديداً بعدوان روسي- 23 بالمئة فقط من السكان يريدون الهجرة، وهو عدد أقل بكثير مما تم إحصاؤه في البوسنة والهرسك (ً48 بالمئة) ومقدونيا الشمالية (42 بالمئة). شتويشيف
حلل هذه المعطيات حول مولدوفا قائلاً: "كل من فكر بالهجرة فقد هاجر أصلاً، والحرب نفسها كانت سببا دفع البعض للبقاء للدفاع عن بلادهم. أما بالنسبة للبوسنة والهرسك ومقدونيا، فهما حالتان مختلفتان تماماً، فانضمام كلا البلدين إلى الاتحاد الأوروبي صعب حالياً، والناس ما عادوا يتحملون الانتظار، فتدهور الحال في البلاد لفترة طويلة جعل الناس تتساءل عن سبب البقاء. في حالة هذين البلدين، يكون عدد المهاجرين أعلى بحوالي 50 بالمئة من المتوسط في بلدان الاتحاد الأوروبي".
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، شهدت العديد من الدول الأوروبية تدفقاً لمهاجرين من روسيا، هربوا لمعارضتهم الحرب ومطالبتهم بمجتمع أكثر ديمقراطية وانفتاحاً. ومع ذلك، فإن الاستطلاع يشير إلى أن 15 بالمئة فقط من الروس يريدون الهجرة، ما اعتبره شتويشيف "ليس غريباً، فقد أظهرت العديد من الدراسات السابقة مستويات عالية من الوطنية في روسيا ودعماً كبيراً لما نرفضه بشدة في الاتحاد الأوروبي"، معتبراً أن الرواية السائدة هناك مختلفة تماماً عن المتداولة في الغرب.
فيتنام والهند
وأشار شتويشيف، إلى أن الأكثر إثارة للحيرة هو الرقم المنخفض جداً للرغبة في الهجرة في كل من فيتنام والهند. ويضيف المتحدث، أن كلا البلدين شهدا نمواً اقتصادياً متزايداً في العقد الماضي، وأن الجوانب الثقافية والدينية، وقوة الهوية الوطنية والتقاليد لها تأثير قوي: "في الغرب، ما زلنا نعتقد أننا مركز العالم. الحقيقة التاريخية هي أن هيمنتنا كانت قصيرة نسبياً مقارنة بدول مثل الهند والصين وبلاد فارس وبابل وبيزنطة"، يقول شتويشيف.
مهاجر نيوز 2023
من القرن الإفريقي إلى اليمن.. طريق الهجرة المزدحم بالاغتصاب والتعذيب
رغم الحرب الطاحنة الضروس فيه، يصل عشرات الآلاف من المهاجرين من شرق إفريقيا إلى اليمن، أملاً في الوصول إلى السعودية والحصول على عمل فيها.. تعرف في هذه الجولة المصورة على أخطر طرق الهجرة في العالم!
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المحطة الأولى: جيبوتي
يفصل مضيق باب المندب الذي يبلغ عرضه 30 كم بين اليمن وجيبوتي، لهذا السبب تعد جيبوتي بلد العبور الأول لكثير من المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر اليمن. ينحدر معظمهم من إثيوبيا والصومال. الصورة تظهر 3 فيتات أثيوبيات بعد وصولهن إلى جيبوتي.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
المهاجرون القصر
الرحلة عبر اليمن من القرن الإفريقي إلى السعودية واحدة من أسرع طرق الهجرة نمواً في العالم - على الرغم من اندلاع حرب ضارية في اليمن، ووصفت الأمم المتحدة الوضع في اليمن أكثر من مرة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم". أغلب المهاجرين الذين يغادرون بلدان مثل إثيوبيا والصومال هم فتية. مثل هذا الصبي، الذي يبلغ من العمر 13 عاماً فقط، يغطّي عينيه لحمايتها من عاصفة رملية، بعد عبوره إلى جيبوتي من إثيوبيا.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
عبور المحيط في قوارب متهالكة
الوصول إلى اليمن عبر القرن الإفريقي يرتب على المهاجرين عبور المحيط. وغالباً ما يتم نقلهم في قوارب متهالكة وصغيرة جداً ما يعرض حياتهم للخطر. في كانون الأول/يناير 2019، ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، توفي ما لا يقل عن 52 شخصاً قبالة شواطئ جيبوتي. في هذه الصورة يظهر المهاجرون بعد وصولهم إلى وصلوا إلى شواطئ رأس العارة في منطقة لحج باليمن في أواخر تموز/يوليو من هذا العام.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
انتهاك صارخ للحريات
ما أن تنتهي الساعات الطويلة التي يقضيها المهاجرون على متن القوارب الخشبية المزدحمة والمتهالكة حتى يتم نقلهم في شاحنات بواسطة المهربين إلى مجمعات في الصحراء. ويمارس هؤلاء المهربين أبشع طرق التعذيب على المهاجرين والذي يعد انتهاكاً صارخاً يمس حريتهم.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ابتزاز عائلات المهاجرين
يقوم المهربون بسجن المهاجرين في سجون سرية، ثم يبتزون عائلاتهم في دفع ثمن إطلاق سراحهم. السلطات اليمنية لا تبذل أي جهد في سبيل وقف مثل هذه الأنشطة الإجرامية. يتعرض معظم المهاجرين إلى تعذيب يومي بالضرب أو التجويع، بينما تتعرض نساء وفتيات للاغتصاب على أيدي مختطفيهن، وفقاً لتقارير وكالة أسوشيتد برس.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
تعذيب مروع
عبد الرحمن مهاجر إثيوبي عمره 17 عاماً. بعد وصوله إلى رأس العارة، قام المهربون بحبسه وطلبوا أرقام هواتف الأشخاص الذين يمكنهم تحويل الأموال لإطلاق سراحه. أخبر خاطفيه أنه ليس لديه رقم. تعرض للضرب وتُرك دون طعام و ماء لعدة أسابيع. وفي إحدى الليالي، ضرب أحد المهربين ساقه بقضيب معدني. ورمى به في الصحراء. ليعثر عليه بعد ذلك سائق عابر وينقله إلى المستشفى حيث بترت ساقه هناك.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
حالة نادرة من الرأفة
فاطمة وزوجها يعقوب وصلا إلى اليمن على متن قارب من جيبوتي برفقة طفليهما، وجود الطفلين معهما دفع المهربين إلى الرأفة بحالهما والإفراج عنهما. يسعى الزوجان للوصول إلى المملكة العربية السعودية، لكن ذلك سيكون شاقا عليهما خاصة وأنهما سيعبران طرقا صخرية وصحاري تضربها العواصف الرملية ودرجات حرارة قد تصل إلى 40 درجة مئوية.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
ملعب مدمر يتحول لملجأ مهاجرين
يقع ملعب"22 مايو-أيار" لكرة القدم في مدينة عدن الساحلية معبر المهاجرين الشرقي. تحول هذا الملعب إلى ملجأ مؤقت للمهاجرين رغم تعرضه لدمار جزئي إبان الحرب. هذا المهاجر الإثيوبي البالغ من العمر 14 عاماً، يأخذ قسطا من الراحة على سرير في الإستاد بعد تعرضه لإيذاء جسدي أثناء رحلته إلى اليمن. قامت قوات الأمن بإيواء مهاجرين أسرتهم خلال جولاتها في الملعب.
صورة من: picture-alliance/AP Images/N. El-Mofty
في مرمى النيران
يسافر العديد من المهاجرين في اليمن الذين يرغبون في الوصول إلى المملكة العربية السعودية عبر محافظة الضالع، الواقعة على بعد عشرات الكيلومترات من الساحل الجنوبي. البقاء في الضالع أو السفر من خلالها خطير جداً. لجأ هؤلاء المهاجرون في كوخ صغير في سوق القات. يبعد خط القتال الأمامي بين رجال القوات المدعومة من التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين بضع مئات من الأمتار.
الكاتب: مارا بيرباخ/ حمزة الشوابكة