لماذا يستهدف النظام السوري وحليفه المنشآت الطبية بشكل ممنهج؟
١٠ مارس ٢٠٢١
على امتداد عقد من الصراع في سوريا، الذي لم يعرف نهاية بعد، تعرضت المشافي لأكثر من 400 هجوم. وأشار تقرير لمنظمة غير حكومية مقرها برلين إلى أن الهجمات جزء من استراتيجية لمنع الخدمات الطبية عن المناطق التي تديرها المعارضة.
إعلان
أقيم مشفى مغارة كفرزيتا على عمق 20 متراً في سفح جبل على أمل ان ينجو من القصف الجوي. وتم إنشاؤه عام 2015 بعيداً عن المراكز العسكرية والأخرى السكنية إلى الشمال من مدينة حماة، رابع أكبر مدينة في سوريا، وذلك لضمان استمرار الخدمات الطبية للمدنيين بعد تدمير المشفى الرئيسي. رغم مكانه الحصين نسبياً هوجم مشفى المغارة عدة مرات في السنوات اللاحقة حتى طرد المعارضين من المنطقة.
إزالة الأدلة؟
في أوائل هذا الشهر دمر المشفى بالكامل من طرف القوات الروسية لمنع إعادة استخدامه من قبل "الإرهابيين"، حسب تبرير وسائل إعلام روسية. ولكن منظمات حقوقية كالشبكة السورية لحقوق الإنسان اعتبرت ذلك محاولة لإزالة الأدلة على أن المشفى تعرض للكثير من الهجمات على مدار السنوات الست الماضية: "تهدف الحكومة الروسية لإزالة الأدلة والعواقب الوخيمة لفظاعات وجرائم القوات الروسية في قصفها البربري للمشفى"، كما جاء في بيان.
في الواقع لم يكن مشفى مغارة كفرزيتا هو المنشأة الطبية الوحيدة التي تعرضت للهجمات خلال الصراع في سوريا الذي يشارف على إتمام عقد من الزمن.
تعرضت مشاف لأكثر من 400 هجوم خلال العشر سنوات الماضية، حسب ما يقول "الأرشيف السوري"، وهو منظمة غير حكومية مقرها برلين تعمل على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الصراع السوري رقمياً.
وقد نشرت المنظمة قاعدة بيانات خلصت إلى أن 90 بالمائة من الهجمات على المشافي تحمل خاصيات الهجوم المتعمد وأن تدمير المنشأت الطبية كانت جزءاً من حملة استراتيجية للنظام السوري والقوات الروسية ضد المناطق بيد المعارضين.
"قاعدة البيانات هذه مهمة لأنها تظهر للعالم استراتيجية الهجمات ضد المنشأت الطبية وتداعياتها. غالبية تلك الهجمات وذلك الأسلوب جاء من قبل القوات السورية والقوات الروسية"، يقول هادي الخطيب مؤسس ومدير المنظمة في حوار لـ DW.
هذا ولم ترد وزارة الدفاع الروسية والسفارة السورية في برلين لطلب سابق على نشر التقرير من أجل التعليق عليه. على كل حال دأبت السلطات السورية والروسية على إنكار أي علاقة لها بتلك الهجمات.
الخبيرة القانونية العاملة في "الأرشيف السوري"، ليبي ماكوفي، أشارت إلى أن قاعدة البيانات تم تصميمها وفق معايير القانون الدولي. على سبيل المثال، تركز القاعدة على معلومات على طريقة استهداف المشافي بعد تعليمها ومن ثم استهدافها بصواريخ موجهة، أو طريقة التصويب المزدوج، أي استهداف منشأة طبية بضربة وبعد دقائق أو حتى ساعات تأتي الضربة الثانية.
على الأقل تم إعادة استهداف 216 منشأة طبية بهجمات مزدوجة، وهو ما يشكل نصف الهجمات التي تم توثيقها على المنشآت الطبية. الهجوم المزدوج (المتتابع) هو جريمة حرب حسب القانون الدولي.
وتأمل ليبي ماكوفي في أن يتم استخدام المواد والبيانات التي جمعتها مع زملائها يوماً ما من قبل الفرق القانونية والمحققين لتقديم الجناة إلى العدالة. لكن تبقى الكثير من التحديات الجسام؛ إذ أن تقديم الجناة للعدالة ومحاسبتهم يتطلب أكثر من التوثيق البصري على رغم أهميته في المعادلة، كما ترى ماكوفي.
حكم تاريخي بشأن "جرائم النظام السوري".. الخلفيات والدلالات
28:52
توثيق في سيبيل "الردع"
يعتقد مراقبون بأن النظام السوري وبدعم روسي سيركز هدفه في نهاية المطاف على استعادة إدلب، آخر معاقل المعارضة. ويرى هادي الخطيب أن القوات السورية والروسية ستستمران باستهداف المشافي في محاولة لمنع أي خدمات طبية على المناطق التي ما تزال بيد المتمردين، وخاصة أن قاعدة البيانات تشير إلى ارتفاع معدل استهداف المشافي خلال المعارك الكبيرة.
"مهما يحدث لإدلب في المستقبل، ستكون المشافي والمنشآت الطبية في طليعة الأهداف. ونريد أن نكون قادرين على إظهار ذلك على أمل منع حدوثه في المستقبل"، يختم هادي الخطيب حديثه مع DW.
لويس ساندرز، بيرجيتا شولك-جل/ خ.س
في صور: ما هي الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران في سوريا؟
تدعم إيران عدداً كبيرا من الميليشيات الشيعية في سوريا والتي تحارب إلى جانب الجيش السوري دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد.. فما هي أهم تلك الميليشيات؟
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Zaatari
ميليشيات شيعية تدعمها إيران في سوريا
في سنة 2014 ومع اقتراب نظام الأسد من الانهيار تحت وطأة تقدم المعارضة السورية المسلحة، تدفق الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية على سوريا بدعم من إيران. تنوعت هذه الميليشيات ما بين الإيرانية والأفغانية والباكستانية والعراقية واللبنانية، مدفوعين إما من منطلق عقائدي أو بإغراءات مالية لهم ولذويهم. ويقوم قادة من الحرس الثوري الإيراني بالإشراف على تجنيد وتدريب هذه المليشيات في سوريا.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
ميليشيات شيعية تدعمها إيران في سوريا
تشير تقديرات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى أن عدد مقاتلي المليشيات العراقية في سوريا يتراوح ما بين 15إلى 20 ألف مقاتل، فيما يقدر عدد مقاتلي حزب الله اللبناني بنحو 7 إلى 10 آلاف مقاتل وقرابة 5 إلى 7 آلاف مقاتل أفغان وإيرانيين. لكن تقديرات أخرى تشير إلى أن الرقم قد يصل إلى 80 ألف مقاتل شيعي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
حزب الله اللبناني
يأتي في المرتبة الأولى من حيث كثرة أعداد مقاتليه في سوريا حيث تتراوح أعدادهم ما بين 5000 إلى 8000 مقاتل. مقر القوات هو مدينة القصير بريف حمص الغربي. تنشط عناصره على حدود سوريا مع لبنان، لكن مع الوقت تمدد وجودهم ووصلوا إلى ريف حمص وسط البلاد. سقط من عناصر الحزب أعداد كبيرة خلال الاشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Zaatari
فيلق القدس
وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية. قائدُه هو اللواء قاسم سليماني. يضم الفيلق تشكيلات عسكرية متعددة وينسب إليه الفضل في الاستيلاء على الكثير من المدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
لواء الباقر
يتواجد في مدينتي حلب ودير الزور وهو من أبرز المجموعات المسلحة التي دعمتها إيران ودربتها خلال السنوات الماضية في سوريا. تأسس اللواء عام 2014 على يد قائده الحالي خالد علي الحسين بهدف الانتقام من فصائل الجيش الحر التي يتهمها بقتل والده بعد دخولها إلى مدينة حلب عام 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Voskresenskiy
لواء الإمام الحسين
يشترك لواء الإمام الحسين مع الفرقة الرابعة للجيش السوري في أغلب العمليات العسكرية المتركزة في محيط العاصمة السورية دمشق، كما يتواجد في منطقة مستشفى البيروني في منطقة حرستا وفي الغوطة الشرقية لدمشق. ينسب اللواء إلى نفسه مهمة حماية مرقد السيدة زينب. يتكون من مقاتلين إيرانيين وعراقيين وأفغان وبعض السوريين وجنسيات أخرى.
صورة من: facebook/LwaAlamamAlhsyn
ميليشيات عراقية
تتواجد بكثرة على الأراضي السورية. وتقدر مصادر في المعارضة السورية عدد عناصر الميليشيات العراقية في سوريا بنحو 20 ألف مقاتل.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Abbas
حماية مرقد زينب
تتركز مقرات الميليشيات العراقية في مناطق مثل العاصمة دمشق ومنطقة السيدة زينب وبلدة العيس جنوب حلب وريف حمص الشرقي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. al-Helo
حزب الله العراقي
ومن هذه الميليشيات حزب الله العراقي، وحركة نجباء العراق، وميليشيات الإمام الحسين، وأسود الله، وكتائب الإمام علي، واتحاد أصحاب الحق، وعصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس وقوات فيلق بدر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J.al-Helo
ميليشيات أفغانية
أهمها "لواء فاطميون" الذي أسسه علي رضا توسلي عام 2014 لقتال المعارضة السورية. قوامه عناصر شيعية من قومية الهزارة بأفغانستان. يحصل اللواء على التمويل والتدريب من قبل الحرس الثوري الإيراني. يُقدر تعداد أفراده في سوريا بحوالى 3000 مقاتل، فيما تشير المصادر الإيرانية إلى أن العدد يصل إلى 14ألف مقاتل. تتركز عملياته بدير الزور والبوكمال. قُتل مؤسس التنظيم علي الرضا توسلي في اشتباك مع جبهة النصرة في درعا.
صورة من: picture-alliance/AA/S. M. Leyla
ميليشيا باكستانية
وتتمثل في لواء زينبيون، وهو ميليشيا باكستانية شيعية، جماعة متطوعة أخرى تقاتل في سوريا. يحصل على المال والتدريب من فيلق القدس. صنفته وكالة أنباء فارس كقوة هجومية من النخبة ويضمّ أكثر من 5000 من المقاتلين الشيعة الباكستانيين الشباب، لكن رويترز ووسائل إعلام غربية أخرى قدرت العدد بما لايزيد عن الألف. يتمركز أفراد اللواء في شمال حلب وجنوبها وجنوب دمشق ودرعا.