نوبات غضب نادرة، واتباع الأوامر والتعليمات بلطف، وتناول الطعام الموجود، سلوكيات يتبعها الأطفال الفرنسيون ليتم وصفهم بالأطفال الأكثر تهذيباً، فكيف هذا؟
يوصف الأطفال الفرنسيون بأنهم الأطفال الأكثر تهذيباً، فما الأساليب التي يتبعها الآباء الفرنسيون في تربية أطفالهم؟صورة من: Jerome Gorin/PhotoAlto/picture alliance
إعلان
يُعرف عن الأطفال الفرنسيين بأنهم من أكثر الأطفال تهذيباً، فنادراً ما يتعرّضون لنوبات غضب تسبب الإحراج لوالديهم، ويأكلون ما يوضع لهم على الطاولة من طعام، فكيف ذلك؟ هذه الأسرار يكشفها الآباء الفرنسيون في تربية أطفالهم وفق مجلة فوكوس الألمانية.
الأخلاق الحميدة أمر مفروغ منه
يعلّم الآباء الفرنسيون أطفالهم الأخلاق الحميدة منذ نعومة أظفارهم، فعندما يطلب شخص بالغ من طفله أداء مهمة ما، يقول له "من فضلك"، ولكن هذا التعبير باللغة الفرنسية "s'il vous plaît" يعني حرفياً "إذا أعجبك الأمر"، وهو ما يوضح للأطفال أهمية التصرف بلطف مع الآخرين عند طلب شيء ما، بالإضافة إلى أن الآباء الفرنسيين يصرّون على تعليم أطفالهم احترام كبار السن، وإلقاء التحية على الغريب.
نقص مربين ومربيات في رياض الأطفال في ألمانيا
02:26
This browser does not support the video element.
الاستقلالية أمر ضروري
تعمل معظم الأمهات الفرنسيات في وظائف بدوام كامل أو جزئي، ولهذا يضعن أطفالهن في الحضانة بدءاً من عمر الثلاثة أشهر، ما يساعد الأطفال على اكتساب الاستقلالية، من خلال البيئة الاجتماعية المحفزة التي يختبرونها هناك، حيث يتاح لهم التفاعل مع أقرانهم واللعب معهم منذ سن مبكرة.
كما يكتسب الأطفال في هذه الحالة مهارات اجتماعية أخرى، مثل المرونة، وحل النزاعات، والحفاظ على العلاقات.
مقدار كبير من الثقة ضمن الحدود
يثق الآباء الفرنسيون بأطفالهم كثيراً، فيتركون لهم المساحة الكافية لاتخاذ القرارات الخاصة بهم، والتعامل مع مشاكلهم والصعوبات التي يواجهونها، إيماناً منهم بقدرات أبنائهم في إيجاد الحلول المناسبة. ولا يتدخلون إلا في الأوقات الحرجة وعند المواقف الصعبة التي تحتاج إلى وجود شخص بالغ لحلها.
ويساعد الآباء الفرنسيون أبناءهم من خلال تقديم النصح والإرشاد. بالإضافة إلى أنهم يتحدثون مع أطفالهم بلغة الكبار وليس بلغة الأطفال.
الثقة التي يمنحها الآباء الفرنسيون لأطفالهم لا تتعارض مع ضرورة اتباعهم لحدود وقواعد محددة لا جدال فيها، لضمان استقرارهم العاطفي وسلوكهم السليم.
ثناؤك على طفلك: متى يكون مضرا له؟
04:18
This browser does not support the video element.
الفرنسيون لا يطبخون خصيصاً لأطفالهم
من غير الشائع في العائلات الفرنسية أن يتم طهي طبق مخصص لكل طفل وفق رغبته الشخصية، وإنما على جميع الأطفال أن يأكلوا ما يتم طهيه في البيت دون تذمر.
وعادة ما يأكل الأطفال الفرنسيون ما يتناوله الكبار وليس لديهم قوائم طعام خاصة، كما أن الوجبات الخفيفة أقل شيوعاً في فرنسا بالمقارنة مع دول أخرى. فعند حلول موعد الوجبة الرئيسية سيكون الطفل جائعاً، مما يشجعه على تناول الطعام الموجود.
الوقت مع العائلة مقدّس
يُعتبر الوقت الذي يقضيه أفراد العائلة مع بعضهم البعض وقتاً مقدساً، وخاصة أيام الأحد الذي يعتبر يوم العائلة، وبهذا اليوم، يجب على الأطفال الجلوس في المنزل لقضاء الوقت مع والديهم.
والوقت الذي يقضيه الآباء الفرنسيون مع أطفالهم وقت ثمين ومهم، يمارسون فيه أنشطة محببة للأطفال أو يخرجون للتنزه.
م.ج
رعاية الأطفال في ألمانيا - مسائل خلافية في المجتمع
ما هو العمر المناسب لتقديم الحلوى للطفل؟ هل يجب أن يأخذ التطعيم؟ وإلى أي روضة سيُرسل؟ يجب على الوالدين اتخاذ قرارات عدة متعلقة بتربية أطفالهم. نستعرض هنا المواضيع الأكثر جدلاً في المجتمع الألماني حول رعاية الأطفال.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
اختيار اسم لطفلك هو كاختيار الوشم - ولكن لشخص آخر. في حين يعتبر بعض الآباء أن الاسم يعبر عن هويتهم، إلا أن الطفل من سيتحمل اختيار والديه لاحقاً. على كل حال، ينصح بعدم انتقاد اختيار الوالدين الشابين. في عام 2017، كان اسمي ماري وماكسيميليان أشهر أسماء الأطفال في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
على الرغم من أن الكثير من الأمهات الألمانيات لا يرضعن، فإن الرضاعة الطبيعية تنتشر على نطاق واسع في هذا البلد. بشكل عام يتقبل معظم الناس الرضاعة الطبيعية في الأماكن العامة. غير أنه لا يوجد قانون يمنح الأمهات حق القيام بذلك. لذلك تحظره بعض المقاهي بناء على طلب بعض الضيوف – بينما يسمح به البعض الآخر.
صورة من: picture alliance/empics/N. Ansell
مدة الرضاعة الطبيعية هي موضوع آخر يناقشه الآباء الألمان. نساء قلة يرضعن أطفالهن حتى سن الثالثة. وتعتبر بعض الأمهات أن حليب الأم هو الغذاء المثالي الذي يجب أن يستمر لأطول فترة ممكنة.
صورة من: Colourbox/yarruta
سؤال آخر مهم يشغل الأهالي العاملين: إلى أي روضة أطفال يجب أن يرسل الطفل في المستقبل؟ وبينما يفرح البعض عند وصول أطفالهم إلى روضة الأطفال، ينشغل آباء آخرون باختيار المدرسة المناسبة.
صورة من: picture-alliance/ZB/P. Pleul
وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، فإن معدل التطعيم في ألمانيا 96 في المئة. في حين كان في بعض الدراسات الألمانية أقل من ذلك. والحقيقة أن التطعيم يثير جدلاً كبيراً بين الآباء والأمهات في هذا البلد، حيث يؤيده البعض، بينما يرفضه آخرون.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
جميع الآباء والأمهات اختبروا استيقاظ الطفل صارخاً ليلاً، وحرمانهم من النوم. غير أن الجدل هنا حول ما يجب فعله. إذ يرى بعض الآباء أهمية ترك الطفل يبكي حتى يتعلم النوم بنفسه (أسلوب فيربر)، في حين يعارض آخرون هذا الأمر ويجدونه مضراً لصحة الطفل.
صورة من: CC/Roxeteer
الآباء الذين يعارضون التدريب على النوم، مثل أسلوب فيربر، يؤيدون غالباً أسلوب "رعاية الأبوة والأمومة"، وهي فلسفة تربوية للطبيب الأمريكي وليام سيرز تعتمد على احتياجات الطفل. تقوم على حمل الطفل والنوم إلى جانبه. والسؤال الأكثر إثارة للجدل هنا، هل ينام الطفل في سرير والديه، أم في سرير خاص؟
صورة من: imago/imagebroker
يناقش الوالدان في ألمانيا أيضاً نوع الحفاضات التي يجب استخدامها للطفل. إذ يستخدم بعضهم الحفاضات القماشية، والتي يمكن غسلها واستخدامها مجدداً، في حين يفضل كثيرون استخدام الحفاضات الصناعية ذات الاستخدام لمرة واحدة.
صورة من: picture alliance/dpa Themendienst
وبالنسبة للغذاء، يحرص الآباء والأمهات المثاليون على طهي طعام أطفالهم بأنفسهم، وتقديمه مع أدوات مائدة مصنوعة من البلاستيك المعالج ومخصصة للأطفال.
صورة من: Fotolia/victoria p
هناك الكثير من التطبيقات وبرامج التلفزيون، والكثير من ألعاب التكنولوجيا سواء على الهاتف الذكي أو الأجهزة الإلكترونية الأخرى. وما يزال النقاش قائماً عما إذا كان استخدام الأطفال لوسائل التكنولوجيا صحياً أم لا في العائلات الألمانية. وكما كشف معظم الآباء بأنهم يستمتعون بالدقائق المجانية التي تمنحها لهم الألعاب الإلكترونية.
صورة من: picture-alliance/dpa
ومن المؤشرات الأخرى على مدى جدية الآباء والأمهات في ألمانيا هو السن الذي يقدمون فيه الحلوى لأول مرة إلى طفلهم - الأطفال الأكبر سناً يتناولون الآيس كريم كل يوم تقريباً في الصيف. إليزابيث غرينير/ ريم ضوا.