لماذا يعتمد ثلثا اللاجئين بألمانيا على المساعدات الاجتماعية؟
١٢ يناير ٢٠١٩
يحصل ثلثا اللاجئين، الذين ينحدرون من دول اللجوء الرئيسية الثمانية، على مساعدات اجتماعية وفقاً لما يعرف بقانون "هارتس 4". ارتفاع نسبة الحاصلين على هذه المساعدات لها أسبابها حسب موقع "Gegen Hartz IV" الألماني.
إعلان
ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية الواسعة الانتشار أن قرابة ثلثي اللاجئين (63.7 %) يعيشون على المساعدات الاجتماعية وفق قانون هارتس 4 الذي يحدد الحد الأدنى للمساعدات. ومن بين المجموع الكلي للأجانب المقيمين في البلاد يحصل حوالي 20.6 % منهم على مساعدات البطالة من "جوب سنتر"، وهي المساعدات المعروفة بمساعدات هارتس 4، نسبة إلى مدير الأعمال الألماني بيتر هارتس الذي اقترح القانون المذكور وحدد إطار العمل به، حيث يحصل الشخص دون عمل على الحد الأدنى من المساعدات، لكنه يجب أن يكون مستعدا لقبول أي عمل أو وظيفة تناط به من قبل دائرة العمل.
ووفقاً لموقع "gegen Hartz"، الذي يقدم خدمات استشارية لمتلقي المساعدات الاجتماعية، فإن ارتفاع نسبة الحاصلين على هذه المساعدات يعود لثلاثة أسباب رئيسية:
أولاً: عدم القدرة على العمل بسبب نقص المهارات اللغوية
يعيش حالياً حوالي 1.7 مليون لاجئ في ألمانيا. والدول الرئيسية التي ينحدر منها اللاجئون هي: سوريا وأفغانستان والعراق وإيران ونيجيريا وباكستان وإريتريا والصومال. 63 % من اللاجئين يحصلون على مساعدات هارتس 4. ما يعني 9 بالمئة من مجموع سكان ألمانيا.
لا يمكن لكثير من اللاجئين إيجاد عمل مباشرة بعد البت بطلبات لجوئهم لعدم امتلاكهم المؤهلات اللغوية اللازمة، علماً أن أعداد المهاجرين الذين يعملون قد ارتفع عام 2018 مقارنة بعام 2017. فغالباً ما يتم البحث لهم عن عمل لا يتطلب مهارات لغوية عالية، مثل العمل في قطاع الخدمات اللوجستية وفي التنظيف ومجال الطهي والمبيعات.
ثانياً: زيادة الدخل بمساعدات هارتس 4
وفقاً للمتحدثة باسم وكالة العمل الاتحادية، فإن نسبة الـ63% من اللاجئين الذين يحصلون على مساعدات هارتس 4، تشمل الأطفال وبعض الأشخاص الذين يعملون بدخل منخفض محدود وينبغي زيادة دخلهم عبر مساعدات هارتس 4، علماً أن ثلث اللاجئين يعملون بشكل نظامي أو لديهم عمل بدخل محدود "ميني جوب".
رئيس اتحاد أرباب العمل، إينغو كرامر، يؤكد أن اندماج اللاجئين في سوق العمل يسير بشكل جيد وأن جميع اللاجئين القادرين على العمل سيتم إلزامهم بدفع تأمينات اجتماعية، ما يجعل المهاجرين داعمين للاقتصاد الألماني.
ثالثاً: في الغالب يعمل المهاجرون مقابل أجر منخفض
لا شك أن إدماج الكثير من اللاجئين في سوق العمل أمر جيد. ولكن يبقى التساؤل حول سبب حصول الكثير منهم على المساعدات المالية رغم عملهم. وفقاً لموقع " IVgegen Hartz" يبدو أن أغلب المهاجرين يتم تشغيلهم بوظائف محدودة الدخل.
لا يمكن تفسير سبب حصول الكثير من اللاجئين على مساعدات هارتس 4 رغم حصولهم على عمل. وهو ما يعتبر مكسباً بالنسبة لموظفي مكتب العمل والتوظيف، إذ يتحتم على طالبي اللجوء الخضوع لقوانين مركز التوظيف ومضايقاتهم. كثير من اللاجئين يفضلون العمل حتى ولوكان ذلك مقابل دخل زهيد، ومن المؤسف أن تستغل الدولة هذه الحاجة لمصلحتها، حسبما يدعي موقع "gegen Hartz" الألماني، المسجل في مدينة بريمن.
لم يكن السوري حيدر درويش يتخيل، في عام 2016 ، أنه سيعيش بعد عامين من هذا التاريخ في برلين وأنه سيؤدي هناك عروضا راقصة. في هذه الصور نعرض قصة ثلاثة لاجئين وجدوا ضالتهم في برلين.
صورة من: Reuters/A. Cocca
كأنه رجل أعمال
عندما يمشي يوسف صليبا في شوارع برلين، قد يعتقد المرء أنه رجل أعمال. وبالفعل كان رجل أعمال قبل مجيئه إلى ألمانيا. وعندما كان في التاسعة من عمره، أرسله والده إلى دمشق للعمل عند صديق في معالجة الخشب. وهذا ما جلب له متعة كبيرة، مما جعله يستقل في عمله، الذي ازدهر إلى حين تفجرت الحرب في سوريا في عام 2011.
صورة من: Reuters/F. Bensch
فنان يصعد إلى المنبر
يوسف صليبا كان يخشى أن يساق إلى الجيش السوري ـ وهكذا فر قبل ثلاث سنوات إلى أوروبا. وعندما ـ لاحقا في ألمانيا ـ قام ضمن دروس تعلم الألمانية برحلة استكشافية في كاتدرائية برلين شعر فورا بارتباط ما بالمكان. وعرض أن يساعد بشكل تطوعي في أعمال الترميم. وبعدها بسنة عرضت عليه الكنيسة عملا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
الكنيسة كوطن
وتحولت كاتدرائية برلين بسرعة إلى موطن صليبا بخلاف ألمانيا. ولا تريد سلطات برلين إصدار هوية شخصية له وتحيله على السفارة السورية في برلين. لكنه يرفض دخول سفارة البلد الذي هرب من حكومته، ولهذا قدم شكوى ضد ألمانيا. ولا يُعرف كيف سيستمر الوضع بالنسبة إليه في ألمانيا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
طلب اللجوء يوم مصيري
علي محمد رضائي لا يعرف تاريخ ميلاده. لكن الشاب البالغ من العمر 26 عاما يعرف تاريخا آخر: الـ 15 من أكتوبر 2015 حين وصل الأفغاني إلى برلين وقدم طلب لجوء. وبرلين كانت وجهة سفره، الذي استمر شهرين من أفغانستان عبر البلقان إلى ألمانيا حيث عمل أشياء كثيرة منها عزف الموسيقى.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الموسيقى والدراجات النارية
علي محمد رضائي التحق بفرقة موسيقية تعرف فيها على كريس فاخهولتس، التي استضافته في منزلها للطبخ هناك مع زوجها وتعلم الألمانية. وتبين أن علي محمد رضائي وزوج كريس لهما نفس الشغف ـ الدراجات النارية. وارتبط علي بالزوجين اللذين يعتبرهما كأمه ووالده.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مقهى اللغة
في ألمانيا قام علي محمد رضائي ببعض الدورات التدريبية، لكنه لم يحصل على عمل ـ في دار عجزة وفي مخبزة وفي فنادق ومطاعم. وفي وقت الفراغ يحاول تحسين لغته الألمانية مثلا داخل مقهى برليني يقدم دروسا في هذا المجال.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
الخوف من الترحيل
عندما لا يحضر علي محمد رضائي الأكل في صالة استراحة لوفتهانزا في مطار برلين أو ينظف، فإنه يلتقي مع أصدقاء في حانة. إلا أن خطر الترحيل يطارده :" لدي شقة وأعرف الكثير من الناس اللطفاء. وإذا رحلوني، فإنني سأخسر كل شيء". لأنه تم رفض طلب لجوئه.
صورة من: Reuters/F. Bensch
من وابل القنابل إلى الحياة الليلية
الغالبية لا تتخيل لاجئا سوريا مثل حيدر درويش. لكنه لاجئ. في 2016 هرب من الحرب. وعندما بدأ يرقص في 2017 داخل نادي للمثليين، تحدث إليه جودي لاديفانا، طالب إسرائيلي عرض عليه المشاركة في عرضه. وفي سوريا لم يسبق لحيدر درويش أن رقص فوق حلبة.
صورة من: Reuters/A. Cocca
أعمال غير عادية
جودي لاديفانا أقنعه، ومنذ ذلك الحين تسير الأمور جيدا. ويقول بافتخار: "الكثير من الناس يسألون متى وأين أقدم عروضي كي يحضرونها". ولتحسين راتبه، فإنه يعمل في متجر للموضة وأدوات الجنس للمثليين. وصاحب المتجر سبق وأن زار عرضه الفني.
صورة من: Reuters/A. Cocca
الانفتاح
حيدر درويش (يسار) يساعد رئيسه فرانك ليتكه (يمين) في تظاهرات المثليين في برلين. وحياته في سوريا كانت ستكون مختلفة عما هي عليه الآن في برلين: متنوعة ومتحررة وخالية من الخوف. وبإمكانه في برلين أن ينطلق أكثر. وبرلين زادت بقسط في تنوعها.