دقت الأمم المتحدة ناقوس خطر إزاء تداعيات عودة ثلاثة ملايين أفغاني من إيران وباكستان. ووصفت الأمم المتحدة عملية العودة بـ "المهينة"، مضيفة أنه جرى طرد نصف مليون أفغاني من إيران خلال 16 يوما منذ انتهاء التصعيد مع إسرائيل.
قالت الأمم المتحدة إن أكثر من 30 ألف شخص يعبرون إلى أفغانستان يوميا من خلال معبر إسلام قلعة الحدودي مع إيران وحده. صورة من: MUSTAFA NOORI/Middle East Images/AFP via Getty Images
إعلان
حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أنه بحلول نهاية هذا العام، يمكن أن يعود ما يصل إلى ثلاثة ملايين مهاجر أفغاني من إيران وباكستان ما قد يفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة في أفغانستان بشكل خطير.
وذكر عرفات جمال، ممثل المفوضية في أفغانستان، خلال مؤتمر صحفي على الانترنت من كابولـ أن أكثر من 6ر1 مليون أفغاني-معظمهم من إيران- عادوا بالفعل إلى البلاد في الأشهر الأخيرة منذ انتهاء التصعيد مع إسرائيل.
ووصف عملية العودة بأنها "فوضوية ومهينة وواسعة النطاق"، مضيفا أن الكثير من الأسر تصل إلى أفغانستان منهكة وبدون موارد أساسية. وتضع عودتهم ضغوطا مكثفة على المجتمعات المحلية التي تعاني بالفعل من مشكلات.
وطبقا لبيانات الأمم المتحدة، يعبر أكثر من 30 ألف شخص يوميا إلى أفغانستان، من خلال معبر إسلام قلعة الحدودي وحده.
وأثقلت هذه العودة الجماعية كاهل خدمات الحدود ومرافق الاستقبال. ودفعت حرب إيران مع إسرائيل أيضا إلى زيادة عدد اللاجئين الأفغان الذين يرحلون عن إيران.
يشار إلى أن أفغانستان تعاني وضعا اقتصاديا صعبا منذ تولى حركة طالبان السلطة في البلاد عقب انسحاب القوات الأمريكية والدولية من البلاد في أغسطس/أب 2021. ويشترط المجتمع الدولي وخاصة الدول الغربية اتباع طالبان سياسة تحترم حقوق الأنسان والمرأة والحريات لكي تقدم المساعدات لكابول.
يشار إلى أن الأمم المتحدة قد حذرت الشهر المنصرم من أن إيران رحّلت في أيار/مايو عددا من العائلات الأفغانية يزيد مرتين عن الشهر الذي سبقه، معربة عن مخاوفها إزاء "توجه جديد ومقلق" يأتي في وقت تشن باكستان المجاورة حملة طرد جماعي للأفغان.
ويقيم في باكستان نحو ثلاثة ملايين أفغاني، وقد تم إلغاء بطاقات الإقامة الخاصة بـ800 ألف منهم في نيسان/أبريل، بينما لا يزال 1,3 مليون شخص يحملون تصاريح إقامة حتى 30 حزيران/يونيو لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. والباقون ليس لديهم وثائق.
تحرير: خ. س
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع