كشفت إحصائيات من الصين أن عدد الوفيات بين الرجال المصابين بفيروس كورونا المستجد نحو ضعف عدد النساء. ما السبب الذي يجعل من النساء أكثر مقاومة للفيروس؟ وماذا بشأن الأطفال؟
وينقل موقع قناة mdr الألمانية أن من بين 44 ألف حالة إصابة، بلغت الوفيات بين الرجال 635 حالة، فيما توفيت 370 امرأة.
نتيجة مشابهة ظهرت خلال الإصابات بفيروس سارس في هونغ كونغ عام 2003، حيث توفي رجال أكثر من النساء نتيجة الإصابة بالفيروس المنتمي أيضا إلى أسرة كورونا.
ما السبب؟
حتى الأمراض المعدية الأخرى مثل الإنفلونزا تصيب الرجال أكثر وبشكل أقوى من النساء، حسب دراسة للدكتور كيله سوي حول "إنفلونزا الرجال" نُشرت عام 2017، بحسب موقع قناة mdr الألمانية. ويعتقد العلماء أن نظام المناعة عند النساء أقوى من نظيره عن الرجال، فالهرمون الأنثوي "استروجين" يحفز نظام المناعة، بينما يعمل الهرمون الذكري "تستوسترون" على كبح نظام المناعة.
"ولهذا يكون رد فعل نظام المناعة عند النساء أسرع منه عند الرجال"، كما يوضح الباحث ماركوس التفيلد من معهد هاينريش بيته في هامبورغ، ويضيف: "هذه الظاهرة تتضح أكثر في الفترة بين ما بعد المراهقة وسن اليأس".
أما بالنسبة لنسبة الإصابات بين الأطفال في الصين، فقد بينت الأرقام أن من بين 40 ألف مصاب، بلغ عدد الأطفال منهم تحت سن التاسعة 400 طفل فقط، ومن التاسعة حتى 19 عاماً وصل عدد المصابين إلى 500 حالة. وتفسر الدكتور ناتالي مكديرموت من الكلية الملكية في لندن انخفاض النسبة إلى أن الآباء يبعدون المرض عن أطفالهم من خلال العناية الدائمة بهم.
ورغم أن دراسة حديثة في مدينة شينزين أظهرت أن احتمالية العدوى بين الصغار هي نفسها بين الكبار، لكن الصغار يصابون بفيروس كورونا المستجد نسبة أقل بكثير من الكبار. ويخمن الباحثون أن الأمر متعلق مرة أخرى بنظام المناعة، إلا أن نظام المناعة عند الأطفال وهو نظام مناعة "غير محدد" يعمل بشكل أقوى بكثير ضد الفيروسات، مقارنة بنظام المناعة عند النساء الذي يعتمد على الهرمون الأنثوي "استروجين" الذي يحفز عمل الخلايا المناعية داخل الجسم.
ع.خ
ممنوع اللمس: أين يختبئ فيروس كورونا؟
أخبار كورونا في كل مكان، وتزداد معها المخاوف من كل ما حولنا. هل الفيروس على الخضروات التي نأكلها؟ على الهاتف؟ على الحيوان الأليف؟ هل يمكننا لمس أي شيء الآن؟ أسئلة تدور في رأس الكثيرون، فبماذا يجيب العلماء؟
صورة من: picture-alliance/Kontrolab/IPA/S. Laporta
الحذر من مقابض الأبواب
فيروسات كورونا المعروفة للعلماء تبقى في المتوسط من أربعة إلى خمسة أيام على الأسطح المختلفة مثل مقابض الأبواب. ورغم إنه من غير الواضح بعد كيف ينتشر فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلا أن العلماء يرجحون انتشاره عبر الرذاذ الناتج عن السعال أو العطاس. هذا الرذاذ ينتقل عادة من الأيدي إلى الأسطح المختلفة. لذلك من الضروري غسل اليدين دائماً.
صورة من: picture-alliance/dpa Themendienst/F. Gabbert
الأكل في الخارج ليس شهياً دائماً!
ينبغي الحرص عند الأكل في المطاعم وغيرها من الأماكن العامة. فقد ينتقل الفيروس من شخص مصاب إلى آخرين عن طريق السعال أو العطس مباشرة على الصحون أو أدوات المائدة. وفقاً للمعهد الاتحادي لتقييم المخاطر لم يُثبت حتى الآن انتقال المرض بهذه الطريقة. لكن من الأفضل حالياً توخي الحرص وتناول الطعام المُعد في المنزل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
هل أخاف من البضائع المستوردة؟
مع إغلاق المدارس ومكوث الأطفال في المنزل، يحتاجون إلى الألعاب لتسليتهم. فهل تمثل الألعاب المستوردة من بلاد أخرى خطراً؟ يجيب المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر بالنفي، فحتى الآن لا توجد حالات انتقال للعدوى عبر بضائع مستوردة. كما يقول الخبراء إن الفيروس يظل على الأسطح لمدة أطول كلما زادت برودة الجو وارتفعت الرطوبة، وهو ما لا يحدث بالضرورة مع البضائع حيث تتعرض لعدة تغيرات جوية حتى تصل إلى وجهتها الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Gollnow
هل التسوق الإلكتروني خطر؟
في ظل عمل الكثيرين من المنزل هذه الأيام وتفاديهم المتاجر، تزدهر التجارة الإلكترونية بشكل كبير. فهل من الممكن الإصابة بالعدوى من خلال لمس الطرود؟ بشكل عام فإن فيروسات كورونا لا تعيش طويلاً على الأسطح الجافة. بما أن بقاء الفيروس مرتبط بعدة عوامل بيئية مثل درجة حرارة الجو والرطوبة، فإن المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر يرى أن انتقال الفيروس عن طريق الطرود أو البريد "مستبعد".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
هل "صديق الإنسان" ناقل للفيروس؟
العزل المنزلي يصيب الكثيرين بالملل، وتكون الحيوانات الأليفة في هذه الحالة مبعثاً للتسلية. لكن هل من الممكن أن تنتقل العدوى من الحيوان للإنسان أو العكس؟ رغم تأكيدات الخبراء أن احتمالية إصابة الحيوانات بالعدوى "ضئيلة جداً"، إلا أنهم لا يستبعدون هذا الاحتمال تماما. فالحيوانات لا تًظهر أي أعراض، وبالتالي فهي لا تمرض. لكن لا يعني ذلك أنها غير حاملة للفيروس وقد ينتقل للإنسان برذاذ الحيوان أو إفرازاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/A. Tarantino
هل نعزل الخضروات؟
يعلم الجميع أن الخضروات مفيدة للصحة، ولكن هل صارت خطراً علينا؟ يُصنف المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر احتمالية انتقال فيروس كورونا عن طريق الخضروات على إنها "ضئيلة جداً". فحتى الآن لا توجد حالات إصابة بالعدوى عبر هذا الطريق. أهم ما يُنصح به هو غسل اليدين قبل تحضير الطعام، وهو الأمر الذي يجب المواظبة عليه حتى بدون وجود خطر كورونا. كما يمكن تقليل احتمال العدوى عن طريق الطبخ أو التسخين.
صورة من: picture-alliance/Kontrolab/IPA/S. Laporta
ماذا عن الأغذية المجمدة؟
إذا كانت فيروسات كورونا المعروفة لنا مثل السارس (SARS) والميرس (MERS) لا تتأثر بالبرودة، فهل يعني ذلك وجود فيروس كورونا المستجد على أسطح الأغذية المجمدة؟ هذه الفيروسات قد تظل معدية لمدة عامين في درجة حرارة -20. لكن المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر يُطمئن الجميع: فحتى الآن لا توجد أي حالات معروفة عن انتقال كورونا عن طريق الأغذية، حتى المُجمدة منها.
صورة من: picture-alliance /imageBROKER/J. Tack
ممنوع أكل الحيوانات البرية!
الخبر الوحيد الجيد منذ بدء أزمة كورونا هو أن الصين منعت أكل الحيوانات البرية. فجميع الدلائل تشير إلى أن المرض انتقل من الخفاش للإنسان. ولم يكن هذا ذنب الخُفاش، فالإنسان هو من اختار أكله. لذلك لا يُنصح أبداً بأكل أي حيوانات برية.