لمكافحة الإرهاب وصد اللاجئين ـ نظام معلوماتي موحد بفضاء شنغن
٢٥ أكتوبر ٢٠١٧
وافق البرلمان الأوروبي على إنشاء نظام معلوماتي موحد بفضاء شنغن، وذلك لتسريع عمليات التدقيق ولتحسين سبل مكافحة الإرهاب. وبموجب هذا النظام الجديد سيتم جمع أسماء وأرقام جوازات سفر وبصمات وصور كل الذين يعبرون حدود فضاء شنغن.
إعلان
وافق البرلمان الأوروبي الأربعاء (25 تشرين الأول/أكتوبر 2017)على قرار يقضي بتزويد الدول الأوروبية في فضاء شنغن نظاماً معلوماتياً موحداً لتسريع عمليات التدقيق على حدودها الخارجية، ولتحسين سبل مكافحة الإرهاب. وبموجب هذا النظام الجديد "الذي سيدخل حيز التنفيذ" بحلول العام 2020 سيتم جمع أسماء وأرقام جوازات سفر وبصمات وصور كل الذين يعبرون حدود فضاء شنغن من غير الرعايا الأوروبيين.
كما سيتيح هذا النظام التحقق بشكل أدق مما اذا كان الأجانب غير الأوروبيين يتقيدون بمهلة الحد الأقصى الممنوحة لهم في إطار "إقامة قصيرة" في أوروبا، والبالغة 90 يوماً موزعة على فترة من 180 يوماً في المجموع، وما إذا كانت تأشيرات دخولهم قد انتهت.
والمعلومات التي يخزنها هذا النظام، بما فيها تلك المتعلقة بالذين يطردون على الحدود، ستكون بحوزة السلطات الحدودية والمسؤولين عن منح التأشيرات إضافة إلى منظمة يوروبول (الشرطة الأوروبية). وسيطبق هذا النظام على دول فضاء شنغن ال26 يضاف إليها رومانيا وبلغاريا، على أن يحل مكان الختم اليدوي على جوازات السفر.
وقال مقرر المشروع الذي قدمه إلى البرلمان الأوروبي النائب الإسباني اغوستين دياز دي ميرا غارسيا كونسويرغا "إن الهدف هو تحسين إدارة الحدود الخارجية ومكافحة الهجرة غير القانونية وتسهيل السيطرة على تدفق المهاجرين" إضافة إلى "المساهمة في الوقاية من الجرائم الإرهابية".
وأضاف أن هذا النظام "سيتيح كشف المجرمين الذين يتنقلون بهويات مختلفة كما حصل مع الإرهابي الذي هاجم سوقاً تجارية خلال الميلاد في برلين" في التاسع عشر من كانون الأول/ديسمبر الماضي، مضيفاً أن هذا الإرهابي التونسي أنيس عامري "دخل عبر حدودنا وخرج منها ب15 هوية مختلفة".
فرنسا تطالب بإجراءات أكثر تشدداً
وإذا كان بعض النواب اليساريين قد تحفظوا عن هذا المشروع، فإن دولاً أخرى مثل فرنسا طالبت على العكس بأن يشمل أيضاً مراقبة دخول وخروج المواطنين الأوروبيين. وأصدر وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب بياناً "رحب" فيه بإقرار "هذه المبادرة التي دعت إليها فرنسا منذ اعتداءات العام 2015"، مذكراً برغبة فرنسا بتوسيعها "في أقرب وقت لتشمل مراقبة الرعايا الأوروبيين والأجانب المقيمين".
وكان النائبان الفرنسيان المحافظان رشيدة داتي وبريس هورتوفو قالا في بيان قبل ذلك "علينا أن نسجل دخول وخروج الجميع من أوروبيين وأجانب يقيمون في أوروبا" واعتبرا أن "هذه الخطوة ضرورية لسد الثغرات التي تستفيد منها الشبكات الإرهابية".
الولايات المتحدة تتحرك هي أيضاً
والأسبوع الماضي زار أعضاء في الكونغرس الأميركي مطارات في أوروبا والشرق الأوسط، للاطلاع على الإجراءات الأمنية المطبقة، ومناقشة التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وقال النائب الأميركي جون كاتكو في تصريح "إن زيارتنا إلى أوروبا والشرق الأوسط تأتي في وقت حساس لان الإرهابيين لا يزالون مصرين على تفجير طائرات" مضيفاً "علينا أن نقوم بكل ما نستطيع لاستباق التهديدات التي تضرب قطاع الطيران على المستوى العالمي".
خ.س/أ.ح (أ ف ب)
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو