لمواجهة خطر "أوميكرون".. ألمانيا تستعد لفرض مزيد من القيود
٢٠ ديسمبر ٢٠٢١
تستعد ألمانيا لتشديد القيود الصحية للوقاية من متحور أوميكرون شديد العدوى، ويأتي ذلك عقب تحذيرات من خطر مواجهة "بعد جديد" لانتشار العدوى بسبب هذا المتحور، الذي ينتشر بشكل سريع و"مثير للقلق للغاية" حتى بين المطعمين.
إعلان
عشية اجتماع حاسم بشأن تشديد إجراءات مواجهة كورونا، قال المستشار الألماني أولاف شولتس أنه يتوقع الاتفاق خلال اجتماع مع رؤساء حكومات الولايات غدا الثلاثاء على فرض المزيد من القيود على المخالطات لمكافحة كورونا.
وقال شولتس على هامش زيارته للعاصمة الإيطالية روما اليوم الاثنين (20 ديسمبر/كانون الأول 2021) إنه سيتم أيضا بحث المخالطات الخاصة حتى بالنسبة للملقحين "وسيتم اتخاذ بعض القرارات الإضافية في هذا الاتجاه". وأضاف شولتس:" والنتيجة ستكون على ما أعتقد أننا سنتمكن من وضع نهج توافقي، وهذا مهم وبالذات الآن في هذا الوقت وفي هذه اللحظة".
وقال المستشار الألماني إن المسألة تتعلق بحماية البنى التحتية المهمة التي يمكن أن يتعرض تشغيلها للخطر بسبب تنامي الحالات المرضية. وأعلن شولتس اعتزامه الاستمرار في دفع التطعيمات التنشيطية في العام المقبل قدما "بحيث يمكن للجميع أن يحصلوا على مثل هذا التطعيم التنشيطي".
ويأتي سعي الحكومة الألمانية إلى فرض تدابير جديدة كرد فعل على دعوة عاجلة من مجلس خبراء كورونا الجديد، الذي حذر من أن ألمانيا مهددة بمواجهة "بعد جديد" لانتشار العدوى بسبب متحور أوميكرون.
وفقًا لمشروع اطلعت عليه فرانس برس وسيتم مناقشته في الاجتماع، سيتم تشديد الإجراءات قبل حلول العام الجديد عبر إغلاق النوادي الليلية والحد من التواصل بين الأفراد بمن فيهم الملقحون.
واعتبارًا من 28 كانون الأول/ديسمبر، لن يتمكن الملقحون أو المتعافون من أن يستقبلوا في منازلهم أكثر من عشرة ضيوف شرط أن يكونوا جميعًا محصنين، وفقًا لنص المشروع خلال اجتماع أزمة بين الحكومة وممثلي ولايات البلاد الـ16. ولا يشمل هذا السقف الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عامًا.
في المقابل يُسمح لغير الملقحين بدعوة شخصين فقط كحد أقصى من منزل واحد. كما سيتم الحد أيضا من المشاركة في أحداث ثقافية أو رياضية في جميع أنحاء ألمانيا، مع توصية بحظرها تمامًا في المناطق التي ترتفع فيها معدلات الإصابة.
ورغم أن الحكومة الجديدة للمستشار الاشتراكي الديموقراطي أولاف شولتس استبعدت تشديد الإجراءات قبل عيد الميلاد، دعي الألمان إلى "التصرف بمسؤولية" خلال هذه الفترة عبر الحد من الاتصال أو مطالبة ضيوفهم بتقديم فحص سلبي ضد كوفيد قبل استقبالهم.
ووفقًا للمشروع، ستطلب الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات من مديري البنى التحتية الأساسية (المستشفيات والأمن وخدمات الطوارئ والاتصالات وشبكات الكهرباء والمياه) التحقق من خطة التشغيل الطارئة في حال تدهور الوضع الصحي لضمان استمرار الخدمة اذا تفشت العدوى وزاد الحجر الصحي بين العاملين.
تقييم جديد لمعهد روبرت كوخ
وشدد معهد روبرت كوخ الألماني لأبحاث الفيروسات من تقييمه لمخاطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا بسبب متحور أوميكرون ، واعتبر في تغريدة على تويتر اليوم أن خطر الإصابة بالعدوى بالنسبة للحاصلين على جرعتي تطعيم كورونا وبالنسبة للمتعافين مرتفعا، فيما اعتبر هذا الخطر بالنسبة لغير الملقحين "مرتفعا للغاية". في المقابل، اعتبر المعهد خطر الإصابة بالعدوى معتدلا بالنسبة للملقحين الحاصلين على الجرعة التنشيطية.
وفي تقييمه المعدل، اعتبر المعهد خطر الإصابة بالعدوى بين السكان بشكل عام بأنه "مرتفع للغاية". وحذر المعهد من ارتفاع مفاجئ في أعداد الإصابات وحدوث زيادة في الأعباء على قطاع الرعاية. وكتب المعهد أن "السبب في ذلك هو ظهور متحور أوميكرون وانتشاره السريع ، حيث ينتشر هذا المتحور وفقا للمعلومات الحالية بشكل أسرع وأكثر تأثيرا من المتحورات الأخرى التي ظهرت حتى الآن".
ووصف المعهد التطور الحالي بأنه "مثير للقلق للغاية". وأبدى تخوفه من أن استمرار انتشار متحور أوميكرون سيؤدي إلى حدوث زيادة جديدة في أعداد حالات الإصابة الخطيرة بالمرض وحالات الوفاة وتجاوز لقدرات العلاج المتاحة في وحدات الرعاية المركزة على مستوى ألمانيا.
ع.ج.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
ألمانيا في ديسمبر.. أعياد ميلاد وأجواء عائلية تحت قبضة كورونا
يرتبط ديسمبر/ كانون الأول في ألمانيا ارتباطا وثيقا بأعياد الميلاد. بحث حثيث عن هدايا مناسبة واستمتاع بأجواء عائلية تتفق مع الشتاء والثلوج التي تتساقط في معظم المناطق، واحتفال للعام الثاني في ظل إجراءات صحية بسبب كورونا.
صورة من: picture alliance/Wolfram Kastl
بداية شهر ديسمبر/ كانون الأول تعني انطلاق أربعة أسابيع من الاحتفالات بعيد الميلاد. الألمان ينظرون لهذا الشهر كشهر العودة إلى الأجواء العائلية، بينما يتفكر المسيحيون منهم في قصة ميلاد السيد المسيح. يسمي الألمان هذه الأسابيع "أدفينت"، وهي مشتقة من كلمة لاتينية بمعنى "الوصول"، والتي تشير إلى قدوم المسيح أو ميلاده.
صورة من: picture-alliance/Bildarchiv
أسواق عيد الميلاد تعتبر من أهم مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد المسيح في المد الألمانية، وهي فضاء للترفيه وتناول المشروبات والمأكولات والتسوق وخصوصاً من المنتوجات التقليدية والحرف اليدوية. لكن الظروف الصحية الطارئة بسبب جائحة كورونا تفرض للعام الثاني بألمانيا إجراءات صحية خاصة أثناء التجول في أسواق عيد الميلاد، بينما قررت ولايتا بافاريا وساكسونيا إغلاقها.
صورة من: F.Boillot/snapshot/imago images
من أكثر تقاليد عيد الميلاد تميزاً في ألمانيا هي رزنامة عيد الميلاد المكونة من 24 يوماً. وعادة ما تقوم المحلات التجارية والمكتبات ببيع هذه الرزنامة، التي يُرمز لكل يوم فيها بباب، وعادة ما يكون وراء كل باب قطعة حلوى، وهو أمر يشدّ الأطفال على الأخص إلى اقتناء – وأحياناً عمل – هذه الرزنامة.
صورة من: Colourbox
بخلاف الكثير من الدول التي ترمز لعيد الميلاد بشخصية بابا نويل، فإن شخصيته لدى الألمان يمثلها القديس نيكولاوس (نيقولاوس)، الذي ينحدر من مدينة ميرا القديمة في تركيا حالياً. كان معروفاً عن الأسقف نيكولاوس عطفه على الفقراء والضعفاء، وتقول الأسطورة أنه كان يرمي النقود سراً في مدخنة منازل العائلات الفقيرة، والتي تهبط في الجوارب المعلقة أمام المدفأة، ومنها جاءت عادة تعليق الجوارب في عيد الميلاد
صورة من: Imago/R. Wölk
لا ينتظر الأطفال في ألمانيا فقط القديس نيكولاوس والهدايا فقط، بل ينتظرون أن تكتسي الأرض بحلة بيضاء من الثلج. فكلما اقترب موعد عيد الميلاد في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول، يبدأ الجميع في التساؤل عما إذا كان عيد الميلاد هذا العام سيكون "عيداً أبيض".
صورة من: Imago/imagebroker
في موسم أعياد الميلاد، يحلو للألمان شراء اللوز المحمص والسجق والنبيذ المتبّل الساخن، والتي يمكن شراؤها في جميع أسواق عيد الميلاد، التي تبدأ في الانتشار في غالبية المدن الألمانية. ومع افتتاح هذه الأسواق، يبدأ الملايين في التوافد عليها لشراء ما تعرضه من بضائع والاستمتاع بأجواء ساحرة رغم البرد.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
يغلب اللونان الأخضر والأحمر على أجواء عيد الميلاد: الأخضر الذي يمثل الأمل والحياة يمكن رؤيته في أغصان الهدال وأشجار عيد الميلاد، بينما يرمز اللون الأحمر إلى دم المسيح، وهناك من يقول أن هيمنة اللون الأحمر مرتبطاً تاريخياً بغلاء هذا اللون في العصور القديمة، ولذلك كان محجوزاً فقط لأوقات الاحتفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
شهر ديسمبر/ كانون الأول هو أسوأ الشهور في ألمانيا لبدء حمية جديدة، ذلك أن هذا الشهر واحتفالات عيد الميلاد مرتبطة دائماً بالأكلات الدسمة والحلويات المتنوعة، خاصة الكعك المخبوز والمعجنات المخلوطة بالقرفة والمرشوشة بمسحوق السكر.
صورة من: Imago/Westend61
أحد أهم رموز عيد الميلاد ليس فقط في ألمانيا هي شجرة عيد الميلاد، والتي تحرص العائلات على مشاركة جميع أفرادها في تزيينها بالكرات الزجاجية الملونة والديكورات المستوحاة من قصة عيد الميلاد، أو شخصيات محبوبة لدى العائلة إذا لم تكن متدينة. ولا ننسى النجمة على أعلى نقطة في الشجرة!
صورة من: picture alliance/chromorange/E. Weingartner
تبادل الهدايا في عيد الميلاد تقليد درج الألمان عليه من زمن طويل، ولكن هذا التقليد مصحوب بالكثير من التوتر، والمستفيد الوحيد هي المحلات التجارية والشركات، إذ يتهافت الكثيرون – وخصوصاً قبل أيام من عيد الميلاد – عليها لشراء ما تقع عليه أيديهم من هدايا، وذلك لكسب الوقت وكي لا تكون اليد خالية. ومؤخراً جعل التسوق لهدايا عيد الميلاد عبر الإنترنت هذا الواجب أسهل من أي وقت مضى.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
في نهاية موسم أعياد الميلاد ومع حلول ليلة رأس السنة، تتزين عادة سماء ألمانيا بالألعاب النارية، التي تنطلق من كل بيت تقريباً وبالضبط عندما تدق الساعة معلنة منتصف الليل. إلى ذلك، يحرص الألمان على تقاليد عائلية أو بصحبة الأصدقاء، كلعب الألعاب المجتمعية أو الغناء أو إقامة وليمة قبيل انتهاء العام وحلول العام الجديد. لكن للعام الثاني تعلن السلطات حظر بيع الألعاب النارية في احتفالات رأس السنة بسبب كورونا