لمواجهة مآسي الهجرة في المتوسط..دعوات لسياسة أوروبية "منسقة"
١٤ يوليو ٢٠١٩
فيما أكد الهلال الأحمر التونسي أن عدد الجثث التي انتشلتها تونس بعد غرق سفينة كانت مكتظة بالمهاجرين قبالة سواحلها الأسبوع الماضي ارتفع إلى 82، تعالت الأصوات الأوروبية المطالبة بسياسة أوروبية أكثر تنسيقا إزاء مشاكل الهجرة.
إعلان
هاجم ساسة أوروبيون نهج الإتحاد الأوروبي في التعاطي مع ملف الهجرة غير الشرعية وعمليات إنقاذ المهاجرين في سواحل البحر الأبيض المتوسط. وكانت سفينة قد انقلبت وتقل مهاجرين بعد ابحارها من ليبيا متجهة إلى أوروبا، فيما ارتفع عدد الغرقى إلى 82 شخصا. وقال ناجون لخفر السواحل التونسي الأسبوع الماضي إنها كانت تحمل 86 شخصا. وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن صيادين تونسيين أنقذوا أربعة أشخاص ولكنهم لفظوا أنفاسهم الأخيرة في المستشفى فيما بعد .
مسائية DW: جدل الهجرة يعود للواجهة في أوروبا.. ما الجديد؟
23:40
وقال منجي سليم المسؤول في الهلال الأحمر التونسي لرويترز إنه بعد عمليات بحث استمرت أسبوعا تم انتشال كل جثث الاثنين والثمانين شخصا الذين كانوا بالسفينة التي غرقت الأسبوع الماضي. ويعد ساحل غرب ليبيا نقطة مغادرة رئيسية للمهاجرين الأفارقة الطامحين في الوصول إلى أوروبا على الرغم من الأعداد تراجعت بسبب جهود تقودها إيطاليا للقضاء على شبكات التهريب ودعم قوات خفر السواحل الليبية. وكان 65 مهاجرا قد غرقوا في مايو أيار أثناء توجههم من ليبيا إلى أوروبا بعد انقلاب مركبهم قبالة تونس.
وأوروبيا تواصل الجدل حول مسؤولية إنقاذ المهاجرين في سواحل البحر الأبيض المتوسط، وقد دعا كريستيان ليندنر زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار المعارض إلى إعادة تنظيم عمليات الانقاذ المطلوبة لمساعدة للاجئين، معتبرا أن عملية الإنقاذ ينبغي أن تبقى بأيدي الدولة، وفيما يتعلق بمصير المهاجرينالذين يتم إنقاذهم "ليس نقلهم إلى أوروبا، بل أولا إلى البلدان المصدر التي انطلقت منها رحلاتهم". وقال ليندنر في حوار لمجموعة ميديا فونك الألمانية اليوم الأحد (14 يوليو /تموز 2019) إن عمليات الإنقاذ لا ينبغي أن تساهم في تسهيل مهمة المهربين.، وأضاف أن دول شمال أفريقيا وبتعاون مع الأمم المتحدة إيجاد سبل محترمة وهجرة بطرق شرعية إلى أوروبا.
ومن جهته قال وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيسي إنه سيقدم مقترحات للإتحاد الأوروبي في اجتماع يعقد الإثنين على مستوى وزراء الخارجية، وتقوم الإقتراحات الأوروبية على ضرورة تغيير في طريقة التعامل مع ملف الهجرة واللجوء وتجاوز أسلوب معالجة كل ملف على حدة وفق حلول قائمة على أحوال الطوارئ، داعيا إلى"حلول مستقرة ومنظمة"
وفي تعقيبه على قرار إيطاليا ومالطا بالإحجام عن الاستمرار في استقبال السفن التي تنقذ مهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، قال وزير الخارجية الإيطالي في حوار لصحيفة كوريرا دي لا سييرا الإيطالية اليوم الأحد إن المهاجرين "لا يبحثون عن شواطئ إيطاليا أو اليونان أو مالطا، بل عن أوروبا. لذلك يتعين أن نجد حلا داخل الإطار الأوروبي". وأوضح "يجب توزيع اللاجئين الوافدين إلى الإتحاد الأوروبي وفق معايير موضوعية وواضحة"، مضيفا اقتراحه بأن يتم تقديم المزيد من المساعدات للبلدان الأصلية للمهاجرين، سواء عبر تمويل من سندات أوروبية أو عبر تعاون أقوى بين أجهزة الشرطة في مكافحة مهربي البشر.
ح.ز/م.س (رويترز، د ب أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو