لندن تتخبط وبروكسل تحضر الأوروبيين لبريكست دون اتفاق
٢٥ مارس ٢٠١٩
لاتزال الطبقة السياسية البريطانية تتخبط في شان اتخاذ قرار بشأن بريكست. رئيسة الحكومة ماي أعلنت أنها لن تطرح اتفاق الخروج على البرلمان للمرة الثالثة. في المقابل يمهد الاتحاد مواطنيه للاستعداد لـ "بريكست" بدون اتفاق.
إعلان
في ظل الغموض بشأن ما إذا كانت بريطانيا ستحقق خروجا سلسلا من الاتحاد الأوروبي "بريكست" في الشهور المقبلة، نشرت المفوضية الأوروبية معلومات اليوم الاثنين (25 آذار/ مارس 2019) لإعداد المواطنين للعواقب المحتملة للخروج دون اتفاق.
في غضون ذلك قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إنه لا يوجد دعم لخطة بريكست في البرلمان يكفي لطرحها مرة ثالثة على النواب للتصويت. وصرحت أمام البرلمان "في الوضع الحالي لا يوجد دعم كاف في مجلس العموم لطرح الخطة للتصويت مرة ثالثة" معربة عن أملها في أن يتغير ذلك في وقت لاحق من هذا الاسبوع.
كلام ماي جاء بعد أن التقت بأعضاء حكومتها وسط تكهنات بتعرضها لضغوط لتقديم استقالتها من جانب أعضاء من حزبها (حزب المحافظين)، بعد أن طلبت من الاتحاد الأوروبي تأجيل عملية الخروج لفترة قصيرة.
ووافق قادة الاتحاد الأوروبي على تمديد خروج بريطانيا من التكتل حتى 22 أيار/ مايو المقبل، بشرط موافقة البرلمان على اتفاق الانسحاب مع الاتحاد هذا الأسبوع. وفي حال لم تتم الموافقة على الاتفاق، فقد اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على تمديد البريكست حتى 12 نيسان/ أبريل المقبل.
وكتبت المفوضية الأوروبية اليوم الاثنين: "في حال لم يتم التواصل لاتفاق، سوف تصبح المملكة المتحدة دولة ثالثة بدون أي ترتيبات انتقالية. ومن تلك اللحظة فصاعدا، لن يتم تطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي المبدئية والثانوية على المملكة المتحدة". وأضافت: "هذا سيتسبب بشكل واضح في اضطرابات ملحوظة للمواطنين والشركات".
أصدرت المفوضية سلسلة من الكتيبات تخطر المواطنين، من بين أشياء أخرى، أنه في حال عدم التوصل لاتفاق، لن يعود بمقدور المسافرين إلى بريطانيا الاعتماد على برنامج تبادلي خاص بالرعاية الصحية على نطاق الاتحاد الأوروبي ويمكن أن يتحملوا تكاليف خدمة التجوال التي تم إلغاؤها داخل الأسرة الأوروبية.
كما أن المسافرين سيكونون عرضة لعمليات تفتيش جمركية وقيود إضافية عندما يسافرون مع حيواناتهم الأليفة وكذلك عمليات تأخير محتملة عند الحدود. غير أن زوار الاتحاد الأوروبي يجب ألا يطلبوا تأشيرات إقامة لأقل من ثلاثة أشهر.
كما أن المفوضية قدمت معلومات لمساعدة الشركات على إدارة مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق. ونوهت المفوضية اليوم الاثنين إلى أن الاتحاد الأوروبي سيضطر لتطبيق قواعده ورسومه عند حدوده في حال خرجت بريطانيا دون اتفاق، الأمر الذي من المحتمل أن يتسبب في تأخر "ملحوظ" عند الحدود.
أعدت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي، سلسلة من خطط الطوارئ في حال الخروج بدون اتفاق، للتخفيف من أثر حدوث بريكست غير منظم في مجالات تتراوح من المصايد إلى النقل الجوي والبري والسكك الحديد والخدمات المالية والتبادل الطلابي.
أ.ح/ع.خ (د ب أ)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.