اليمن - الحرب تقترب من الحديدة وتحذيرات من كارثة إنسانية
١٣ يونيو ٢٠١٨دعت بريطانيا اليوم الأربعاء (13 يونيو/ حزيران 2018) إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بعد بدء الهجوم على مدينة الحديدة اليمنية.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من هذه الحملة العسكرية التي تقوم بها القوات اليمنية المدعومة من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية وذلك خشية أن يؤدي إلى وقف إيصال مساعدات الإغاثة إلى ملايين السكان الذين هم على حافة المجاعة. ويُتوقع أن يبحث مجلس الأمن هذا الملف الخميس، وذلك للمرة الثانية خلال أسبوع.
وتم إطلاق الهجوم اليوم الأربعاء بهدف اقتحام مدينة الحديدة والسيطرة عليها، في أكبر عملية عسكرية ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات. وجاء الهجوم الواسع بعدما انتهت مساء أمس مهلة منحتها الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف، إلى الأمم المتحدة من أجل التوصل لاتفاق لإخراج المتمردين من مدينة الحديدة.
لكن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أكد أن المفاوضات مستمرة. وقال في بيان "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين"، داعياً إلى "ضبط النفس ومنح فرصة للسلام".
وكانت الأمم المتحدة قد سحبت في وقت مبكر الاثنين كل موظفيها الدوليين من مدينة الحديدة، فيما أعربت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" عن قلقها على حياة نحو 300 ألف طفل في مدينة الحديدة. وأوضحت أنها تستعد "للاحتمال الأسوأ".
ودعت منظمة العفو الدولية إلى ضمان وصول المساعدات إلى السكان رغم الحرب، بينما اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحرب ستفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بشكل "كارثي". كما قالت منظمة الصحة العالمية إن الحرب تهدد حياة 250 ألف يمني على الأقل. وفي باريس، دعت وزارة الخارجية الفرنسية إلى "حل سياسي تفاوضي" في اليمن "بما في ذلك في الحديدة".
وفي السياق ذاته أدانت لجنة الإنقاذ الدولية في بيان لها العملية العسكرية لقيادة السعودية في الحديدة، "المدينة التي تعتبر شريان الحياة الوحيد لملايين اليمنيين". وطالبت اللجنة في بيانها الذي حصلت DW عربية على نسخة منه، الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي أن "تحافظ على الإمدادات الإنسانية لليمنيين". وأضافت: "يجب على هذه الدول استخدام ثقلها الدبلوماسي من أجل إيجاد وقف فوري للسلاح".
وجاء في البيان "أن الهجوم على الحديدة هو هجوم على العملية السياسية والدبلوماسية التي من شأنها أن تعيد السلام إلى اليمن".
وتمثل السيطرة على مدينة الحديدة - في حال تحققت - أكبر انتصار عسكري على المتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم من ايران، منذ استعادة القوات الموالية للرئيس هادي خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. في المقابل أعلن المتمردون الحوثيون عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم أنهم شنوا عمليات في محافظة الحديدة، بينها "استهداف بارجة".
ع.غ/ أ.ح (آ ف ب، رويترز، د ب أ)