بريطانيا تريد من مجلس الأمن الضغط من أجل هدنة في اليمن
١٤ أكتوبر ٢٠١٦
قالت بريطانيا إنها تعتزم طرح مشروع قرار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يدعو إلى هدنة فورية في اليمن واستئناف محادثات السلام، فيما احتدم القتال في اليمن منذ انتهاء محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة دون اتفاق.
إعلان
أعلن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة الجمعة (14تشرين أول/ أكتوبر 2016) أن لندن ستقدم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يطلب وقفا فوريا لإطلاق النار في اليمن اثر الغارة الدامية على قاعة تقام فيها مراسم عزاء في صنعاء الأسبوع الماضي. وقال السفير ماثيو راكروفت للصحافيين "لقد قررنا أن نقدم مسودة قرار لمجلس الأمن حول اليمن يدعو إلى وقف فوري للأعمال الحربية واستئناف العملية السياسية". ويتوقع أن يطرح النص على أعضاء المجلس الـ15 في وقت لاحق الجمعة وأن يتم التصويت عليه في الأيام المقبلة.
وقتل السبت الماضي 140 شخصا على الأقل وأصيب 525، بحسب أرقام أوردتها الأمم المتحدة، إثر تعرض قاعة في صنعاء كانت تقام فيها مراسم عزاء لوالد وزير الداخلية الموالي للمتمردين، لقصف يرجح أنه من جانب طيران التحالف الداعم للرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي. ويأتي قرار السعي لاستصدار قرار رسمي بعدما عرقلت روسيا بيانا أعدته بريطانيا ويتضمن إدانة للغارة. واعتبر السفير الروسي فيتالي تشوركين أن البيان "ضعيف" ودعا إلى "تفكير جدي" في كيفية مواجهة الوضع المتدهور في اليمن.
يشار إلى أن روسيا التي تقيم علاقات صداقة مع إيران، تنتقد الدعم الغربي للتحالف. ويشهد اليمن منذ زهاء عامين نزاعا داميا بين الحكومة والمتمردين. واستعادت القوات الحكومية بدعم من التحالف، السيطرة على باب المندب في خريف 2015، بعد أشهر من سيطرة المتمردين عليه في آذار/مارس. كما استعادت الحكومة خمس محافظات جنوبية.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
من جانب آخر، قتل أربعة أشخاص اليوم الجمعة في انفجار قنبلة أثناء مجلس عزاء لضابط من القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مأرب بشرق صنعاء، وذلك غداة مقتل جندي سعودي على الحدود اليمنية السعودية. وانفجرت القنبلة في خيمة أثناء مجلس عزاء اللواء عبد الرب شدادي الذي قتل في معارك مع المتمردين هذا الأسبوع، بحسب ما أفاد مصدر في أجهزة الأمن.
وخلف الانفجار أيضا عشرة جرحى، بحسب المصدر الذي تعذر عليه تحديد منفذي الاعتداء. وكانت القوات الموالية للرئيس هادي استعادت مدينة مأرب من المتمردين لكنها تجد صعوبة في طردهم من المحافظة الواقعة في شرق صنعاء.
من جهة أخرى قتل جندي سعودي في تبادل لإطلاق النار مع المتمردين اليمنيين على الحدود السعودية اليمنية، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السعودية الجمعة.