لهذا أنشيلوتي هو المناسب لخلافة غوارديولا في بايرن!
صلاح شرارة١٨ ديسمبر ٢٠١٥
أصبح من شبه المؤكد أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي سيكون خليفة لغوارديولا في تدريب بايرن ميونيخ. وفي حين يبدي كثيرون أسفهم لرحيل غوارديولا عن بايرن والدوري الألماني عموما، يؤكد آخرون أن أنشيلوتي هو المدرب المناسب للبافاري.
إعلان
رغم أن أغلبية عشاق بايرن ميونيخ وإدارته تتمنى بقاء الإسباني بيب غوارديولا مدربا للفريق، إلا أن كل الدلائل تقول إن غوارديولا لديه خطة أخرى في بلد آخر، هي إنجلترا على أغلب الظن. وحذر أحد خبراء التسويق في حديث مع صحيفة "بيلد" الألمانية من أن رحيل غوارديولا خسارة كبيرة لتسويق بطولة الدوري الألماني (بوندسليغا). بينما قال أوتمار هيتسفيلد، المدرب السابق لبايرن ميونيخ إن رحيل غوارديولا لن يخرج بايرن عن مسار النجاح، "فبايرن فريق احترافي إلى أبعد الحدود"، وأضاف المدرب السابق لبايرن ميونيخ في حديث مع "بيلد" نشرته اليوم الجمعة (18 ديسمبر/ كانون الأول 2015) :"إذا رحل (غوارديولا) فإن ذلك سيكون خسارة للبوندسليغا كلها لأن غوارديولا لم يؤثر بقوة في بايرن فقط، وإنما في كرة القدم الألمانية (كلها)". وأضاف "الجنرال" (لقب هيتسفيلد): "غوارديولا رائد وثوري، ومجدد في كرة القدم".
وتشير كل الدلائل أيضا إلى أن الجنتلمان الإيطالي كارلو أنشيلوتي (56 عاما) هو المدرب القادم لبايرن موينيخ ، خلفا لغوارديولا، على الأقل حسب ما يجري الآن من أخبار في الأوساط الإعلامية ولا سيما الإسبانية. فقد قالت صحيفة "ماركا" إن بايرن ميونيخ اتفق بالفعل مع أنشيلوتي وإن الفريق البافاري سيعلن ذلك رسميا الأسبوع المقبل.
أنشيلوتي- تاريخ حافل وكبار النجوم يحبونه
جعبة أنشيلوتي من الألقاب كبيرة. فهو المدرب الذي يفوز، حيث يحل. وقبل بايرن ميونيخ درب أنشيلوتي خمسة أندية من أندية القمة في أوروبا هي يوفنتوس، ثم ايه سي ميلان، وتشيلسي وباريس سان جيرمان وأخيرا ريال مدريد. وفاز مع كل واحد منها بلقب على الأقل. وأقل لقب هو كأس إنرتوتو مع يوفنتوس عام 1999، وأعلاها دوري أبطال أوروبا، أقوى بطولة للأندية في العالم، التي فاز بها ثلاث مرات، اثنان منها مع ايه سي ميلان وواحد مع ريال مدريد، علما بأنه المدرب الوحيد، الذي فاز حتى الآن بدوري الأبطال أكثر من مرتين.
البطولات المحلية التي حققها مع الأندية السابقة لا حاجة هنا للحديث عنها نظرا لكثرتها. كما أنه بنى جيلا عملاقا للكرة الإيطالية عندما درب ميلان في الفترة بين عامي 2001 و 2009. وجعل الفريق الذي كان يضم فيليبي إنزاغي وبيرلو وزيدورف أفضل فريق في أوروبا.
أنشيلوتي ليس مجرد مدرب ناجح وإنما شخصية محبوبة، لا سيما من جانب نجوم الكرة العالمية، التي دربها في الأندية الكبرى وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، والسويدي إبراهيموفيتش، وأيضا توني كروز نجم منتخب ألمانيا وريال مدريد، الذي صرح لصحيفة "دي تسايت" الألمانية بأن أنشيلوتي "إنه تمكن من مزج شروط النجاح بأفضل ما يكون، من حيث الفكر التكتيكي والبعد الإنساني. وهذه مسألة ليست بالسهلة خصوصا في ريال مدريد." وأضاف كروز "عندما رحل (عن مدريد) كنا جميعا في حالة من الحزن... ولم تكن هناك أي كلمة سلبية واحدة عنه، وهذا شيء غير عادي."
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.
صورة من: picture-alliance/dpa
13 صورة1 | 13
أما زلاتان إبراهيموفيتش نجم باريس سان جيرمان الحالي فيقول لـ"سي إن إن" عن أنشيلوتي عندما كان يدرب سان جيرمان "كان أنشيلوتي مدربا كبيرا. كان ينتمي إلى المدرسة القديمة لكن كشخص كان رائعا." وبينما يسخر إبراهيموفيتش من المدرب غوارديولا أكثر من أي شخص آخر، يقول عن أنشيلوتي: "كان بإمكاني أن أتحدث معه عن كل شيء وليس عن كرة القدم فقط".
أما نجم النجوم كريستيانو رونالدو فقال عن مدربه السابق، حسب ما نقلته صحيفة "بيلد" الواسعة الانتشار: "أتمنى لو أن كل لاعب سنحت له الفرصة للعمل معه، لأنه ببساطة شخص رائع، ومدرب رائع. وأنا افتقده كثيرا، لأننا حصدنا سويا ألقابا كثيرة، وأتمنى أن أعمل معه مرة أخرى في يوم من الأيام."
مناسب جد لبايرن ميونيخ
ولو صحت الأخبار بأن أنشيلوتي قادم إلى بايرن ميونيخ فسيكون رابع إيطالي يدرب في الدوري الألماني بعد الأيقونة جيوفاني تراباتوني الذي درب بايرن ميونيخ، ونيفيو سكالا الذي درب بوروسيا دورتموند ولم يحقق النجاح المطلوب، وآخر الإيطاليين في البوندسليغا كان دي ماتيو مدرب شالكه، الذي سبق له الفوز بأبطال أوروبا مع تشيلسي لكنه أخفق مع شالكه محلياً وقارياً.
ويرى هيتسفيلد أن المدرب الإيطالي أنشيلوتي، "ثعلب" في التكتيك، وبإمكانه أن يكيف طريقة لعبه حسب خصمه. وضرب مثالا واضحا على ذلك عندما فاز مع ريال مدريد عام 2014 على بايرن في ميونيخ نفسها بأربعة أهداف نظيفة، وكان يعلب بطريقة دفاعية ثم يقوم بالهجمات المضادة.
وقال أوتمار هيتسفيلد لصحيفة بيلد: "إن أنشيلوتي سيكون مناسبا جدا لبايرن...لأن مدرب بايرن يجب أن يتمتع باحترام كبير." وعلى العكس من غوارديولا، الذي قيل إن لديه مشاكل مع لاعبين كبار فإن أنشيلوتي يعتبر مدربا يتمتع بصفات الوالد ولديه إحساس عال، "فقيادة نجم سوبر بحجم كريستيانو رونالدو ليست مسألة سهلة إطلاقا، ولقد استطاع (أنشيلوتي) القيام بذلك في ريال مدريد"، حسب هيتسفيلد.