هزت نتائج الاستفتاء حول عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي عالم كرة القدم الأوروبية أيضا. فمن المحتمل أن يتسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أن تفقد الأندية الانكليزية الكثير من لاعبيها الأوروبيين، وبالتالي سيفتقد الدوري الانكليزي "البريمييرليغ" لاعبين مهمين في مختلف الأندية الانكليزية. لكن هناك سلبيات أخرى ستظهر بوضوح في الأيام القليلة المقبلة، أي عندما تفتح سوق الانتقالات الصيفية أبوابها.

كان تأثير التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واضحا على سعر صرف الجنيه الإسترليني، الذي انخفض بنسبة 9 في المئة، وهو أمر لم يحدث منذ عام 1985. وهذا يعني أن إنفاق الانكليز خارج المملكة المتحدة سيكون مكلفا جدا. وهذا ينطبق تماما على سوق انتقالات كرة القدم في أوروبا.

ولاشك أن انخفاض سعر الجنيه، سيعني ارتفاع أسعار اللاعبين الأوروبيين بالنسبة للأندية الانكليزية، الأمر الذي سيجعل بالطبع إدارة تلك الأندية، والمعروفة بتبذيرها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بصفقات شراء اللاعبين، تفكر جليا وتحسب الأمور بدقة قبل أن تقوم بأي صفقة. فهل يجعل "بريكست" نجوم البوندسليغا أقل جاذبية بالنسبة للبريميرليغ؟ وماذا عن العقود، التي تم إبرامها قبل بريكست؟

وفقا لوكالة الأنباء الألمانية الرياضية (SID)، فإن غريغ ديك، رئيس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم، يرى أن تأثير انفصال انكلترا عن الاتحاد الأوروبي سيكون له تبعات واضحة جدا على كرة القدم الانكليزية. لكنه يرى في الوقت ذاته أنه لن يطال استقدام نجوم الكرة إلى الجزيرة الانكليزية حاليا، ما يعني أن العقود التي أبرمتها الأندية الانكليزية مع الأندية الألمانية قبل الانفصال لازالت سارية المفعول، كصفقة نادي مانشستر سيتي مع إيلكاي غوندوغان لاعب وسط نادي دورتموند.

قد تكون مصائب البريمييرليغ عند البوندسليغا فوائد

وأشار ديك إلى أن تبعات الانفصال يمكن أن تظهر على صفقات انتقال اللاعبين الأوروبيين بعد عامين. وهذا ربما سيكون في صالح البوندسليغا. فأندية البريميير ليغ كانت عيونها دوما على نجوم البوندسليغا، وكانت دوما على استعداد لدفع أغلى الأثمان في سبيل الحصول على نجوم، تعزز بها صفوفها. وقائمة أسماء اللاعبين، الذين انتقلوا من البوندسليغا إلى الدوري الانكليزي أوضح دليل على ذلك.

ففي أرسنال وحده يلعب مسعود أوزيل وبيير ميرتساكر وسيرغي غنابري. وفي الموسم الماضي انتقل لاعب هوفنهايم البرازيلي روبيرتو فيرمينو إلى ليفربول، الذي يلعب فيه الألماني إمري جان، لاعب ليفركوزن السابق. وانتقل باستيان شفاينشتايغر أحد أعمدة بايرن ميونخ إلى مانشستر يونايتد. ومثله أيضا شنجي أوكازاكي، الذي انتقل من ماينز إلى ليستر سيتي الانكليزي. البلجيكي كيفن دي بروينه هو الآخر، انتقل إلى مانشستر سيتي من فولفسبورغ.

ربما سيكون للعامل الاقتصادي دور واضح في انخفاض صفقات شراء اللاعبين الأوروبيين من قبل أندية البريميير ليغ، لكن غوردون تايلور الرئيس التنفيذي لاتحاد اللاعبين المحترفين يرى أن ذلك سيكون في صالح المواهب الانكليزية الشابة. فمن بين 600 لاعب من فرق الشباب، لا يوجد سوى 100 لاعب في دوري المحترفين. وهذا الأمر من الممكن أن يتغير، في حال أصبح أمر انتقال اللاعبين الأوروبيين إلى انكلترا أكثر صعوبة، فور اعتبار الأوروبيين كأجانب وفق قانون العمل الانكليزي.