يشعر الطالب الذي يحصل على درجات ضعيفة سواء في الاختبارات الشهرية أو النهائية، بخيبة أمل مضاعفة بسبب سوء النتيجة ثم رد الفعل المتوقع من الأب والأم. ومن الممكن أن تؤدي ردود الفعل الغاضبة لزيادة تدهور الموقف في حين أن مراعاة بعض الأمور تساهم في خروج الطالب من هذا الموقف بفوائد عديدة.
وينصح الخبراء في هذه الحالة، بالبدء بمدح الطفل على أفضل النتائج التي حصل عليها أولا، إذ أن البدء بالمدح يزيد من ثقة الطفل أو المراهق في نفسه. لكن هذا لا يعني على الإطلاق تجاهل النتائج الضعيفة التي حصل عليها التلميذ، بشرط الابتعاد عن النبرة الغاضبة والصوت المرتفع، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية.
وليس من الخطأ المبالغة في الثناء على الطفل رغم سوء علاماته، وربما أيضا الترتيب لهدية له كمكافأة على العلوم التي أدى فيها بشكل جيد أولا قبل الحديث عن العلامات السيئة. ويحذر الخبراء من استخدام عبارات اللوم التي تقلل من قيمة الطفل أو تضعه في مقارنة مع من هم أفضل منه من التلاميذ.
ومن المهم، وفقا لنقله موقع "سكويو" الألماني، أن يراعي الأب والأم في هذه الحالة، التركيز على المواهب التي يتسم بها التلميذ، والتي لا يشترط أن تكون مرتبطة بالتحصيل المدرسي وإنما ربما تكون موجودة في مناحي الحياة الأخرى كالرياضة والفنون أو حتى العلاقات الاجتماعية وطريقة التعامل مع الغير.
ويعتبر البحث عن الأسباب، هو أفضل وسيلة للتعامل مع العلامات السيئة للتلميذ بدلا من توجيه اللوم إليه. وينصح خبراء علم النفس بضرورة الحديث مع التلميذ لتحديد سبب ضعف علاماته وما إذا كانت مرتبطة بشعوره بضغط عصبي معين أو عدم اهتمامه بهذا العلم أو ربما قلة التركيز أثناء المحاضرات المدرسية. كما ينبغي معرفة علاقة التلميذ بمعلمه لاسيما وأن المعلم هو في الأغلب المفتاح الأهم لحل هذه المشكلة.
وتتنوع الحلول الممكنة لتعويض هذه العلامات السيئة، بحسب عمر التلميذ مع أهمية وجود الدافع لدى الطفل أو المراهق نفسه. وربما تساعد الحصص الإضافية (الدروس الخاصة) أو تنظيم أوقات المذاكرة في تحسين أداء التلميذ في بعض العلوم.
التعليم يجد مكانا له في بقاع مختلفة من العالم وبين كل الشعوب. بيد أن مستلزمات التعليم في المدارس ووضعية الصف الذي يجمع التلاميذ والمعلمين مختلفة من مكان إلى آخر. صوّر لصفوف مدرسية وطرق التعليم حول العالم.
صورة من: Reuters/I. Alvaradoمدرسة عويده الابتدائية في العاصمة المغربية الرباط. يلتحق حوالي 95 بالمائة من الأطفال بالمدارس. عندما يصلون إلى عمر 15 عاما تقل نسبتهم في المدرسة إلى النصف، وإن 30 بالمائة من الأطفال دون سن الـ 15لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة.
صورة من: Reuters/Y. Boudlalالمعلمة مهاجرة أرماني تعلم التلميذات في قرية قرب مدينة جلال آباد في شمالي أفغانستان. كان تعليم الفتيات محرما تحت سلطة طالبان حتى سقوطها عام 2001. اليوم يتعلم 75 بالمائة من فتيات أفغانستان في المدارس.
صورة من: Reuters/Parwizعالم آخر، تلاميذ مدرسة "تاكينو غاوا" في طوكيو خلال استراحة طعام الغداء. المدارس اليابانية هي في مقدمة المدارس عالميا من حيث المستوى التعليمي والخدمات، حسب دراسة بيزا للتعليم حول العالم.
صورة من: Reuters/T. Hanaiمدرسة "ساو خوسيه الثاني" في البرازيل. تقع المدرسة على نهر الأمازون الذي يعد واحدا من أكبر أنهار العالم. المدارس الحكومية في البرازيل معروفة بتدني مستوى التعليم فيها، ومن يريد الدخول إلى مدارس خاصة عليه دفع الكثير من المال.
صورة من: Reuters/B. Kellyرغم أن الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول تقدما في العالم، غير أن النظام التعليمي يشير إلى الاختلاف في مستوى التعليمي بسبب الأصول. فالتلاميذ البيض لديهم فرصة أكبر لإكمال دراستهم مقارنة بأولئك الذين هم من أصول أمريكية جنوبية أو أفريقية.
صورة من: Reuters/J. Youngلا ضوء ولا كتب في قاعة الدرس. تلاميذ في المرحلة الثالثة بمدرسة في فيتنام. تعلم المعلمة التلاميذ لغة "همونغ". رغم الظروف الصعبة لهذه المدرسة والكثير من مدارس فيتنام، إلا أنها تحتل مكانا جيدا ضمن ترتيب التعليم في دراسة بيزا. بل إنها تسبق ألمانيا أحيانا.
صورة من: Reuters/Khamتلاميذ المدارس في بريطانيا يلتزمون بالزي المدرسي الموحد، مثل مدرسة "هارو" في ميدلزكس. ورغم أنه لا يوجد قانون في بريطانيا يلزم التلاميذ بارتداء ملابس موحدة، بيد أن الجميع يلتزم بها. ولا يعرف من أين جاءت عادة ارتداء هذه الملابس.
صورة من: Reuters/S. Plunkettلم يكن جلوس التلاميذ فتيان وفتيات معا في مكان واحد للتعلم أمرا مسلما به في باكستان، حتى الحملة التي أطلقتها الفتاة الباكستانية ملاله التي حصلت بعد ذلك على جائزة نوبل للسلام. ما يجمع الفتيات والفتيان في الصورة هو مكان في حديقة عامة للتعلم سوية.
صورة من: Reuters/C. Firouzيمكن للأطفال في كينيا منذ عام 2003 دخول المدارس مجانا دون دفع رسوم التعليم. لكن الدولة لم تدعم التعليم بشكل جيد ولم تستثمر فيه بما يكفي حتى الآن. الصفوف مزدحمة جدا مثلما هو الحال في هذه المدرسة بمنطقة كيبيرا الفقيرة قرب العاصمة نيروبي.
صورة من: Reuters/N. Khamisتلاميذ ماليزيا هم من أسعد التلاميذ حول العالم، حسب دراسة بيزا. أكثر من 60 بالمائة من السكان مسلمون. بعض المدارس دينية داخلية.
صورة من: Reuters/O. Harrisيتعلم الصغار منذ المرحلة الأولى في المدرسة لغة أجنبية في أوكرانيا. هؤلاء التلاميذ في المرحلة الخامسة بمدرسة "هومانتيس لايكوم" في العاصمة كييف، حيث تعلم لغتين أجنبيتين إلزامي. ولهذا يتكلم كثير منهم بجانب الأوكرانية والروسية، الألمانية أوالفرنسية أوالانكليزية.
صورة من: Reuters/G. Garanichفي مدرسة "لاورا فيكونا" بالعاصمة التشيلية سانتياغو، نظام التعليم خاص وليس عاما. حيث يجلس الآباء والأمهات هنا مع أطفالهم لتعلم معا وتعويض ما فاتهم في الصغر. والأسر الفقيرة لا يمكنها دفع نفقات تعليم أبنائها.
صورة من: Reuters/I. Alvarado
رب ضارة نافعة
ردود الفعل السلبية المبالغ فيها لا تؤدي لنتائج إيجابية لا بالنسبة للطفل ولا حتى للأب والأم، فالغضب عند رؤية شهادة علامات الابن أو الابنة، يؤدي بدوره لارتفاع هورمون الضغط العصبي بالجسم وبالتالي يتأثر القلب والدورة الدموية بشكل سلبي. ونتيجة لكل هذه الأمور، فإن رد الفعل المتعقل هو الحل الأنسب للوقوف على أسباب المشكلة ومن ثم حلها.
وكما تقول الحكمة، فإن رب ضارة نافعة، إذ يمكن أن يستغل الأب أو الأم هذا الموقف لنقل خبرتهما الحياتية للطفل لاسيما فيما يتعلق بتجربتهما مع التعليم ومع مراحل النجاح والإخفاق فيه أو في جوانب الحياة المتنوعة بشكل عام. ويضمن التعامل السليم مع هذا الموقف، تعلم الابن أو الابنة مواجهة مواقف الفشل في الحياة والوقوف على أسبابها ثم تجاوزها بأفضل طريقة وهو موقف يتعلم فيه الطفل أيضا للمرة الأولى معنى المسؤولية بشكل فعلي. وربما توفر تجربة النتائج السيئة في الاختبارات، فرصة مميزة ليتعلم الطفل درسا مهما في الحياة وهو أنه "لا يوجد شخص كامل في الحياة" وأن الإخفاق في أمر ما في الحياة، لا يستدعي إطلاقا الشعور بالفشل أو النقص.
ا.ف/ ط.أ